مؤشرات الهبوط أقوى في الأسهم الأمريكية والبحث عن "المقاومة" بدل "الدعم"

مؤشرات الهبوط أقوى في الأسهم الأمريكية والبحث عن "المقاومة" بدل "الدعم"

[email protected]

تصدرت أخبار مشكلة الرهن العقاري وسوق القروض "ذات المخاطر العالية" في أمريكا جميع الصحف والقنوات التلفزيونية الاقتصادية بشكل لافت وإليها نُسب السبب في هبوط الأسواق العالمية بدءا من السوق الأمريكية وصولاً إلى الأسواق الآسيوية والناشئة، إنها موجة من الخوف والاضطراب التي أدت إلى تقلب الأسواق العالمية وتقلب السوق الأمريكية تحديداً حتى رأينا المؤشرات الرئيسية للسوق الأمريكية تهبط يوم الخميس بنسبة 2 في المائة لكن مع هذا أغلقت نهاية الأسبوع على ارتفاع مُعتبر حيث الأكثر ارتفاعاً مؤشر S&P 500 ثم "ناسداك" بنسبتي 1.4 و1.3 في المائة على التوالي وأقلها ارتفاعاً مؤشر "داو جونز" بنسبة 0.4 في المائة وهذا يُثبت حدة التقلب في حركة الأسهم.
دعنا نتتبع أهم مجريات السوق في الأسبوع الماضي حيث بدأ المُتداولون نشاطهم بداية الأسبوع الماضي على تخوف من مشكلة الرهن العقاري والقروض ومع هذا بدأت السوق على ارتفاع طفيف في انتظار لاجتماع البنك المركزي الذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي وبعد انتهائه خرج محافظ البنك المركزي ليقول إن التضخم هو المُشكلة التي يهتم بها محافظو البنوك في الولايات وإن سعر الفائدة سيبقى عند مستواه الحالي، عندها أُصيب المُتداولون بخيبة أمل إذ كانوا ينتظرون أن يتحدث محافظ البنك المركزي بشيء عن مشكلة القروض التي أرقت الجميع.
ازداد خوف المُستثمرين أكثر مع إعلان بنك "باريباز" الفرنسي تجميده صناديقه الثلاثة، التي تستثمر في قروض الرهن العقاري عالي المخاطر لأنها غير قادرة على ضبط قيمة أصولها في هذه الصناديق. من هنا أصبح طبيعيا أن يزداد خوف المُستثمرين من تأثير هذه المشكلة في سوق الأسهم والاستثمار فيها ولكن أعقبها تحرك من البنك المركزي الأوروبي وقيامه يوم الخميس بضخ سيولة نقدية مقدارها 130 مليار دولار ومن ثم 83 مليار يورو، كما قام البنك المركزي الأمريكي بضخ 24 مليار دولار أعقبها ضخ 35 مليار دولار في أنظمته المصرفية لتهدئة المُستثمرين، كما قامت البنوك المركزية من طوكيو إلى سيدني بضخ سيولة نقدية إضافية لتهدئة المُستثمرين مما يُعطي انطباعاً بوجود تنسيق عام. ويأتي هذا في إطار إجراءات تهدئة وليس تغيراً في السياسة النقدية. على صعيد الشركات أعلنت بعضها نتائج قوية منها شركة سيسكو Cisco Systems مما دفع شركات التقنية إلى الارتفاع.

الأسبوع الحالي
التحليل الفني

بينت في تحليل الأسبوع الماضي أن مؤشر "ناسداك" سوف يسير بين متوسط حركة 50 يوما ومتوسط حركة مائتي يوم، أي بين مستويي 2500 و2630 نقطة وهو ما حدث بالفعل في الأسبوع الماضي، ومن وضع هذه الفكرة نصب عينيه لن يتأثر سلباً بالتقلب والتذبذب القوي الذي أصاب السوق بسبب مُشكلة الرهن العقاري والقروض مرتفعة المخاطر وذكرت أنه ليس من السهل أن يتجاوز "ناسداك" متوسط 50 يوما بسهولة.
ذكرت أيضاً في تحليل الأسبوع الماضي أن هذه الزوبعة ستهدأ ولن يهبط "ناسداك" أكثر من مستوى 2500 نقطة، ولكن مع الوضع الفني الجديد الذي نتج عن عمليات البيع القوية من قبل المُستثمرين تأثراً منهم بالوضع النفسي العام لمُشكلة القروض والرهن العقاري فإنه من المُرجح أن يهبط السوق، حيث إن متوسط عشرة أيام اخترق متوسط 20 يوما وهبط أسفل منه وهذه إشارة فنية سلبية رافقها إغلاق ناسداك تحت متوسط 50 يوما ليومين متتاليين وبحجم تداول عال.
بما أن مؤشرات الهبوط هي الأقوى احتمالاً فنرى البحث في مستويات الدعم أكثر من مستويات المقاومة حيث إن "ناسداك" وحسب نسب تراجعات فيبوناتشي أنهى هبوطا بنسبة 50 في المائة من مقدار ارتفاعه في منتصف آذار (مارس) الماضي، وإن لم يصمد فسوف يهبط إلى نسبة التراجع التالية وهي 62 في المائة أي سيصل إلى 2480 نقطة ومن بعدها يأتي منطقة دعم بين 2450 و2400 نقطة. جدير بالذكر أنه حسب مؤشر RSI فإن السوق لم تصل بعد إلى مستويات التشبع بالبيع مما يعني أنه لو استمر البيع أكثر فسيصل ناسداك إلى تصحيح بنسبة 100 في المائة ويُغلق عند 2330 نقطة ليعود أدراجه من حيث بدأ في منتصف آذار (مارس).
ما سبق من تحليل كان على الأجل المتوسط ولكن على الأجل الطويل فإن "ناسداك" إذا هبط أكثر سيدخل في تصحيح يهوي به حسب نسب تراجعات "فيبوناتشي" على الرسم البياني الأسبوعي إلى مستوى 2370 نقطة أي تراجع بنسبة 50 في المائة من حركة صعوده التي بدأها على الرسم البياني الأسبوعي في تموز (يوليو) من عام 2006 وعندها ستكون هذه المنطقة منطقة دعم قوية لا يمكن الهبوط أسفل منها بسهولة.
النصيحة مثل من هو خارج السوق أو لديه سيولة أن ينتظر حتى تنتهي هذه الموجة من الهبوط وتستقر أوضاع الأسواق العالمية ويراقب حتى تحدث الفرصة المناسبة ويدخل في السوق من جديد ويستفيد من موجة الصعود الجديدة، التي قد تكون أكبر من سابقتها.

الأكثر قراءة