رجل أعمال أمريكي يقرّ بأنه مذنب في قضية برنامج "النفط مقابل الغذاء"
أقر رجل الأعمال الأمريكي في مجال النفط ديفيد كالمرز وشركتاه باي أويل يو.إس.إيه إنك وباي أويل سابلاي آند تريدنج ليمتد، بأنهم مذنبون بتهمة دفع ملايين الدولارات كرشا إلى العراق فيما يتعلق ببرنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت تشرف عليه الأمم المتحدة. وأقر كالمرز (53 عاما) وهو من ولاية تكساس أمام محكمة اتحادية في مانهاتن بأنه مذنب بتهمة التآمر للتحايل فيما يتعلق بتحويلات مالية قبل أسابيع من الموعد المقرر لمثوله وأوسكار ويت رجل الأعمال في مجال النفط وهو من ولاية تكساس أيضا للمحاكمة.
وفي وقت سابق أمس الأول أقر لودميل ديونيسيف وهو رجل أعمال بلغاري في مجال النفط مقيم في هيوستون بتهمة التهريب. وقال الادعاء إن ديونيسيف (61 عاما) كان يعمل مع كالمرز لشراء النفط العراقي لصالح شركتي كالمرز باي أويل يو.إس.إيه إنك وباي أويل سابلاي آند تريدينج ليمتد.
وبدأ تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء الذي بلغ حجمه 67 مليار دولار في أواخر عام 1996 وانتهى في عام 2003 وكان يهدف إلى تخفيف آثار العقوبات التي فرضت على حكومة صدام حسين بعد غزو الكويت عام 1990.
وتتعلق الاتهامات الموجهة إلى كالمرز والمتهمين معه بطلب العراق خلال الفترة بين عامي 2000 و2003 أن يدفع متلقي النفط العراقي سرا رسما إضافيا إلى شركات وهمية وفي حسابات مصرفية يسيطر عليها النظام العراقي في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة والقانون الأمريكي.
ولم يكن الرسم الإضافي يودع في الحساب المصرفي الخاضع لرقابة الأمم المتحدة الذي تسدد منه تكلفة السلع الإنسانية المطلوبة للشعب العراقي وإنما كان يدفع في إطار اتفاق أبرم سرا مع بغداد خارج برنامج النفط مقابل الغذاء.
وقال الادعاء إن كالمرز الذي كان المساهم الوحيد في باي أويل قرر أن يدفع رشا، في حين أن ديونيسيف ساعد على تسهيل تصدير النفط العراقي.
ويواجه الرجلان أقصى عقوبة وهي السجن 20 عاما ولكن بموجب صفقة قضائية من المرجح أن يحكم على كالمرز بثلاث أو أربع سنوات عندما يصدر الحكم عليه يوم 19 تشرين الثاني (نوفمبر). وقال محامي دومينيسيف إنه من المرجح أن يحكم عليه بالسجن فترة تصل إلى ستة أشهر بموجب الصفقة التي سيعقدها مع القضاء.
كما وافق كالمرز وشركة باي أويل يو.إس.إيه إنك ومقرها هيوستن وباي أويل سابلاي آند تردينج ليمتد ومقرها جزر البهاما على دفع تعويض أكثر من تسعة ملايين دولار. ورفض محام لكالمرز والشركتين التعليق.
وقال الادعاء إنه عندما وجهت اتهامات لباي أويل في نيسان (أبريل) عام 2005 كان رجل الأعمال قد قام بدور محوري في مساعي تثبيت أسعار النفط في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء.
وخلصت تحقيقات الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى أن أفرادا ومسؤولين في الأمم المتحدة ومسؤولين عراقيين كونوا ثروات من هذه الرسوم والرشا.
كما اتهم ويت وهو الرئيس السابق والمؤسس لكوستال كورب بدفع ملايين الدولارات من الرشا ومن المقرر محاكمته يوم الخامس من أيلول (سبتمبر).