طريقة كورية جديدة لاستغلال الخبرة

 طريقة كورية جديدة لاستغلال الخبرة

لكن الاستحواذ مهم لسبب ثان، فعلى غير العادة، قالت شركة دوسان, إنها سوف تتمسك بفرق الإدارة في شركة بوبكات, والوحدتين الأخيرتين اللتين كانت تشتريهما من شركة انجرسول – راند، وهي تكتل أمريكي.
قال بارك يونج مان، نائب رئيس شركة دوسان أنفرا كور, وهي أكبر صانعة معدات إنشاءات في كوريا الجنوبية، لدى إعلان الصفقة: المصالح التجارية التي نستحوذ عليها تملك موظفي إدارة ومهندسين ممتازين، وهو ما نعتبره أهم معيار لاستراتيجيتنا بالنسبة للاستحواذ.
وأضاف قائلاًُ:" لذلك نخطط للإبقاء على الإدارة الحالية, لنستخدم خبرتهم ومهاراتهم على أفضل وجه, في محاولة لتطوير شركة دوسان انفراكور, لتصبح شركة عالمية فعلياً.

وأضاف: إن هدف شركة دوسان انفراكور هو ضمان موهبة وقدرة على البحث والتطوير, عالمية الطراز، وهذا يشكل خروجاً على المألوف بالنسبة للشركات الكورية, التي ترسل تقليدياً مديرين محليين لإدارة المصالح التجارية في الخارج- سواء كانت هذه المصالح استثمارات صديقة للبيئة، أو قواعد صادرات أو استحواذات.
إن شركة دوسان رائدة فعلية في كوريا المؤسسية، وهي التكتل الوحيد الذي يقوده شخص أجنبي، جيمس بيموسكي، وهو أمريكي ترأس المكتب الكوري لماكنزي وشركاه، الشركة الاستشارية العالمية، خلال تسعينيات القرن الماضي، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي, أصبح رئيساً تنفيذياً للتكتل "شيبول" الحادي عشر الكبير في كوريا.
كانت المجموعة التي تركز على صناعات تقليدية مثل الغذاء والبناء والآلات, تبحث بقوة عن مديرين كوريين ذوي خبرة في الشركات الدولية مثل ياهو وآي بي إم، إضافة إلى "ماكنزي" التي تملك "دوسان" روابط وثيقة معها.
ومع السيولة الوفيرة في كوريا والجهود الحثيثة للعثور على أسواق جديدة، يقول المحللون إن من المحتمل أن تكون هناك استحواذات أجنبية أكثر من قبل الشركات الكورية التي كانت تحجم عن صفقات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود.
ولذلك سيكون توجه "دوسان" ذو العقلية المنفتحة إزاء استخدام أجانب، أمراً مهماً إذا أرادت الشركات الكورية أن تنجح في الأسواق الخارجية، حسبما يقول جوناثان هولمز، رئيس مكتب سيئول لشركة كورن / فيري، وهي شركة دولية لاصطياد المواهب.
يقول هولمز: على الصعيد الاستراتيجي، هنالك قضية مهمة يجب على الشركات الكورية أن تواجهها عندما تنفق ما بين أربعة أو خمسة مليارات دولار على عملية استحواذ- كيف تدمج تلك المصالح التجارية من وجهة نظر إدارية؟.
كيف ستوفق بين هاتين الثقافتين في العمل دون تدمير القيمة؟
كانت العادة بالنسبة للشركات الكورية أن ترسل رجلاً من المكتب الرئيسي لإدارة الشركة الأجنبية، لكن ذلك لا ينجح كثيراً في هذه الأيام، حسبما يقول هولمز: ليست هذه هي الطريقة لدمج المصالح التجارية العالمية.
وعلى الصعيد الداخلي فإن الشركات الكورية لا تزال خائفة بعض الشيء من استخدام أجانب لمناصب استراتيجية، حسبما تقول كيم إن – هاي التي تدير هيدريك آند ستراجلس، وهي شركة دولية أخرى لاصطياد المواهب، في كوريا.
وتقول كيم: حاولوا استخدام أمريكيين كوريين لأنهم اعتقدوا أنهم سيفهمون الثقافة أكثر، وحتى لو لم يكونوا يتحدثون اللغة الكورية، فإنهم سيظلون يملكون ما هو مشترك.
ثقافة الشركات الكورية ذات خصوصية مؤكدة، بهياكل هرمية صارمة تستند إلى تقاليد كونفوشية, وحيث يتوجب إطاعة الرؤساء المباشرين إطاعة عمياء وعدم التساؤل حولهم.
يقول أحد التنفيذيين الأجانب إن المديرين الأجانب يتضجرون في أغلب الأحيان, من الاضطرار لطلب موافقة من سيئول لشراء براية أقلام.
وهنالك أيضا ثقافة قوية جداً لإقامة الروابط بين الموظفين عن طريق الأكل والشرب معاً - وهي ما تسمى "هويشيك" أو "وجبات الشركات" – والتي تشمل في أغلب الأحيان شرب جرعات من الويسكي, توضع في كؤوس الجعة، لعدة ليال في الأسبوع.
لكن استخدام أمريكيين كوريين لم يكن ناجحاً كثيراً, ولجأت الشركات الكورية إلى إرسال كوريين إلى الخارج لإدارة وحدات دولية، واستخدام مديرين للإدارة الوسطى في السوق المحلية.
تقول كيم إن بعض زبائنها يجيئون بالمديرين الأجانب لوحدات دولية إلى كوريا لمدة سنة، حتى يستطيعوا أن يعملوا في المكتب الرئيسي, ويتعلموا عن الثقافة المؤسسية وكوريا، قبل أن يعودوا إلى مناصبهم.

وتضيف: السبب الرئيسي لفشل الشركات الكورية، هو نسبة التغيير العالي للمديرين الأجانب, نتيجة الافتقار إلى الوعي الثقافي لدى الجانبين، لم يكن لديهم أي أرضية مشتركة.
ويمكن أن يكون هنالك حل آخر, وهو إيجاد مسارات عملية أفضل للتنفيذيين الأجانب الذين يعملون في كوريا.
في الوقت الذي استخدمت فيه "سامسونج" وهي أكبر تكتل، عدداً كبيراً من الأجانب، وخصوصاً في مكتب رئيس مجلس الإدارة لي كون هي، فإنهم يميلون إلى البقاء ثلاث سنوات فقط، وبعدها ينتقلون إلى شركات أو بلدان أخرى.
وقد كانت شركة إل جي LG أفضل باستخدام تنفيذيين أجانب والاعتماد على خبرتهم العالمية, إضافة إلى تعريفهم بممارسات العمل الكورية وإيجاد مهارات عملية، حسبما يقول مراقبون للصناعة.
يقول هولمز من كورن /فيري: هذه استراتيجية جيدة، ففي غضون ثلاث أو أربع سنوات، من المأمول أن يكون لديك تنفيذي أجنبي ذو خبرة دولية, لكن مع خبرة بضع سنوات في كوريا، بذلك يكون لديه تقدير فريد لآليات كوريا المؤسسية.
كيم، من "هيدريك آند ستراجلس" ترى أن دمجاً أفضل للإدارة المحلية والأجنبية, مهم لنجاح الشركات الكورية في السوق العالمية.
وتقول: أعتقد أن هذا مهم جدا لأن كثيراً من الكوريين قادرون جداً، لكنهم لا يملكون أي خبرة في إدارة العمليات في بلد أجنبي، لذلك فإن وجهة نظرهم ليست كافية بالضرورة, بشكل واسع.

الأكثر قراءة