القطاع الزراعي: الأرباح تتآكل على يد المصروفات
ينظر للقطاع الزراعي على أنه الهدف الأساسي للمضاربين نظرا لصغر حجم شركاته ومحدودية فرص النمو والتوسع فيها والسبب هو ضعف الإمكانات الطبيعية وخاصة المياه في السعودية. ويمكن أن ننظر إلى القطاع من زاوية جديدة نظرا لضعف الإيرادات الأخرى والتي مثلت في فترة من الفترات رافدا مهما للشركات الزراعية ودعمت ربحيتها ثم انخفض دورها. الفترة مدار الدراسة تعتبر حيوية وتعكس قدرات القطاع الذاتية وبالتالي إن كانت متواضعة تدفع الشركات الزراعية بصورة قوية لإيجاد المخرج لها والبديل في تنويع الأنشطة أو التوسع خارج السعودية لدعم أنشطتها الرئيسية.
نتائج الفترة الحالية وتفاعل السوق معها تعتبر بعدا مهما لدراسة السوق السعودية وتفاعل المستثمرين معها. أداء الشركات المالي من زاوية الربح والإيراد مهم لتعكس تحسن الشركات من عدمه وبالتالي تحسن التوقعات حولها وذلك من خلال توقعات السوق السعودية وحركة الأسعار فيه. فنظرية المضاربة تستلزم تحرك الأسعار بغض النظر عن النتائج في ظل اختفاء الإيرادات الأخرى وتذبذب النمو، كما أن القطاع حافل بالتباين الواضح بين شركات القطاع من زاوية الربحية ونموها مما يجعل المقارنة بعدا مهما للحكم على توجهات الأسعار في القطاع.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). وسيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية إلى الشركات. المتغيرات السابقة توجهنا إلى التعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
أداء القطاع الزراعي الربع الثاني لعام 2007
حسب الجدول، نلاحظ تدهور ربحية القطاع الزراعي خلال الربع الثاني بنحو 25.18 في المائة مقارنة بنحو 41 في المائة. الإيرادات كان منحناها مختلفا حيث حققت أعلى إيرادات مقارنة بالربع السابق بنمو 19.7 في المائة ونمت عن الفترة المقارنة نحو 35.4 في المائة مما يعني ارتفاع المصاريف بمعدلات أكبر من تحسن الدخل مما نجم عنها انخفاض الربحية مقارنة بالإيرادات الأخرى التي لا تؤثر في مصاروفات الشركة وتزيد من قيمتها. وانعكست النتائج على هامش الربح الذي انكمش مقارنة بالربع السابق بنحو 37.49 في المائة وفي الفترة المقارنة انخفض بنحو 56.54 في المائة. وخلال نصف عام 2007 نجد أن الربح هبط بنحو 64 في المائة وعند 59.832 مليون ريال. ولكن الإيرادات قاربت المليار وارتفعت بنحو 16.36 في المائة، وفي المقابل وكما أشرنا في الفترة الربعية انخفض الهامش نتيجة لارتفاع المصاريف وانخفاض الربح. السوق ربعيا تجاوب مع نتائج الربحية وانخفض بنحو 21.26 في المائة ربعيا ومقارنا انخفض بنحو 55.45 في المائة ولم تختلف النتائج النصفية كثيرا. يمكن القول أن السوق تفاعل في الاتجاه الصحيح على الرغم من تحسن الإيرادات التي لم تؤد إلى ثبات الربحية على الأقل أو تحسنها.
شركة الأسماك السعودية
تعتبر من الشركات التي لا تزال في خانة الخسائر وإن تحسن نمو ربحها ربعيا (28.28 في المائة) ولكن لا تزال النتائج مقارنة كانت سلبية (-8.69 في المائة). الإيرادات تحسنت مقارنة بالنتائج الربعية (19.68 في المائة) والمقارنة (32 في المائة)، ولكن يبدوا أن حجم نموها أقل من نمو المصاريف. السعر تفاعل في الاتجاه نفسه وهبط على التوالي ربعيا بنحو 25 في المائة ومقارنة بنحو 14 في المائة. ومعها تحسن مكرر الربح بشكل بسيط وبلغ -53 مرة. ويبدو أن التحسن في الأداء يمكن ربطه بتحسن الإيرادات الأخرى ونموها.
نصفيا بلغت خسائر الشركة 16.087 مليون ريال مقارنة مع 9.845 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تدهور بلغت 63.4 في المائة. ولكن الإيرادات النصفية بلغت 60 مليون ريال تقريبا بنسبة نمو 26 في المائة تقريبا، مما نجم عنه هبوط هامش الربح نتيجة لارتفاع المصاريف وزيادة معدلات الخسائر.
