"بيشة" طبيعة بكر تنتظر الاستثمار.. ورجال الأعمال ينظرون بعيدا!
"بيشة" طبيعة بكر تنتظر الاستثمار.. ورجال الأعمال ينظرون بعيدا!
بيشة جوهرة الجنوب وآسرة القلوب، غنية بثرواتها ومقوماتها السياحية تتربع بين أربع مناطق رئيسة هي الرياض من الشمال والمنطقة الغربية ومنطقة عسير ومنطقة الباحة. نبعت أهميتها الاقتصادية عبر السنين ومنذ العصر الجاهلي إثر الحضارات التي تعاقبت عليها سواء في العصر الإسلامي وصدر الدولتين الأموية والعباسية أو غيرها من حضارات بقيت آثارها خالدة حتى يومنا هذا ما جعلها في حاجة إلى التفاتة وتهيئة لتكون وسيلة جذب للسياح كونها من أهم محافظات منطقة عسير من الناحية الأثرية والطرق التجارية القديمة.
وتعد هذه المحافظة مدينة سياحية من النوع البكر التي لم ينشأ على أرضها أي مشروع بعد، ولم تشحذ همم رجال الأعمال عليها لتواكب التطور السياحي الذي تعيشه المملكة، إلا أن مواقعها السياحية تفتقر إلى الخدمات في جميع المجالات من نظافة وسفلتة وتوسعة الطرق وإقامة المتنزهات العامة والمدن الترفيهية سواء من هيئة السياحة أو رجال الأعمال, فمجرد أن تنوي الذهاب بعائلتك إلى التنزه تفكر مليا في الموقع الذي ستذهب إليه بل ربما تفضل البقاء في البيت لأنه لا يوجد ما يجذب في تلك الأماكن, وخصوصا الأماكن المخصصة للعائلات.
سعدي الحلافي (أحد سكان محافظة بيشة) يصر على تشبيه وادي بيشة حينما تجري فيه المياه بنهر النيل في مصر، إلا أن هناك فرقا كبيرا بين ضفتي المجرى بسبب عدم استثمار ضفاف الوادي سياحيا، ويتساءل عن سبب إغفال هذا الجانب من قبل هيئة السياحة في المملكة بل ومن قبل بلدية بيشة والتي لم تقم بتوسعة الطريق حتى الآن رغم أنه يشهد ازدحاما كبيرا خاصة في الصيف من المصطافين من خارج المحافظة ومن دول الخليج، حيث إنه لا يتسع إلا لسيارتين فقط ما اضطر أصحاب المزارع في القرى القريبة من السد إلى فتح مزارعهم وجعلها استراحات مجانية للزوار، "فالأجواء جميلة جدا والحرارة منخفضة على ضفاف النهر الجاري من البحيرة".
لا تطوير ولا مهرجانات
سحمي الشهراني أوضح أنه منذ أن قام هذا السد ونحن لا نرى أي تطور في المنطقة المجاورة له حيث يحتاج إلى مشاريع أخرى مثل المدن الترفيهية والمطاعم والحدائق، فكل زائر يأتي إلى السد لا يرى أي جديد، فنحن نسمع فقط عن مهرجانات الصيف في مناطق المملكة وبيشة ليس لها حظ في ذلك. وأضاف الشهراني أن على البلدية إيجاد دراسة للمشاريع التي من الممكن أن تخدم المحافظة أولا ثم المناطق التي حول السد فهي أرض بكر لم تستخدم في أي غرض على الرغم من أن المواطنين مستعدون لإخلاء أراضيهم الخاصة ومزارعهم لقيام مشاريع استثمارية في مجال السياحة وتأجيرها لمن يرغب في الاستثمار، وهذا ما يتحدث به كثير من الأهالي وكذلك دعوة رجال الأعمال للاستثمار حول السد وتسهيل المعوقات التي من الممكن أن تحد من الاستثمار .
فرص استثمارية
ويرى علي عوضة المعاوي أنه لابد من تحرك فعلي لإيجاد فرص استثمارية في المنطقة ما يعود بالنفع على أهلها خصوصا القاطنون في القرى المجاورة للسد ما سيسهم في تطوير المنطقة، وكذلك عمل ازدواجية للطريق الموصل للسد، وأرى أن تكون الأولوية للمستثمرين الصغار وإتاحة الفرصة لهم وتشجيعهم ودعمهم ماديا ومعنويا حتى تكون هناك منافسة جادة لجذب السياح للمنطقة، ويضيف خبتي عبيد حمدان: يعد سد الملك فهد معلما سياحيا للمملكة عموما ولكون بيشة متوسطة بين نجد وعسير والطائف والباحة وقريبة جدا من هذه المصايف، فتعتبر بوابة الجنوب وأكثر المصطافين أول موقع يزورونه هو سد الملك فهد وذلك لما له من شهرة كبيرة داخل المملكة والوطن العربي والعالم، فلابد من وضع لجنة سياحية لتعريف الزوار بالمنطقة سواء السد أو غيره من المواقع التي توجد في بيشة، وكذلك العمل على تنظيم الاستثمار في المنطقة وذلك بمنحهم أراضي قريبة من السد، فذلك سوف يوفر الدعم المادي للمنطقة وأهلها بل سيوفر أيضا وظائف لشباب القرى المجاورة للسد.
