توقعات بارتفاع الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا
توقعات بارتفاع الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا
أكدت شركة أرامكو السعودية أن أنواع الوقود الأحفوري (النفط والغاز) ستبقى هي المصدر الرئيس للطاقة في العالم وأساس التنمية الاقتصادية ورخاء الشعوب. وتوقع تقرير حديث أصدرته الشركة أن يتزايد الطلب العالمي على النفط من 84 مليون برميل يوميا عام 2005 إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، وأن البلدان النامية ستكون مرة أخرى، هي مصدر 70 في المائة من هذه الزيادة على الطلب. ويأتي تأكيد الشركة في الوقت الذي نشطت في العالم بحوث الطاقة البديلة (المتجددة), لكن "أرامكو السعودية" أكدت لـ "الاقتصادية" في وقت سابق أن حصص هذا النوع من الطاقة لا تتجاوز 15 في المائة من الاستهلاك العالمي للطاقة.
وضمن التقرير الحديث, أوضح المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، أن الشركة حافظت طوال عام 2006 على أدائها المتميز في مجال موثوقية التشغيل على نحو لا يضاهى، وتمكنت من الوفاء بجميع ما التزمت به حيال احتياجات عملائها من الطاقة في جميع أنحاء السعودية والعالم.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أكد المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، أن الشركة حافظت طوال عام 2006 على أدائها المتميز في مجال موثوقية التشغيل على نحو لا يضاهى، وتمكنت من الوفاء بجميع ما التزمت به حيال احتياجات عملائها من الطاقة في جميع أنحاء السعودية والعالم.
وقال المهندس النعيمي في الكلمة التي استهل بها التقرير السنوي لأعمال شركة أرامكو السعودية لم تكتف الشركة بالنظر إلى الموثوقية من زاوية نهوضها بأعمالها الحالية وحسب، بل أخذت زمام المبادرة وتعاملت بفاعلية مع التحديات المستقبلية. ولفت إلى نواحي التميز في تبنيها أسلوبا مبتكرا في إدارة أعمالها المحلية والدولية، وفي التخطيط والتنفيذ المتقنين لمشاريعها البترولية الرئيسة، إلى جانب الاستثمار الأمثل في جميع مراحل منظومة القيمة الكاملة لأعمالها، وإطلاقها برنامجا طموحا للبحث وتطوير التقنية، وتعزيز برامجها الخاصة بحماية البيئة.
وبين النعيمي أن هذه المكتسبات التي حققها سجل الموثوقية العالية للشركة ستظل تتوالى، لحرص الشركة الدائم على تطوير قدرات موظفيها بما يضمن امتلاكهم المهارات والمعارف والخبرات التي تكفل لهم التميز، خلال السنوات والعقود المقبلة.
وعلى الصعيد ذاته ذكر عبد الله بن صالح بن جمعة رئيس "أرامكو السعودية" كبير إدارييها التنفيذيين، أن النشاطات التي رصدها التقرير السنوي والتطورات التي حدثت تؤكد هذا التميز، وهي ليست مما يحسب لصناعة البترول في الشركة فقط، وإنما تحسب للكفاءات البشرية المتميزة العاملة فيها، والتي بنت وحققت هذا التفوق في الأداء.
وأضاف جمعة "إن النجاح الحقيقي الذي حققته الشركة لا يقاس بالبراميل ولا بالأقدام المكعبة من الطاقة البترولية التي تنتجها، وإنما بالوفاء بالوعود، وبالإسهام في تحقيق الرخاء، وبالمساعدة على تحقيق الطموحات، مما كان له الأثر الإيجابي الضخم في حياة الناس في شتى أصقاع العالم".
التقرير السنوي لـ"أرامكو السعودية" الذي جاء في 60 صفحة مدعمة بالأرقام والصور والرسومات التوضيحية، سلط الضوء على المبادرات الطموحة التي نفذتها الشركة العام الماضي ضمن استراتيجيتها الرامية إلى مواجهة التحديات التي تواجه صناعة الطاقة العالمية المتمثلة في المخاوف على مستقبل الإمدادات وعدم كفاية الاستثمارات في البنية التحتية لصناعة النفط وتباين مواصفات المصافي وتزايد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي والحاجة إلى أيد عاملة ومبتكرة.
