تقنية جديدة لتتبع المركبات والبضائع عبر الموجات اللاسلكية

تقنية جديدة لتتبع المركبات والبضائع عبر الموجات اللاسلكية

تقنية جديدة لتتبع المركبات والبضائع عبر الموجات اللاسلكية

لفت أحد المهندسين السعوديين إلى أنه يمكن تحقيق فائدة كبيرة من إحدى التقنيات اللاسلكية المبتكرة إبان الحرب العالمية الثانية التي مازالت تستخدم حتى عصرنا الحالي وشملها تطور في الجوانب كافة. وذلك لو استخدمت على المستوى المحلي بتتبع حركة المركبات ومراقبتها من خلال الأقمار الصناعية، وخدمة تتبع البضائع لشركات الشحن.
وشدد الباحث السعودي على ألا تتجاوز الاستخدامات في التتبع للمركبات والأجهزة والبضائع المخزنة إلى الأفراد لأن ذلك ينتهك خصوصيته وحريته إلا أن يتم إقرار ضوابط حيالها.
وحول هذه التقنية وفوائدها حسب تجارب سابقة التقت "الاقتصادية" المهندس حسام الغريميل، متخصص في تقنية أمن معلومات وتحدث بأن نظم التعرف على الموجات اللاسلكية Radio Frequency Identification (RFID) بدأت قبل 60 سنة تقريباً حيث قام الجيش البريطاني بالتعرف على طائراته الحربية في الحرب العالمية الثانية من خلال هذه التكنولوجيا, حيث إن تكلفة إنتاج Readers\Tags البطاقة و قارئ البطاقات كانت عالية ,إنها لم تنتشر من ذلك الحين حتى عام 1998 م حيث ظهرت نقلة نوعية في صناعة البطاقات وأصبحت ذات كلفة أقل بكثير مما كانت علية سابقاً.
وقال الغريميل:" يمكننا تقسيم أجزاء تقنية RFID إلى أربعة أجزاء البطاقات Tags التي تحتوي على جهاز الإرسال والمعلومات, وجهاز القراءة والإرسال Reader والبرامج وقواعد البيانات ,حيث أن البطاقات هي عبارة عن رقائق إلكترونية على شكل بطاقات يمكن لصقها أو تثبيتها على الأشياء, وهذه الرقائق الصغيرة جداً تحتوي على هوائي لاستقبال الموجات والذي يكون على شكل سلك رفيع ملفوف داخل البطاقة كما في الشكل , حيث يقوم الهوائي باستقبال الموجات المغناطيسية القادمة من القارئ حيث تشتغل الدائرة الكهربائية بالبطاقة والتي تبدأ بعملية بث المعلومات اللاسلكي للقارئ ,هذه الرقاقة تحتوي أيضاً على ذاكرة من نوع EEPROM وقت تصل سعتها التخزينية على حسب نوع البطاقة والتي سوف نتطرق لها لاحقاً, تتميز هذه التقنية عن غيرها أنها تحتوي على سعة تخزينية عالية ولديها قابلية لإعادة البرمجة , وأيضاً ليس بضروري مواجهة البطاقة للقارئ لكي تتم عملية القراءة ,أيضاً تتميز بإمكانية قراءة أكثر من بطاقة لاصقة في الوقت نفسه, كذلك القراءة ممكنة لمسافات أكبر من نظيرها من التقنيات الأخرى .

