فيضانات جديدة تزيد المعاناة في جنوب آسيا
قال مسؤولون إن عدد القتلى بسبب الفيضانات في شرق الهند زاد بما لا يقل عن 63 شخصا أمس في الوقت الذي تقطعت فيه السبل بآلاف آخرين بسبب هطول الأمطار مجددا على أجزاء من المنطقة التي تعاني بالفعل بسبب الأمطار الموسمية.
وحدثت الفيضانات الجديدة في الوقت الذي تكافح فيه الحكومات في جنوب آسيا لتقديم المساعدات للملايين الذين تضرروا بالفعل بسبب الأمطار الموسمية الشهر الماضي، وألغت السلطات في بنجلادش إجازات الأطباء الحكوميين لمكافحة تزايد أعداد المصابين بأمراض تنقلها المياه، حيث لقي نحو 780 شخصا حتفهم في جنوب آسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولقي قروي هندي حتفه متأثرا بجروح أصيب بها بعد أن ضربته الشرطة في ولاية بيهار الفقيرة أمس الأول الأمر الذي يسلط الضوء على حالة اليأس السائدة بعد أسابيع من الطقس السيء والغضب من بطء استجابة السلطات.
وذكر مسؤول أن 25 آخرين أصيبوا في منطقة ساهارسا في ولاية بيهار بعد أن استخدمت الشرطة العصي لتفريق قرويين جائعين يشعرون بالسخط بسبب بطء عمليات الإغاثة.
وقال كونوور سينج وهو ضابط كبير في الشرطة "الوضع كان مشوبا بالتوتر وبدأ يخرج عن نطاق السيطرة الأمر الذي اضطرنا إلى استخدام العصي لإبعادهم".
وبدأت مياه الفيضانات تنحسر على مدى الأيام القليلة الماضية في بيهار التي يسكنها 90 مليون شخص لكن ملايين لم يتلقوا بعد أي مساعدات حقيقية من السلطات. ومع تراجع منسوب المياه اكتشف سكان القرى والسلطات المزيد من الجثث ليرتفع عدد القتلى بواقع 58 في الولاية منذ صباح أمس الأول.
وذكر مسؤول دفاعي أن عمليات إنزال المساعدات من الجو توقفت مع تحسن الأوضاع لكن وكالات المعونة قالت: "إن العملية الجوية التي تستخدم أربع طائرات هليكوبتر فحسب لم تكن كافية على الإطلاق منذ البداية".
وفي كولكاتا -أكبر مدينة في شرق الهند وعاصمة ولاية البنغال الغربية- دخلت مياه الأمطار المنازل وعطلت حركة المرور. وفي ولاية أوريسا المجاورة تقطعت السبل بآلاف الأشخاص بعد اجتاحت المياه الناجمة عن فيضان الأنهار بسبب عاصفة خلال الليل السدود الطينية وغمرت القرى، وغرق ما لا يقل عن أربعة أشخاص في الولاية أمس.
وفي ولاية هيماتشال براديش تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية في مقتل 14 شخصا في وقت متأخر البارحة الأولى ليصل عدد القتلى في الولاية إلى 25 شخصا منذ يوم السبت الماضي، وكان من بين القتلى مراسلة تلفزيونية كانت في مهمة لتغطية الأوضاع هناك عندما حدث انهيار أرضي.
وفي بنجلادش -وهي واحدة من أفقر دول العالم- تجاوز عدد القتلى بسبب الفيضانات التي بدأت في منتصف تموز (يوليو) الماضي 400 شخص حتى أمس. وأعرب مسؤولون عن قلقهم إزاء حالات الإسهال وأمراض أخرى. وجرى علاج نحو 45 ألف شخص في المستشفيات والعيادات الطبية في أنحاء البلاد منذ أواخر خزيران (يوليو).
وقال أيه.إس.ام ماتيور رحمن المستشار الصحي للحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش "إن الإسهال أخذ منعطفا مثيرا للقلق مع انحسار مياه الفيضان".
وانتشل عمال الإنقاذ خمس جثث من خليج البنغال بعد يوم من فقد 14 صيادا وسط العواصف.
وفي نيبال قتل ما لا يقل عن ستة أفراد من أسرة واحدة في انهيار أرضي دفن منزلا في غرب البلاد ليرتفع عدد القتلى بسبب الأمطار الموسمية إلى 105 أشخاص.