عندما يكون الإخراج شعرا.. يكون الصبر مفتاحا لـ"الأوسكار"

ولد في 17 نوفمبر 1942 في حي كوينز في نيويورك الأمريكية، عرف كمخرج بشكل رئيس، إلا أنه إضافة إلى ذلك يكتب وينتج ويمثل. درس في ثانوية كاردينال هايز في برونكس، وتخرج من جامعة نيويورك. ابن لـ Charles Scorsese وCatherine Scorsese. يعد مارتن سكورسيزي من أعظم وأكثر المخرجين عبقرية في هوليود لتقديمه أعمالا خالدة لا تنسى، وأكد على مر السنوات أنه سيظل المخرج " الشاعر" إلى الأبد، ولا تقتصر موهبته على الإخراج فقط بل حتى الكتابة وتمثيل أدوار صغيرة مهمة وجميلة. بعد أن أثبت مارتن في جامعته أنه يملك موهبة حقيقية في الإخراج لم يتوان أبداً عن بدء حياته الفنية بسرعة، فقد شهد عام 1968 وعمره 28 سنة أول محاولة إخراجية حقيقية لمارتن بالفيلم الدرامي الذي كتبه بنفسه Who's That Knocking at My Door? مع الممثل الكبير هارفير كيتيل. وبعده كتب وأخرج بعض المشاهد في أفلام مثلBadge 373 ،Boxcar Bertha ، Street Scenes. وكان عام 1973 عام الانطلاق الإخراجي الحقيقي لسكورسيزي فكتب وأخرج وظهر بدور صغير بفيلم الجريمة الدرامي عن حياة الشوارع الإيطالية القاسية Mean Streets الذي كان افتتاحية تعامله الطويل الرائع مع الممثل العملاق روبرت دي نيرو والممثل وهارفي كيتيل.
ولم يعط الجمهور فرصة ليأخذ نفسه حتى قدم رائعة جديدة عام 1974 وهي الدراما الكوميدية Alice Doesn't Live Here Anymore مع الممثلة المخضرمة إلين بروستين. ترشح الفيلم لثلاث جوائز أوسكار وهي أفضل ممثلة إيلين بيرستين وأفضل ممثلة مساعدة ديانا لاد وأفضل سيناريو أصلي، وفازت إيلين بجائزتها عن جدارة. غاب عامين ليعود أقوى مما كان ولكي يثبت أنه لم يعد مجرد مخرج مغمور بل إنه مخرج العصر الحالي فصعق العالم بالتحفة المثيرة Taxi Driver مع روبيرت دي نيرو ليكون ثاني عمل بينهما مع الكاتب بول شريدير. ترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار وهي أفضل فيلم وأفضل ممثل دي نيرو وأفضل ممثلة مساعدة جودي فوستر وأفضل موسيقى ولم يفز بأي منها مع أنه استحقها. لم يفارق سكورسيزي دي نيرو سوى عام واحد ليعود لنا بالفيلم الموسيقي الجميلNew York ، New Yorkمع الممثلة ليزا منيلي. في عام 1978 أخرج الفيلم الوثائقي الشهير The Last Waltz عن الفرقة المعروفة Thanksgiving وأبدع لأبعد الحدود. عام 1980 كان عام الإثبات للجميع أن مارتن سكورسيزي هو أفضل مخرج على وجه الأرض، حتى مع وجود فرانسس فورد كوبولا وستيفين سبيلبيرج لأنهم اعترفوا بأن ما فعله بهذا الفيلم أصبح قدوة لكل المخرجين، فيلم Raging Bull كان معقداً وغريبا لدرجة جماله فكان استخدام اللونين الأبيض والأسود من مارتن فعلا أسلوبا أسطوريا أعطى الفيلم لمسة سحرية كبيرة، هذا عدا عن تمثيل دي نيرو غير المفهوم حتى الآن. ترشح الفيلم لثماني جوائز أوسكار وهي أفضل فيلم وأفضل ممثل دي نيرو وأفضل ممثل مساعد جوي باشي وأفضل ممثلة كاثي موراتي وأحسن إخراج وأحسن صوت وأحسن تصوير وأحسن تحرير.