التصنيف العالمي
وذكر الباحث في أمن المعلومات أن التصنيف العالمي قسم EPC Global Standards body البطاقات RFID Tags إلى أربعة أنواع وهي غير الفعَّالة أو الخاملة Passive identity tags هذا النوع لا يحتوي على مصدر لطاقة حيث يتم شحن هذا النوع بالطاقة من خلال الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من خلال القارئ , حيث تعمل على مبدأ دوائر الرنين (resonance circuit) تتكون هذه الدوائر من ملف ومكثف تصل لمرحلة الرنين عند توافق تردد الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من القارئ وتردد الدائرة ,هذا الرنين هو عبارة عن طاقة تستخدم لإرسال المعلومات للقارئ , ويمكن قراءة القارئ لهذا النوع من البطاقات حتى مسافة خمسة أمتار ويتميز هذا النوع عن باقي الأنواع الأخرى بانخفاض سعره نسبياً مقارنة بالأنواع الأخرى, أما النوع الثاني فهو غير الفعَّال أو الخاملة مع ذاكرة Passive identity and memory tagsنفس النوع السابق، ولكن تتميز عنه بوجود ذاكرة لحفظ المعلومات فيها ويتمتع بصفات أمنية أكثر من النوع السابق,أما النوع الثالث فهو غير الفعَّال أو الخاملة يشحن بالطاقة من خلال مصدر خارجي لطاقة (بطارية) Battery-assisted passive tags هذا النوع يعطي تقريباً نفس مميزات النوع الأخير ولكنه أقل تكلفة منه, ويتمتع هذا النوع بوجود مواصفات متطورة مثل وجود حساس sensor مع حجم ذاكرة أكبر بالإضافة إلى أنه يمكن قراءة القارئ لهذا النوع حتى مسافة 100 متر,أما النوع الأخير فهو النشط أو الفعَّال Active tags هذا النوع يحتوي على مصدر داخلي لطاقة حيث يمكنه إرسال أو استقبال معلومات في أي وقت وليست بحاجة إلى الموجات الكهرومغناطيسية لكي يعمل ويتميز هذا النوع من البطاقات أن لديه سعة تخزينية أكبر بكثير من النوعين الأولين السابقين حيث تصل إلى 128 كيلو بايت, ويمكن قراءتها من مسافات بعيدة قد تصل إلى 100 متر, أيضاً هذا النوع يتميز عن الأنواع السابقة أن عملية القراءة فيه تكون سريعة نسبياً أما من عيوبه أنه ذو كلفة عالية إذا ما قارناه بالأنواع السابقة خصوصاً النوع الأول أو غيره من الحلول البديلة التي قد تؤدي الغرض, ولكن بسعر أقل مثل نظم الترميز, barcode هناك تصنيف قسم أنواع البطاقات اللاصقة إلى ثلاثة أنواع وهي غير الفعالة أو الخاملة Passive وهذا النوع لا يحتوي على مصدر لطاقة حيث يتم شحنه من خلال الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من القارئ , والنوع الثاني وهو الشبيه أو المثيل لغير الفعالة أو الخاملة Semi-Passive وهو نفس النوع السابق ولكن يشحن بالطاقة من خلال مصدر خارجي لطاقة,أما النوع الأخير فهو النشط أو الفعَّال Active وهو كما ذكر سابقاً.

استخدامات تقنية RFID
ويصف الغريميل أن تقنية RFID تستخدم في مجالات كثيرة, حيث إن ما أعاق انتشارها منذ ظهورها حتى الآن هو تكلفتها العالية مقارنة بالحاجة من ورائها بالإضافة إلى وجود بدائل أقل كلفة بكثير وقد تكون أسهل منها في بعض الأحيان , لقد فرضت إحدى الدول الأوروبية استخدام تقنية RFID لتتبع الحيوانات الأليفة خصوصاً الكلاب لتفادي تشردها وقامت مظاهرات من قبل المزارعين بدعوة أن ذلك يعتبر انتهاكاً للخصوصية .
كذلك تستخدم بعض الدول تقنية RFID في تتبع حركة السيارات ومراقبتها من خلال الأقمار الصناعية حيث يفرض على كل سيارة وضع بطاقة لاصقة عليها, وهذه البطاقة تتلف نفسها في حالة نزعها لكيلا يستطيع أحد أن ينقلها من سيارة إلى أخرى , كذلك نجد أن معظم شركات الشحن إن لم تكن جميعا تتبع حركة نقل الشحنات من خلال الشاحنات عبر تقنية RFID حيث إن النظام يعطي إنذارا أو تحذيرا في حالة أن الشاحنة خرجت عن مسارها أو تعطلت مثلاً.
كذلك نجد تطبيق هذه التقنية في مترو الأنفاق لدولة اليابان حيث تحتوي بطاقات صعود الركاب على بطاقة من النوع غير الفعَّالة أو الخاملة بذاكرة حيث عند العبور من خلال الأبواب يتم خصم مبلغ النقل من نقطة معينة إلى أخرى ,عندما ينفذ ما بها من رصيد أو يكون المبلغ المتوفر بها أقل من أجرة العبور من نقطة ما إلى أخرى لا تسمح البوابة لراكب بالدخول ,علماً أنها تظل في حقيبته أو جيبه ولا يحتاج إلى إبرازها أو إدخالها في جهاز ما .
ويقول الغريميل :" نجد أن هذه التقنية مستخدمة في محال البيع بالتجزئة الكبيرة مثل walmart الذي يعتبر من أضخم محلات البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث إن نظام المحاسبة ونظام الجرد والمخزون كلها عبارة عن نظام واحد مترابط عندما يقوم العميل بعملية الشراء فإن السلعة المشتراة يتم حسمها من نظام المخزون ,حيث عندما يصل محتوى هذه السلعة إلى عدد معين يتم طلب هذا السلعة من قبل الموردين أو المصنع آلياً دون تدخل العامل البشري بذلك,كما أنه يكشف عن عمليات السرقة , عند خروج العميل من خلال البوابات المزودة بالقارئات دون إتمام عملية الشراء يعمل جهاز الإنذار,وعند دخول الشحنة عبر بوابة المخازن و المستودعات يتم قراءة البطاقات اللاصقة الموجودة على السلع آلياً ويتم تحديث وحفظ المعلومات الخاصة بهذا النوع من السلع بنظام آلي دون الحاجة إلى عمل ذلك يدوياً عن طريق إدخالها بنظام من خلال مدخل البيانات.
وهذه التقنية تستخدم كمعرف شخصي للموظف حيث أن بطاقة عمله هي عبارة عن النوع الثاني من أنواع البطاقات المستخدمة في تقنية RFID ومن خلال القارئات الموجودة في مواقف اصطفاف السيارات يسمح للموظف بالدخول إلى منطقة ما حسب درجته الوظيفية أو مجال عمله , كذلك من خلالها يستطيع الدخول إلى مناطق معينة داخل المنشأة سواءً كان مبنى أو قسما أو معملا أو مختبرا وغيرها.

