وزارة الـ SMS
وزارة الـ SMS
تريد نغمة لجوالك أرسل رسالة SMS، ترغب في التواصل مع نجم أرسل SMS، تريد التصويت للتوب تن والتوب تونتي والتوب ثيرتي... إلخ أرسل رسالة SMS، ترغب في التصويت لابن عمك المشارك في "شاعر المليون" أو "قصيدة التحدي" أرسل رسالة SMS، "تبي نرقص لك" أرسل رسالة SMS!
220 قناة فضائية، 7878787878 شاعر وشاعرة، أقل من هذا العدد بكثير فنان وفنانة، وبما أن رزق "الهبل" على "المجانين"، و"المجانين" هنا كما يقودنا المثل الشهير هم مرسلو رسائل الـ SMS، بحسبة بسيطة للرقم الإجمالي لـ"المُرْسَل" من SMS المجانين سنجد أن المصروفات تفوق نفقات أعلى وزارتين في السعودية "مجتمعتين" وهما "الصحة" و"التربية"، مبلغ تعجز خواطر الفقراء أمثالي أن تكتبه أو حتى تتخيله، فلماذا إذن لا يكون هناك وزارات لـ SMS تنظم العملية للبلدان الخليجية؟
حاجة الناس حتى ولو كانوا "مجانين" هي من تفرض وجود المؤسسات الخدمية لهم، والوزارات الحكومية مؤسسات خدمية تنظم عملية "الحياة المدنية" بمتطلباتها المختلفة حتى ولو كانت "اكسسوارات"، باتت عمليات التصويت والشات في القنوات الفضائية مصدر دخل ثابت تغني عن المصادر الأخرى، وبات رجل الأعمال "التافه" الذي لا يعرف من المشاريع سوى المقلدة كاسبا ومستفيدا، حتى ولو كانت غبية وإباحية وتعتمد في الجذب على عوامل شهوانية (جسدية، وفكرية)، فالاعتماد على "القبلية" لجذب المتصلين والمصوتين هو اعتماد على الشهوانية الفكرية الموجودة لدى المتصل نفسه، وهو نفس الأمر الذي تفعله بعض القنوات الإباحية، الفرق فقط أن شهوة الجسد تُطفأ، وشهوة الفكر تستمر لتحرق أي ملمح حضاري قد تصل إليه جماعة ما!
تخيلوا معي لو أن هناك وزارة "تضبط" عملية منح أرقام التصويت للشركات والبرامج التلفزيونية والإذاعية والفنانين والفنانات والشعراء والشاعرات وحتى شيوخ الدين! تخيلوا لو أن هذه الوزارة تقول "معصي" لأي "تافه" يريد استغلال "الجهل" لترويج "سلع" محنطة منذ زمن، للكسب المادي الرخيص، من خلال "ترى ولد عمك في برنامجنا، يا إما صوَّت له، أو سيغلبه ابن القبيلة الثانية"!