غاب ثلاث سنوات ليعود لنا مع دي نيرو بالكوميديا الدرامية The King Of Comedy هذا فيلم أثبت أيضاً أن مواهبه عديدة ولا تنحصر بشيء. بعده بعامين في 85م قدم كوميديا رائعة جديدة مع الممثلة جريفين ديني في After Hours. 1986 أخرج فيلم دراما البلياردو الجميل مع الممثل الكبير باول نيومان وتوم كروز The Color Of Money. وترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار أفضل ممثل بول نيومان وأفضل ممثلة مساعدة ماري إليزابيث وأفضل نص مقتبس وأفضل Art Direction. عام 1988 أثبت سكورسيزي أنه مخرج كامل فقدم مع وليم دافو الفيلم الديني التاريخي الكبير The Last Temptation of Christ.عام 1989 اشترك مع فرانسس فورد كوبولا وودي ألين في إخراج الفيلم الدرامي الكوميدي New York Stories ومن تمثيل نيك نولتي. شهد عام 1990 خروج واحد من أفضل أفلام الجريمة في التاريخ على يدي مارتن سكورسيزي حيث كتب وأخرج الفيلم، الشيء الوحيد الذي نقص هذا الفيلم هي الجوائز، ففيلم Goodfellas لم يشهد أي نقص يحرمه منها، فقد كان طاقم العمل خرافياً بالتمثيل وخصوصاُ جوي باشي الذي أرعب الجميع بقوته، عدا عن دي نيرو الذكي. ترشح الفيلم لست جوائز أوسكار وهي أفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد جوي باشي وأفضل ممثلة مساعدة لورين باركو وأحسن مخرج وأحسن نص مقتبس وأحسن تحرير. عام 1991 قدم إعادة لفيلم الستينيات المثير Cape Fear مع دي نيرو ونيك نولتي. ورشح الفيلم لجائزتي أوسكار وهما أفضل ممثل دي نيرو وأفضل ممثلة مساعدة جولييت لويس. في عام 1993 أخرج سكورسيزي تحفته الرومانسية الدرامية بشكل صعب تخيله، فقصة سكورسيزي كانت تلامس القلوب بطريقة إخراجية لا يتقنها سوى العباقرة، هذا عدا أن ممثلين فيلم دانييل داي لويس وميشيل فايفر أكملوا هذه التحفة بروعة الأداء الذي لا يوصف.
عمل مارتن في الإنتاج والتمثيل في أدوار صغيرة لأربع سنوات ثم عاد لأفلام الجريمة في الـ 95 مع الثنائي المفضل دي نيرو وجو باشي في Casino وكان هذا التعاون الثامن بينه وبين دي نيرو. في 1997 أخرج الرائعة الدرامية Kundun عن تايبي في الصين.ترشح الفيلم لأربع أوسكارت أفضل Art Direction وأفضل Cinematography وأفضل تصميم أزياء وأفضل موسيقى أصلية. وعرض عام 99 مع الممثل نيكولاس كيج في Bringing Out the Dead دراما جميلة ومؤثرة. في عام 2002 قدم فيلمه الرائع Gangs of new york مع الممثل ليوناردو دي كابريو وحاز عليه جائزة الحولدن جلوب واستحق هذه الجائزة بعد مشوار طويل من الابداع. في عام 2003 قدم بعض الأعمال التلفزيونية ولكن سريعا ما عاد في عام 2004 بفيلمه الرائع The Aviator كذلك مع الممثل ليوناردو دي كابريو ورشح الفيلم لخمس جوائز الأوسكار. وفي عام 2006 تحقق ما كان يتمناه من ممارس مهنة الإخراج وظفر بكل ما كان يحلم به أخرج في هذا العام فيلمه الأسطوري الرائع المبدع The Departed وكان من بطولة جاك نيكلسون ليوناردو دي كابريو ومات ديمون وحاز الفيلم على أعجاب الجميع من نقاد وجماهير وأحرز مارتن حلمه بتحقيق جائزة الأوسكار لأفضل ممثل بعد أن ترشح لها ثماني مرات دون أن يظفر بها. رغم حب سكورسيزي لإخراج لأنه لم يهمل الجانب الإنتاج الأفلام التي يخرجها فأنتج الكثير من الأعمال وأهمها Clockers وThe Grifters وكذلك مثل العديد من الأدوار منها في فيلم Quiz Show وفيلم Yume وفيلم Taxi Diver. كما أنه رفض عرض إخراجه لفيلم Schindler's List لأنه قال من الأفضل أن يخرج هذا الفيلم رجل يهودي. كما أنه رزق في عام 1999 بطفله سماها Francesca.