تعزيز الاحتياطيات
وبدأ التقرير في سياق استعراضه لأبرز منجزات الشركة في العام الماضي، بتوضيح الدور الكبير الذي لعبته الشركة في الإسهام في تبديد المخاوف على مستقبل الإمدادات، من خلال مواصلتها برنامجها الطموح لتعزيز احتياطياتها من النفط،حيث تمكنت الشركة في عام 2006 من تعويض ما أنتج من احتياطيات النفط بنسبة 104 في المائة عبر إضافة 306 مليارات برميل إلى هذه الاحتياطيات، وتحقيق ضعف ما كانت تهدف الشركة إلى اكتشافه من احتياطيات الغاز الجديد بإضافة 10.4 تريليون قدم مكعبة قياسية، إضافة إلى شروعها في تنفيذ برنامج موسع للتنقيب يهدف إلى زيادة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في المنطقتين اليابسة والمغمورة، تكللت في اكتشافات رئيسة لحقول الغاز التي تشمل زملة، كساب، ونجيمان، مع عزم الشركة على حفر ما يزيد على 300 بئر تطويرية و230 استكشافية وتحديدية بحلول عام 2011، مع السعي لإضافة 50 تريليون قدم مكعبة قياسية خلال السنوات العشر المقبلة إلى احتياطياتها الحالية من الغاز البالغة 248.5 تريليون قدم مكعبة قياسية.
تزايد الطلب العالمي على النفط
وأكد التقرير أن أنواع الوقود الأحفورية ستبقى هي المصدر الرئيس للطاقة وأساس التنمية الاقتصادية ورخاء الشعوب، وتوقع أن يتزايد الطلب العالمي على النفط من 84 مليون برميل في اليوم في عام 2005 إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، وأن البلدان النامية ستكون، مرة أخرى، هي مصدر 70 في المائة من هذه الزيادة على الطلب.
ثورة في زيادة الإنتاج
أما فيما يتعلق بجهود الشركة لمجال التوسع في زيادة الإنتاج ،أشار التقرير إلى اضطلاع الشركة بتنفيذ ستة مشاريع رئيسة لزيادة إنتاجها من النفط الخام بطاقة إنتاجية تبلغ ثلاثة ملايين برميل يومياً، لتعويض النقص الطبيعي في الإنتاج، فيما ستدعم الكمية المتبقية الطاقة الإنتاجية القصوى لتصل إلى 12 مليون برميل يومياً مع نهاية عام 2009، كما ستمكن هذه المشاريع الرئيسة الشركة من المحافظة على طاقة إنتاجية احتياطية تراوح بين 1.5 و 2 مليون برميل يومياً، زيادة على الإنتاج المتوقع، وذلك انسجاماً مع توجه السعودية والتزامها في المحافظة على استقرار أسواق الطاقة حول العالم،حيث يعد برنامج حفر آبار النفط أحد العناصر الرئيسة لمشاريع زيادة الإنتاج، إذ قامت الشركة بزيادة عدد أجهزة الحفر لديها من 90 جهاز حفر إلى 113 جهازا، ضمن خطة طموحة للوصول إلى نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً إضافية من الطاقة الإنتاجية القصوى من النفط الخام وذلك بحلول عام 2009 ، حيث تشكل هذه الإضافة نحو 20 في المائة من الطاقة الحالية.
وأوضح التقرير أن أعمال الحفر تواصلت في مشاريع لكل من أبو حدرية، الفاضلي، والخرسانية مع بدء الحفر في ثلاث مشاريع أخرى لزيادة الإنتاج في عام 2006، وهي خريص، الشيبة، والنعيم، كما امتد برنامج الحفر إلى مشروع غاز الحوية الذي يشمل حفر 32 بئراً، حيث وظفت الشركة أحدث تقنيات الحفر في أعمالها خلال العام الماضي، فشهد مشروع زيادة الإنتاج رقم 3 في حرض الذي بدأ الإنتاج فيه في كانون الثاني (يناير) 2006، توظيف أربع تقنيات جديدة في أعمال الحفر تتمثل في تقنية أقصى تماس للآبار مع المكمن، تقنية إنجاز الآبار الذكية، تقنية الحفر الموجه، وتقنية الحقول الذكية، ليضيف هذا المرفق الحيوي العملاق بعد تعزيز عمليات استخلاص النفط من الآبار المحيطة به 300 ألف برميل من النفط العربي الخفيف، و 140 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المرافق إلى إنتاج حقل الغوار، إذ من المتوقع أن ينتج مشروع تطوير حقل خريص الجاري العمل فيه، وهو أكبر مشروع متكامل في تاريخ الشركة، 1.2 مليون برميل يومياً من النفط العربي الخفيف بحلول عام 2009، وإلى الشمال من ذلك يجري العمل على قدم وساق في مشروع تطوير حقول أبو حدرية، الفاضلي ، والخرسانية لإنتاج ومعالجة 500 ألف برميل يومياً من النفط العربي الخفيف و300 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المرافق بحلول كانون الأول (ديسمبر) من العام الجاري، أما في أقصى الجنوب الشرقي من السعودية وتحديدا في حقل الشيبة، بدأت أعمال الإنشاء لزيادة طاقته الإنتاجية من 500 ألف يومياً من النفط العربي الخفيف جداً إلى 750 ألف برميل يومياً، حيث يتوقع استكمال المشروع في أواخر عام 2008.