كذلك نجد هذه التقنية مستخدمة لتشغيل بعض السيارات الحديثة, حيث لا يمكن أن تشتغل السيارة بالضغط على زر التشغيل الموجود بسيارة إلا عندما يكون المفتاح موجودا في منطقة قريبة من السيارة سواءً داخلها أو بالقرب منها.
وأخيراً أجريت اختبارات على زرع بطاقة في جسم الإنسان حيث إنها تحتوي على معلومات خاصة فيه, والتي من خلالها يمكنه أن يدخل عبر أماكن حساسة حيث لا يتم فتح الأبواب إلا عندما يقرأ القارئ البطاقة المزروعة في جسد الإنسان أو عندما يريد الدخول إلى نظام معين يتم التحقق من هويته من خلالها أيضاً يمكن تتبعه أو مراقبة حركته, فأصبحت كأنها معرف شخصي للإنسان, وممكن أن تكون في إحدى يديه وتتم زرعها تحت الجلد وتتم العملية ببساطة من خلال حقنة تحت الجلد كما في الشكل, وتقوم بعض المستشفيات المتطورة بحقن المرضى ببطاقة خاصة به تحتوي على معلومات عن حالة المرضية يتم تحديثها آلياً خصوصاً للمرضى ذوي الأمراض المزمنة, وفي هذه الحالة نجدها استخدمت وكأنها المعرف الشخصي للمريض أو تقرير يعرض حالة المرضية ,كما أنه في المؤسسات الإصلاحية في كل من الولايات الأمريكية أوهايو وميتشغان وكاليفورنيا وإل ينوي تستخدم تقنية RFID من أجل رصد حركة السجناء وإذا حاول أحد السجناء نزع هذه الرقاقة فإنه يتم إرسال رسالة تحذير إلى الجهات المسؤولة لكي يتم اتخاذ اللازم.
وحول ما إذا كانت تقنية RFID تعد انتهاكا للخصوصية أم أنها حرب على الحرية أجاب الغريميل قائلاً:" تخيل أنه من خلال هذه البطاقة سواءً كانت مزروعة في جسم الإنسان أو أنها بطاقة الهوية الشخصية أو بطاقته الائتمانية أو بطاقة عمله أو قام بعملية شراء لأحد الملابس التي تحتوي على RFID Tag وارتداها, إن ما تحتويه من معلومات خاصة مثل الاسم والعمر والعنوان ورصيده المتوفر في البنك ورقم بطاقة الائتمانية كذلك تاريخ شرائه للملابس ومكان المتجر واسمه وسعر السلعة حيث إنه عندما يمر من خلال قارئ ما فإنه سوف يقرأ جميع هذه المعلومات فأصبحت كأنها منارة إرشاد تفضح أو تكشف عن خصوصياته والتي يمكن أن تستخدم استخداما سيئا من قبل من تتكشَّف لديه هذه المعلومات أليس انتهاكاً للخصوصية, أيضاً تتبع الأشخاص سواءً من خلال السيارات أو تتبع الشخص نفسه أليس ذلك حرباً على الحرية .".

الأكثر قراءة