أسهم دبي "تلملم جراحها" بقيادة "إعمار" والمؤشر إلى أعلى مستوياته خلال العام

تمكنت الأسهم الإماراتية من "لملمة جراحها" بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته أمس الأول ونجحت سوق دبي في تعاملاتها أمس ليس في استرداد كامل خسائرها بل سجلت صعودا جماعيا وتاريخيا في الوقت ذاته بارتفاع مؤشرها بنسبة 4.5 في المائة وهو أعلى مستويات صعود للمؤشر العام الجاري مقارنة بانخفاض 2.4 في المائة أول أمس بدعم من سهم "إعمار" الذي عاد مجددا فوق عشرة دراهم.
واستردت الأسهم الإماراتية خسائر "الأربعاء الأسود" البالغة 12 مليار درهم وأضافت عليها مكاسب بقيمة ستة مليارات درهم, حيث ارتفع المؤشر العام لسوق الإمارات بنسبة 3.2 في المائة غير أنه أنهى الأسبوع بأكمله على انخفاض نسبته 0.92 في المائة, حيث خسرت الأسهم 5.3 مليار درهم من قيمتها السوقية.
وكما كان سهم "إعمار" سببا في الهبوط الحاد لسوق دبي كان أيضا محوريا في الصعود الذي طال جميع الأسهم المتداولة في السوق التي سجلت جميعها (22 سهما) ارتفاعات كبيرة من دون انخفاض لسهم واحد كما امتد التأثير الإيجابي لـ "إعمار" إلى سوق العاصمة أبو ظبي التي سجلت هي الأخرى صعودا قياسيا بلغت نسبته 2.5 في المائة.
وعلى الرغم من المخاوف التي انتابت المتعاملين كافة من تدهور جديد لسعر "إعمار" مع بداية التعاملات تحت سعر إغلاق أول أمس عند 9.75 درهم إلا أن السهم استقطب مع لحظة البداية طلبات شراء قوية دفعته إلى الصعود بنسب قياسية أسهمت في رفع بقية الأسهم المتداولة وهو ما أعطى رسالة تطمين بأن السهم في طريقه إلى التحسن ما دفع صغار المستثمرين الخائفين إلى الدخول عبر وضع طلبات شراء بكميات كبيرة ألهبت من سعر السهم الذي واجه عمليات بيع مكثفة عند سعر عشرة دراهم التي ما إن كسرها إلى 10.05 درهم حتى عاد إلى الهبوط مجددا دون الـدراهم العشرة عند 9.89 درهم وظل يتداول لمدة لا تقل عن ساعة كامل بهذا السعر إلا أن شهد في ربع الساعة الأخير دخول سيولة ضخمة دفعته إلى الصعود بقوة وسريعا إلى 10.30 درهم ليغلق مرتفعا بنسبة 5.6 في المائة وهي أعلى نسبة صعود يسجلها السهم هذا العام مقارنة بانخفاض نسبته 3.4 في المائة أول أمس.
وتصدر السهم قائمة الأسهم الأكثر تداولا من حيث القيمة حيث استحوذ بمفرده, من بين 24 سهما جرى تداولها, على أكثر من نصف تعاملات سوق دبي حيث بلغت قيمة تداولاته 705.7 مليون درهم من إجمالي 1.4 مليار درهم وهو أعلى حجم تداول للسوق منذ بداية أشهر الصيف التي شهدت تراجعا حادا في قيم التداولات التي ظلت أيام طويلة دون نصف مليار درهم.
وقال المحلل المالي محمد على ياسين إنه بعد خمس جلسات هبوط متتالية كان من الطبيعي أن تشهد السوق حركة ارتدادية كانت متوقعة بالفعل غير أنه قال "يتعين على صغار المستثمرين الحذر في التعامل مع حالة التذبذب التي تعيشها الأسواق سواء في المؤشرات أو في أسعار الأسهم ويفضل في مثل هذه الحالات الوقوف على الحياد إلى حين استقرار الأسواق واتخاذها اتجاها واضحا ومحددا".
وهو ما أكده هيثم عرابي رئيس مجموعة الأصول في "شعاع كابيتال", مضيفا أن الارتداد الذي شهدته سوق الإمارات أمس مؤشر على عودة الثقة إليها بعدما تعافت بقية أسواق الخليج.
واعتبر أن التراجع الحاد كان طبيعيا بسبب أزمة الائتمان العالمية حيث اضطرت المحافظ الأجنبية التي كانت طيلة النصف الأول تقوم بعمليات شراء مكثفة إلى البيع وهو ما يعني أن مشتريات ستة أشهر جرى تسييلها في أسبوع واحد, وهو ما شكل ضغطا على السوق.
ولم تتوقف مبيعات الأجانب التي لا تزال في ذروتها حيث بلغت قيمتها 636.4 مليون درهم بما يعادل 44.2 في المائة من إجمالي المبيعات مقابل مشتريات قيمتها 536.4 مليون درهم تعادل 37.2 في المائة ليصبح صافي الاستثمار الأجنبي سالبا بقيمة 100 مليون درهم.
وامتد التأثير الإيجابي لسوق دبي إلى العاصمة أبو ظبي التي شهدت سوقها صعودا قويا بلغت نسبته 2.5 في المائة وبتداولات قيمتها 445.7 مليون درهم, وسجلت أربعة أسهم ارتفاعات قريبة من الحد الأعلى المسموح به في الجلسة (10 في المائة) وهو المعدل الذي ارتفع به سهم "البحيرة للتأمين" الذي تصدر قائمة الأسهم الأكثر صعودا في السوقين معا.
وطبقا لتقرير هيئة الأوراق المالية والسلع أنهت الأسواق الإماراتية تعاملاتها الأسبوعية بانخفاض نسبته 0.92 في المائة من تراجع القيمة السوقية إلى 571.9 مليار درهم من 577.2 مليار درهم مقارنة بنسبة انخفاض قدرها 1.6 في المائة الأسبوع الماضي في حين ارتفعت قيمة التداولات بنسبة 10.3 في المائة إلى 6.4 مليار درهم مقارنة بـ 5.8 مليار درهم الأسبوع الماضي, واستحوذت سوق دبي على 70.3 في المائة حيث بلغت قيمة تعاملاتها الأسبوعية 4.5 مليار درهم مقابل 29.7 في المائة لسوق أبو ظبي بتداولات قيمتها 1.9 مليار درهم.
وتصدر "إعمار" قائمة الأسهم الأكثر تداولا ونشاطا طيلة الأسبوع بتعاملات قيمتها 1.9 مليار درهم بما يعادل 29.6 في المائة من السوق وأغلق عند سعر 10.30 درهم بانخفاض نسبته 1.9 في المائة, يليه سهم "العربية للطيران" 788.6 مليون درهم و"الواحة" 717 مليون درهم و"دبي المالي" 550.6 مليون درهم في حين تصدر سهم "البحيرة" قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا بنسبة 14.4 في المائة و"العين للتأمين" 9.8 في المائة و"الشارقة للتأمين" 9.4 في المائة و"أسماك" 7 في المائة, وتصدر سهم "عمان والإمارات للاستثمار" قائمة الأسهم الأكثر انخفاضا بنسبة 16 في المائة و"تكافل" 11.1 في المائة و"الدواجن والعلف" 9.5 و"الجرافات" 8.6 في المائة.