الصايرة البيضاء
معلم آخر في بيشة ينتظر الاستثمار السياحي ويعرف باسم "عاشق البياض" أو "جبل الصايرة" أو "الجبل الأبيض" وهو أحد المعالم الطبيعية البارزة و يقع على بعد خمسة كيلو مترات شرق بيشة يمثل واحدا من أفضل وأهم المواقع الطبيعية في المحافظة.. حيث يشاهد من مسافة بعيدة حتى أن المسافرين يهتدون به قبل إنشاء الطرق . ويعده السكان متنزها بريا يجذبهم بلونه المميز وبكثرة أحجار المرو الجميلة فبعضهم لا يغادر بيشة سواء قدم للعمل أو الزيارة أو جاء مرورا بالمحافظة حتى يزور هذا الجبل، والبعض الآخر يهوى تسلقه إلى القمة وآخرون يكتفون فقط بالمشاهدة .
يقول عوض عمير نتمنى أن يتحول هذا الجبل والمساحة المحيطة به إلى متنزه عام تتولاه البلدية أو يستثمر من قبل رجال الأعمال في المجال السياحي، ونقترح أن تقوم البلدية بازدواجية طريق الملك عبد الله المؤدي إلى الجبل وتشجيره وإنارته وإقامة متنزهات كبيرة للعائلات وتزويده بألعاب للأطفال ودورات مياه، فالعديد من أهالي بيشة يتوقعون أن يكون هذا الموقع من أفضل المواقع السياحية في حال استثماره بالشكل المطلوب، ومن فرط عشقهم لهذا الجبل ولونه المميز جعل الكثير منهم ينقل أحجاره لتزيين المنازل والاستراحات, والبلدية كذلك استفادت من حجارة جبل الصايرة في تزيين بعض الميادين العامة ". وعلى أي حال فالمواطنون يرون أنه من المشاريع السياحية الناجحة والجاذبة وذلك لقربة من المحافظة ولما يتمتع به من مميزات خاصة تجعله مميزا من بين الجبال المحيطة به.
بلدية بيشة: ننتظر!
وأوضح المهندس علي بن سعيد الغامدي رئيس بلدية بيشة أن هناك دراسة جادة لإنشاء مواقع سياحية تتمثل في إنشاء المتنزهات داخل المحافظة وخارجها ومن أهمها المتنزه الذي يقع على طريق خميس مشيط ويبعد عن بيشة بنحو 20 كيلو مترا, وكذلك متنزه جبل قرن الحديد المطل على بيشة، وقد تم تكوين لجنة سياحية لدراسة المواقع السياحية في بيشة وأقرت هذه اللجنة من قبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير سابقا وبرئاسة محافظ بيشة محمد بن سعود المتحمي. ويعد سد الملك فهد في بيشة من أولويات اللجنة لأنه أحد أهم عوامل الجذب السياحي وذلك بوجود البحيرة التي يبلغ ارتدادها 23 كم حيث تتم دراسة الموقع وإنشاء المتنزهات على جوانب السد, وكذلك على الطريق المؤدي إلى السد، وعن توسعة الطريق قال إننا وضعنا خطة لاستكمال توسعة الطريق المؤدي إلى السد من ضيافة البلدية وحتى السد وإنارته وتشجيره، وبين أنه مازالت هناك عوائق تعوق تنفيذ الطريق وهي القرى المحاذية للطريق حيث إن هناك مواطنين لن يمانعونا من اقتطاع جزء من مساحة أراضيهم للطريق، وهناك من يرغب في التعويض ونحن سنعوض أصحاب الممتلكات المنزوعة لتوسعة الطريق, وفي الوقت نفسه أمامنا حلان أحدهما أن نوسع الطريق مرورا بالقرى حيث لا نريد حرمان القرى من خدمات الطريق أو تجنب القرى بإيجاد بديل عن مسار الطريق الحالي وهذا مستبعد لأننا وكما أسلفت لا نريد حرمان تلك القرى من خدمات الطريق وذلك بالاشتراك مع إدارة الطرق في هذا المجال، وعن الصايرة (الجبل الأبيض) أوضح رئيس البلدية أنه تمت توسعة الطريق المؤدي للموقع وهو يعد امتدادا لطريق بيشة ـ تثليث الذي ما زال تحت الإنشاء وبالتعاون مع إدارة الطرق والمواصلات في بيشة وهو مازال في نظري مشروعا سياحيا جيدا ولكن نريد مشاركة رجال الأعمال في الإنشاء والتشغيل وكل المواقع المذكورة وما زال بعضها تحت الإنشاء والبعض الآخر مازال تحت الدراسة، وقد أدرجت ضمن المواقع السياحية في بيشة حيث طلبت إدارة السياحة في إمارة عسير عمل حصر للمواقع السياحية في بيشة ومن ضمنها جبل الصايرة البيضاء وسيكون تنفيذ هذه المشاريع السياحية حسب الأولوية.