مواجهة تحديات التكرير
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه صناعة التكرير العالمية، ذكر التقرير أن الشركة سعت في العام الماضي إلى تعزيز طاقتها التكريرية حول العالم من خلال شراء حصص في مشاريع تكرير دولية، والشروع في بناء مصفاتين جديدتين في السعودية بغرض التصدير، والمضي في استكمال الأعمال الإنشائية لمشروع بترورابغ المشترك. وأشار إلى أن التوقعات تؤكد استمرار ارتفاع الطلب على النفط والغاز على المدى الطويل مما يستدعي ضرورة زيادة الطاقة التكريرية المتوافقة مع أنواع النفط الخام المتوافرة في السوق من أجل دعم النمو الاقتصادي المستمر في العالم، إذ إنه لدى الشركة حاليا طاقة تكريرية تبلغ 3.5 مليون برميل في اليوم موزعة بالتساوي بين أسواق السعودية والأسواق الدولية، فيما تدرس إمكانية زيادة هذه الطاقة بنحو 50 في المائة لتصل إلى نحو ستة ملايين برميل في اليوم، حيث وقعت الشركة مذكرتي تفاهم مع شركتي "كونوكو فيلبس" و"توتال"، في أيار (مايو) 2006 لإنشاء مصفاتي تصدير تبلغ طاقة كل منهما 400 ألف برميل يومياً في كل من ينبع والجبيل، وذلك ضمن استراتيجية السعودية للتعامل مع زيادة الطلب العالمي على الطاقة وجذب الاستثمارات الأجنبية،إضافة إلى ذلك، قامت الشركة بتبني استراتيجية جديدة تدعو إلى تحويل مصافيها التقليدية إلى مراكز لتصنيع البتروكيماويات لتكون بذلك نواة لتجمعات صناعية جديدة تسهم في دعم جهود الحكومة الرامية إلى تنمية القطاع الصناعي وإنتاج سلع ذات قيمة مضافة وبضائع تحتاج إليها السوق المحلية والعالمية.
جيل قيادي جديد
وأورد التقرير مبادرات الشركة في إيجاد الموارد البشرية المؤهلة والابتكارية، لمواجهة تحديات صناعة النفط، حيث واصلت جهودها في تطوير وتطبيق أحدث برامج التدريب المهني وتطوير الكفاءات في جميع قطاعاتها، عبر اتخاذ أسلوب جديد في تطوير الكفاءات الموهوبة على المدى البعيد، وذلك بعد أن عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى "أرامكو السعودية"، بمهمة إنشاء جامعة جديدة عالمية المستوى هي: جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث شرعت الشركة في إعداد الدراسات الخاصة بإنشاء الجامعة ونظامها الأساس وهيكلها التنظيمي، كما أورد التقرير قيام الشركة بوضع الخطط لإعداد وتطوير جيل قيادي جديد للشركة، وتنظيم برامج تطويرية في مجال القيادة.
مبادرات المحافظة على البيئة
وتطرق التقرير السنوي لـ"أرامكو السعودية "إلى مبادرات الشركة للحفاظ على البيئة وخدمة المجتمع، خلال العام الماضي، فاستعرض أنشطة الشركة في هذا الصدد مثل اهتمامها بالتغيرات المناخية المحتملة وأثرها في المجتمعات من خلال تنظيم ندوة دولية حول إدارة انبعاثات الكربون هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتعاون الشركة مع عدد من معاهد البحوث ومراكز التطوير التقني حول العالم لإدخال تقنيات بيئية جديدة، كاستخلاص وفصل الكربون، والوقود النظيف وتصميم المحركات الأقل أثراً في البيئة، إلى جانب تقنيات نزع الكبريت من النفط الخام.