جديد الطب.. الكشف عن جهاز يحل مشكلات الخلط بين فصائل الدم

جديد الطب.. الكشف عن جهاز يحل مشكلات الخلط بين فصائل الدم

في عام 2003، كانت تاونيا براون بانتظار إجراء جراحة لها في الأمعاء في أحد مستشفيات فيرجينيا الشمالية عندما قررت تبديل الأسِّرة بحيث تقترب أكثر من النافذة. ولقد أودت هذه النقلة بحياتها في نهاية المطاف. فأثناء الجراحة، تلقت براون عن طريق الخطأ مقدارين من فصيلة الدم "A سلبي". فقد كانت فصيلة دمها "O إيجابي". وكشفت التحقيقات التي أجريت عن أن هناك فنيا قام بسحب دم من المريض الخاطئ. وبعد دقائق من العملية، عانت السيدة براون التي تبلغ من العمر 31 عامًا من ردة فعل قاتلة أدت إلى انحلال الدم مما ترتب عليه هبوط ضغط الدم، والفشل الكلوي.
وعلى الرغم من ندرة اختلاط فصائل الدم، إلا أنها ما زالت أكثر الأخطاء المخيفة في مجال طب نقل الدم. تقول د. كاثلين سازاما خبيرة نقل الدم في مركز أندرسون التابع لجامعة تكساس في مدينة هيوستن "إن الخلط بين فصائل الدم هو أخطر ما يتهددنا حاليًا". فحتي عدد قليل من الخلايا غير المطابقة من الممكن أن يؤدي إلى استثارة استجابة مناعية قاتلة، مما يؤدي لتكون جلطات الدم، وحدوث النزيف الداخلي. ولكن، ربما أن علماء إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية في ولاية ماساتشوسيتس على وشك القضاء على أغلب الأخطاء التي تقع عند نقل الدم، والتأكد من وجود مخزون منتظم من الدم في المستشفيات الأمريكية. فالحل الذي توصلوا إليه عبارة عن جهاز يحول كل فصائل الدم إلى الفصيلة O، وهي الأندر بين الفصائل الأربعة؛ لأنه من السهل نقلها إلى أي مريض على وجه التقريب. يقول دوجلاس كليبلورن المدير التنفيذي لشركة زايم كويست ZymeQuest تعليقًا على الاختراع الجديد "اضغط زر (ابدأ)، فيتولى الجهاز المهمة بأكملها".
وبحسب مجلة "Popular Science، فإن السر في هذا الجهاز الذي يبلغ حجمه تقريبًا حجم غسالة الصحون يكمن في وجود إنزيمين جديدين اكتشفهما هنريك كلاوسمان من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك يمكنهما شق جزئيات السكر من سطح خلايا الدم الحمراء. وتقوم هذه الجزئيات – وتعرف باسم المستضدات – بالالتصاق بأغشية الخلايا وتحدد ما إذا كانت فصيلة دم المرء A، أو B، أو AB، أو O. وإذا نقلت إليك فصيلة دم خاطئة، تقوم المستضدات الموجودة في بلازما الدم باستفزاز أجسام مضادة للهجوم على المستضدات الدخيلة.
فحص كلاوسن الذي يعمل استشاريا مدفوع الأجر لصالح شركة زايم كويست 2500 نوع من البكتريا والطفيليات قبل أن يحدد نوع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء وتعرف باسم Bacteroides fragilis تفرز إنزيمًا له القدرة على الحد من المستضد B، وآفة أخرى تعرف باسم Elizabethkingia meningosepticum تفرز إنزيمات فعالة في القضاء على المستضد A. إن التجارب السريرية البشرية التي تجرى على الإنزيم A ما زالت لم تنته بعد في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
والقدرة على تحويل الجزء الأكبر من فصيلة دم الشعب إلى الفصيلة O من الممكن أن يكون بمثابة هبة للمستشفيات التي تستخدم هذه الفصيلة في حالات الصدمات عندما لا يوجد مجال لتحديد فصيلة دم المريض. فحالات القصور الروتينية من الممكن أن تجعلهم يلجأون إلى هذه الفصيلة. ويقوم جهاز شركة زايم كويست بإنتاج ثماني وحدات من فصيلة الدم O كل 90 دقيقة بشكل ميكانيكي. ولكن هذه التقنية أبعد ما تكون عن الكمال. ويجب أن تؤكد التجارب السريرية أن الإنزيمات تترك خلايا الدم سالمة دون أذى، وأنها تقوم بتحويل كل الخلايا في وحدة الدم إلى الفصيلة O. وإذا تأخر تحول ولو عدد قليل من الخلايا، من الممكن أن يستحث الدم ردة فعل مناعية. يقول د. دي. مايكل سترونغ نائب رئيس مركز بيوجيه ساوند للدم في سياتل وهو أحد أضخم بنوك الدم في البلاد "إن هذه هي البداية فحسب، وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به".

الأكثر قراءة