شركة الجوف الزراعية
تعتبر من الشركات التي هي في خانة الربحية ولكن تدهور نمو ربحها ربعيا (29.93 في المائة) ولكن النتائج المقارنة كانت إيجابية (310 في المائة). الإيرادات تحسنت مقارنة بالنتائج الربعية (1.39 في المائة) والمقارنة (5.44 في المائة) ولكن يبدو أن حجم نموها أقل من نمو المصاريف ربعيا ومقارنا. السعر تفاعل في الاتجاه المعاكس وهبط على التوالي ربعيا بنحو 19 في المائة ومقارنا بنحو 52 في المائة. ومعها تحسن مكرر الربح بشكل بسيط وبلغ 14.14 مرة. ويبدو أن التحسن في الأداء يمكن ربطه بتحسن الإيرادات الأخرى ونموها إلى حد ما عند 21 في المائة من صافي الربح.
نصفيا بلغت أرباح الشركة 10.347 مليون ريال مقارنة بـ 10.741 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تدهور بلغت 3.67 في المائة. ولكن الإيرادات النصفية بلغت 37 مليون ريال تقريبا بنسبة هبوط 0.15 في المائة تقريبا، مما نجم عنه هبوط هامش الربح نتيجة لارتفاع المصاريف وزيادة معدلاتها وانخفاض نمو الإيرادات.
شركة تبوك الزراعية
تعتبر من الشركات التي لا تزال في خانة الأرباح ولفترة طويلة وأن تدهور نمو ربحها ربعيا (77 في المائة) ولكن لا تزال النتائج مقارنة كانت إيجابية (284 في المائة). الإيرادات هبطت مقارنة بالنتائج الربعية (47 في المائة) والمقارنة تحسنت (5.82 في المائة)، ولكن يبدو أن حجم التغير فيها أقل من نمو المصاريف. السعر تفاعل بصورة متقاربة ربعيا وعاكسة مقارنة وهبط ربعيا بنحو 5.61 في المائة ومقارنة بنحو 41.08 في المائة. ومعها ارتفع مكرر الربح بشكل بسيط وبلغ 34.91 مرة. ويبدو أن التحسن في الأداء يمكن ربطه بتحسن الإيرادات الأخرى ونموها.
نصفيا بلغت أرباح الشركة 18.723 مليون ريال مقارنة بـ 17.629 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تحسن بلغت 6.21 في المائة. والإيرادات النصفية بلغت 77.281 مليون ريال تقريبا بنسبة نمو 3.81 في المائة تقريبا، مما نجم عنه تحسن هامش الربح نتيجة لارتفاع المصاريف بمعدلات أقل من تحسن الإيرادات.
شركة جازان القابضة
تعتبر من الشركات التي لا تزال في خانة الأرباح وإن تدهور نمو ربحها ربعيا (76 في المائة) والنتائج مقارنة كانت سلبية أيضا (-93 في المائة). الإيرادات أيضا تدهورت مقارنة بالنتائج الربعية (39.47 في المائة) والمقارنة (67 في المائة)، ولكن يبدو أن حجم هبوطها أقل من هبوط المصاريف مما أثر بصورة كبيرة في الربحية. السعر تفاعل في الاتجاه نفسه وهبط على التوالي ربعيا بنحو 22.45 في المائة ومقارنا بنحو 68.85 في المائة. ولكن لم يتحسن مكرر الربح وهبط ليصل عند 26.84 مرة. ويبدو أن وضع الشركة وربحيتها يمكن ربطه بتحسن الإيرادات الأخرى ونموها.
نصفيا بلغت أرباح الشركة 10.647 مليون ريال مقارنة بـ 110.328 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تدهور بلغت 90.35 في المائة. والإيرادات النصفية بلغت 28.612 مليون ريال تقريبا بنسبة انخفاض 77.22 في المائة تقريبا، مما نجم عنه هبوط هامش الربح نتيجة لثبات المصاريف وتدهور الإيرادات الأخرى.
شركة القصيم الزراعية
تعتبر من الشركات التي خرجت وعادت في خانة الخسائر نتيجة لتدهور ربحها ربعيا (1031 في المائة) ولكن لا تزال النتائج مقارنة إيجابية (87 في المائة). الإيرادات تدهورت مقارنة بالنتائج الربعية (56 في المائة) والمقارنة (165 في المائة) ولكن يبدو أن حجم الهبوط في الإيرادات الأخرى مع ثبات المصاريف نجم عنه الوضع الحالي. السعر تفاعل في الاتجاه نفسه وهبط على التوالي ربعيا بنحو 19.28 في المائة مقارنة بنحو 73 في المائة. ومعها تدهور مكرر الربح بشكل بسيط وبلغ -22.24 مرة. ويبدو أن التدهور في الأداء يمكن ربطه بانخفاض الإيرادات الأخرى وهبوطها.
