"كين روس" للذهب تستحوذ على الشركات لتزيد إنتاجها 62% في عام 2009
"كين روس" للذهب تستحوذ على الشركات لتزيد إنتاجها 62% في عام 2009
في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها أسواق المال العالمية يلجأ المُستثمرون إلى وضع أموالهم في استثمارات آمنة ويُعتبر الاستثمار في المعادن هو أحد الاستثمارات الآمنة وقد اخترت في هذا التقرير التحدث عن شركة تعمل في مجال التعدين واستخراج الذهب والفضة والنحاس وهي عاشر شركة على مستوى العالم، إنها شركة "كين روس" للذهب Kinross Gold الكندية التي تُنتج 11 مليون أوقية من الذهب كل عام وهو نشاطها الرئيسي كما أنها تشتري الفضة وتبيعها، ومناجم الذهب التي تعمل فيها منتشرة في الولايات المتحدة، كندا، البرازيل، روسيا، تشيلي وإفريقيا وعددها تسع مناجم، ويتم تداول سهم الشركة في بورصة "نيويورك" ويُمكن مراقبة حركة السهم المدرج بالرمز KGC.
قفزة ناجحة
شركة "كين روس" الكندية استفادت مثل غيرها من شركات التعدين من ارتفاع أسعار المعادن الذي أحدث إقبالا على عمليات استخراج الذهب ويتوقع المحللون المهتمون بقطاع التعدين أن ينمو إنتاج شركة "كين روس" بنسبة 62 في المائة حتى عام 2009 بسبب زيادة الإنتاج من ثلاثة مشاريع جديدة تقوم بها الشركة في كل من منطقة "باراكاتو" حيث حصلت الشركة على موافقة باستثمار 470 مليون دولار ويُتوقع أن يُنتج هذا المشروع 557 ألف أوقية من الذهب ابتدأ من عام 2009 إلى 2013 وكذلك لديها مشروع في "كوبول" حيث سيشرع العمل فيهما عند منتصف عام 2008.
وقامت الشركة بعمليات استحواذ على شركات تعدين أخرى من ضمنها شركة "كراون للمصادر" Crown Resources، وستُركز الشركة على بدء مشروعها في "باكخورن" الذي تملكه شركة "كراون" Crown وقد بدأت أعمال تشييد المباني لهذا المشروع في بداية العام الحالي ومن المُتوقع أن يُنتج هذا المشروع مع بداية 2008 قرابة 200 ألف أوقية ذهب كل عام، وتمكنت شركة "كين روس" من الاستحواذ على شركة "بيما" Bema للذهب مما سيزيد من أعمال الشركة في روسيا وعمليات الاستحواذ هذه سترفع من قيمة الشركة وستُُكسبها نمو في الذهب المنتج ليُصبح 46 مليون أوقية ذهب و69 مليون أوقية فضة و2.8 مليار أوقية من الفحم النحاس، كان هذا بشكل عام وسريع عن مشاريع الشركة ولكن يبقى العديد من المشاريع التي ستبدأ في ضخ إنتاجها إلى الأسواق نهاية العام الحالي وكانت الشركة قد شيدتها من قبل.
مخاطر الاستثمار
الاستثمار في هذه الشركة محفوف بالمخاطر حيث ارتفعت قيمة التكاليف النقدية أخيراً التي تدفعها شركة "كين روس" الكندية وهذا الارتفاع عائد إلى ارتفاع في تكلفة الطاقة وقيمة تراخيص العمل التي تدفعها للحكومات مقابل الاستفادة من المناجم، كما أن الإنتاج انخفض بسبب إغلاقها للمناجم لرداءة أحوال الطقس في فصل الشتاء الماضي كما أن الميزانية التي حددتها الشركة والمقدرة بالدولار الأمريكي لأعمالها في البرازيل قد لا تكفي نظراً لانخفاض الدولار مقابل عملة البرازيل، وبشكل عام فإن ديون الشركة ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2006 نتيجة عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركة ولكن هذا الحركات الذي تقوم به والذي قد يُشكل مخاطر يجب النظر إليه على أنه استثمارات تقوم بها الشركة من أجل تحقيق عوائد ذات ربحية عالية.
مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت علماً أن الشركة أصدرت حتى الأول من آب (أغسطس) الحالي نتائج النصف الثاني من العام المالي الحالي وسنُناقشها لاحقاً، وسجلت الشركة في عام 2006 الماضي مبيعات بلغت 987 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 18.9 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2005 كما سجلت الشركة زيادة في الأرباح مقدارها 212.12 مليون دولار أي زيادة بنسبة 63.1 في المائة. وبالنسبة إلى ربحية الشركة نجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي مرتفعة 21.7 في المائة وهو أعلى بكثير من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ومقداره 12.3 في المائة.
توجد ديون على الشركة وبالتالي فإن نسبة المديونية بالنسبة للملكية Dept/Equity هي 0.1 في المائة أي أن ديون الشركة تُشكل 1 في المائة من حقوق الملكية وهذا رقم لا يُخيف إذا علمنا أن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار مرتين في حال طلب التسديد الفوري للفوائد. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 7.4 في المائة أي أكثر بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 17.9 في المائة أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.3 مرة وهي نسبة متدنية.
مكرر الأرباح الحالي للشركة مرتفع نوعاً وهو 23.3 مرة ويُتوقع ارتفاعه أكثر في الفترة المقبلة حتى يصل إلى 33.3 مرة وهذا المؤشر المالي يُعتبر أحد المؤشرات المهمة في تقييم جدوى الاستثمار بسهم ما. جدير بالذكر أن الأرباح نمت بشكل قوي مقارنة بالأرباح في السنوات الثلاث الأخيرة، وتستثمر المؤسسات المالية في شركة "كين روس" الكندية بنسبة 54.2 في المائة.
أخبار الشركة
من أحدث الأخبار المهمة هو إعلانها في الأول من آب (أغسطس) الحالي عن نتائجها للربع الثاني حيث ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 15 في المائة لتُصبح 290 مليون دولار مقارنة بنتائج العام الماضي وحققت أرباحاً 0.09 سنت كعائد على كل سهم وهو أقل من العائد الذي حققته في الفترة نفسها من العام الماضي وكان 0.19 سنت لكل سهم، كما صرحت الشركة بأن إنتاجها من الذهب في عام 2008 سيكون بين 2.1 إلى 2.2 مليون أوقية وسيرتفع في عام 2009 ليصل إلى ما بين 2.6 و2.7 مليون أوقية ذهب.
الخلاصة
شركة "كين روس" الكندية استفادت من ارتفاع أسعار الذهب المُستقبلية وتتوقع الشركة أن تستفيد من أعمال التنقيب عن الذهب من خلال مشاريعها الجديدة التي ستزيد طاقتها الإنتاجية بعد استحواذها على عدد من الشركات وآخرها على شركة "بيما" التي ستزيد من نمو إنتاجها، وبينت أن أرباح الشركة تواجه انخفاضا في عوائدها على السهم بسبب ارتفاع تكاليف النقد ومصاريفها وانخفاض في الإنتاج بسبب إيقافها للعمل في بعض المناجم بسبب الأحوال الجوية في فصل الشتاء كما أن عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركة أدت إلى ارتفاع الديون المُستحقة عليها، إن المُحللين المعتبرين والمراقبين لأعمال الشركة لا يتفاءلون كثيراً بمُستقبل الشركة وتتفاوت نظرتهم للسعر المُستهدف الذي سيصل له سهم الشركة ولكن بشكل عام سيكون بين 11 و18 دولار خلال عام وقد حصل سهم الشركة على تخفيض لجدوى الاستثمار في السهم.
أستعرض هذا السهم في تقريرنا الأسبوعي لكون السهم حسب التحليل الفني وليس المالي يتعرض لموجة انخفاض ولذا يجب مراقبته حتى تنتهي موجة الانخفاض ثم يتم شراؤه تمهيداً لارتفاعه من جديد، فإن هبط سهم KGC تحت سعر 11 دولارا ولمدة أسبوعين متتاليين فإنه سيهبط أكثر على الأجل الطويل. ومن ثم يُمكن شراؤه والاستثمار فيه، ولكنه على الأجل المتوسط سيرتفع هذه الفترة حتى من سعر إغلاقه يوم الجمعة عند 11.75 دولار إلى سعر قريب من 12.5 دولار ثم سيهبط بسبب وجود مقاومة عند هذه المستويات من متوسطات الحركة البسيطة الخمسين والمائتي يوم أي سيرتفع بمقدار 8 في المائة هذا الأسبوع على الأجل المتوسط.