نوعية الورق، مستوى المعامل يخفيان ملامح جمال الصورة

نوعية الورق، مستوى المعامل يخفيان ملامح جمال الصورة

يتوقف كثير من المصورين الفوتوغرافيين أمام أعمالهم بعد طباعتها مذهولين، متسائلين كيف تحولت تلك اللقطة الجميلة والصورة الرائعة إلى عمل ضعيف وباهت؟ أين تلك التفاصيل الدقيقة التي تعطي عمقاً للصورة وجمالاً للمنظر؟ أين ذلك التباين بين الظل والنور؟ اختفت كثير من ملامح الصورة وضاع ذلك الجهد المبذول لالتقاط ذلك الحدث أو الموقف، العديد من المصورين الذين تنقصهم الخبرة والمعرفة فيتهمون أنفسهم ويشككون في قدراته عندما يرون أعمالهم وصورهم بذلك المستوى. لأنهم يضنون أن مهمة المصور تقف عند هذا الحد وتنتهي بضغط الزناد وإيقاف اللحظة الزمنية، ولكن إنتاج صورة فنية بمقاييس احترافية يتجاوز ذلك بكثير، وما ذلك العمل المتمثل في حبس الضوء على تلك القطعة الحساسة أو الفيلم سوى جزء من منظومة متكاملة، وحلقة ضمن سلسلة مترابطة، وإن تقدمت الوسائل التقنية في هذا العصر حيث أصبحت العملية أكثر سهولة بواسطة الكاميرات الرقمية التي تتيح للمصور معرفة النتيجة وقت الحدث، إلا أن الصورة المطبوعة تبقى هي المقياس الحقيقي لمستوى الفنان، ويتحكم في ذلك عوامل كثيرة، فالطابعة وطريقة الطباعة ونوعية الحبر والورق كلها تؤثر في العمل النهائي فعلى المصور أن يلم بها و يعرفها لكي يقدم أعمالا بشكل جيد تعكس فنه وتبرز قدراته. كثير من المصورين يجهلون ما يتم داخل تلك المعامل وأي المواد والمحاليل تستخدم لطباعة صورهم، لذلك يجدون فرقا واضحا بين معمل وآخر، تتنافس الشركات في إنتاج المواد من طابعات وأحبار وأوراق وغيرها، ومع تزايد عددها يوما بعد يوم يقف المصور أمام كم هائل من الأنواع المختلفة والمتباينة في الجودة والسعر، تختلف المواضيع وتتنوع ويختلف معها نوع الورق المستخدم للطباعة فلكل مجال من مجالات التصوير ورق خاص به يعطي نتيجة ترتقي بالعمل الفني إلى مستويات عالية، ربما لا تتوافر هذه الأنواع في السوق المحلية، ولكن من يبحث عن نتيجة تتناسب وقدراته وإمكانياته وتحقق طموحاته لابد أن يكون على علم ومعرفة بها، فهناك نوعية من الورق مخصصة لطباعة صور البروترية وحفلات الزفاف، فهذا النوع يمتاز بقدرته العالية في إعطاء الوضوح والنعومة، فيما نجد هناك نوعا خاصا بالفنون الجميلة التي تتناول مواضيع تحتاج إلى الدقة كتصوير الطبيعة الصامتة والمنتجات، وهذه النوعية مكلفة ماديا وهي مناسبة للفنانين الذين يتطلعون إلى مستويات عالية في جودة الطباعة والوضوح، كما أن لصور الطبيعة أنواعا خاصة بها أيضا، فهي تعطي وضوحاً جيداً، وفي الوقت نفسه لا يكون هناك انعكاس عليها عندما تعرض في المعارض فهي تعرف بالورق المطفي، وهذا بالطبع لا يعني أن هذا النوع غير صالح لذلك النوع الآخر، وإنما من الأفضل أن تطبع الصور على نوعية الورق المخصصة له لكي يتأكد المصور من النتيجة النهائية و تتضح له الصور ويستطيع أن يحدد مكامن الخلل، وهل الضعف ناتج من المصور أم من الورق أم من المعمل؟ لذلك وقبل أن يقدم المصور أعماله ويدفع المبالغ الطائلة للطباعة والتكبير عليه أن يقيس مستوى تلك المعامل ولاكتشاف ذلك يستحسن أن يطبع المصور مجموعة من أعماله و بمقاس واحد عند أكثر من محل يشاهد الفرق بين تلك الصور، ومن ثم يعود مرة أخرى مرة أخرى لتلك المعامل ولكن بعد فترة زمنية تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين ويعيد طباعة الصور نفسها مرة أخرى وسوف يرى الفرق واضحا، وفي ذلك الوقت يستطيع أن يقرر أي المعامل أفضل من غيرها.؟!

الأكثر قراءة