نصفيا بلغت خسائر الشركة 2.336 مليون ريال مقارنة بـ 16.506 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تحسن بلغت 86 في المائة. ولكن الإيرادات النصفية بلغت 26 مليون ريال تقريبا بنسبة نمو 6725 في المائة تقريبا، مما نجم عنه تحسن هامش الربح نتيجة لمستويات الخسائر في السنوات الماضية من سوق الأسهم.
شركة الشرقية الزراعية
تعتبر من الشركات التي لا تزال في خانة الخسائر وأن تحسن نمو ربحها ربعيا (97 في المائة) ولكن لا تزال النتائج مقارنة كانت سلبية (-106 في المائة). الإيرادات تحسنت مقارنة بالنتائج الربعية (15.76 في المائة) والمقارنة سلبية عند (14 في المائة) ولكن يبدو أن حجم نموها أقل من نمو المصاريف. السعر تفاعل بصورة مطابقة ومعاكسة الاتجاه وهبط على التوالي ربعيا بنحو 17 في المائة ومقارنا بنحو 44 في المائة. ومعها تدهور مكرر الربح عند 257- مرة. ويبدو أن التغير في الأداء يمكن ربطه بالإيرادات الأخرى وتغير حجمها.
نصفيا بلغت خسائر الشركة 3.142 مليون ريال مقارنة مع 0.234 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تدهور بلغت 1242 في المائة. ولكن الإيرادات النصفية بلغت 22 مليون ريال تقريبا بنسبة هبوط 8.14 في المائة تقريبا، مما نجم عنه هبوط هامش الربح نتيجة لارتفاع المصاريف وزيادة معدلات الخسائر.
شركة نادك
تعتبر من الشركات التي لا تزال في مقدمة الشركات الرابحة في القطاع والملاحظ تحسن نمو ربحها ربعيا (61.64 في المائة) ولكن لا تزال النتائج مقارنة سلبية (-51 في المائة). الإيرادات تحسنت مقارنة بالنتائج الربعية (55 في المائة) والمقارنة (54 في المائة)، ولكن يبدو أن حجم نموها أقل من حجم نمو المصاريف. السعر تفاعل في الاتجاه المعاكس وهبط على التوالي ربعيا بنحو 18 في المائة ومقارنة بنحو 55 في المائة. ولكن وبالرغم من ذلك تدهور مكرر الربح وارتفع ليصبح 28 مرة. ويبدو أن التحسن في الأداء يمكن ربطه بتحسن طفيف في الإيرادات الأخرى ونموها.
نصفيا بلغت أرباح الشركة 31.77 مليون ريال مقارنة بـ 48.592 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تدهور بلغت 36 في المائة. ولكن الإيرادات النصفية بلغت 512.494 مليون ريال تقريبا بنسبة نمو 51 في المائة تقريبا، مما نجم عنه هبوط هامش الربح نتيجة لارتفاع المصاريف وزيادة معدلاتها.
شركة حائل الزراعية
تعتبر من الشركات التي هي في خانة الأرباح في قطاع مضغوط الملاحظ تحسن نمو ربحها ربعيا (31.65 في المائة) والنتائج مقارنة كانت إيجابية (7655 في المائة). الإيرادات تحسنت مقارنة بالنتائج الربعية (0.26 في المائة) والمقارنة (18 في المائة)، ولكن يبدو أن حجم نموها أعلى من نمو المصاريف. السعر تفاعل في الاتجاه المعاكس وهبط على التوالي ربعيا بنحو 41 في المائة ومقارنا بنحو 55 في المائة. ومعها تحسن مكرر الربح بشكل واضح وبلغ 22.8 مرة. ويبدو أن التحسن في الأداء غير ناجم من تحسن الإيرادات الأخرى ونموها.
نصفيا بلغت أرباح الشركة 10.503 مليون ريال مقارنة بـ 3.38 مليون ريال في العام الماضي أي بنسبة تحسن بلغت 211 في المائة. والإيرادات النصفية بلغت 99.906 مليون ريال تقريبا بنسبة نمو 8.43 في المائة تقريبا، مما نجم عنه تحسن هامش الربح نتيجة لارتفاع الإيرادات بمعدلات أعلى من المصاريف.
مسك الختام
نتائج القطاع كما أسلفنا متفاوتة ومعها كان من المفروض تفاوت أداء السوق ولكن يبدو أن حجم الربحية ونموها ومؤشرات السوق كمكررات الأرباح عكست واقع القطاع ونظرة السوق ولا يمكن القول بأنها غير صحيحة لأنها كانت في الاتجاه الصحيح. والدور على مجالس الإدارة لاتخاذ الوضع الصحيح لضمان حقوق المساهمين وتحقيق أهدافهم.