عيون المُستثمرين في الأسهم الأمريكية على الرهن العقاري واجتماع البنك المركزي
للأسبوع الثالث على التوالي تهبط أسواق الأسهم الأمريكية والمُتهم الأول في مشكلة الرهن العقاري والقروض الشخصية ذات التصنيف المرتفع الخطورة والقلق من تأثير ضعف أداء قطاع المساكن في الاقتصاد الأمريكي، ومن وجهة التحليل الفني فإن هذه أسباب لا يُعتمد عليها وإنما السوق وصلت إلى حالة تشبع في الشراء وحان الوقت الطبيعي لجنيّ الأرباح، لذا فإن النفس البشرية تبحث دائما عن أسباب تُقلقها لتقوم بالبيع أو أسباب تتشبث بها فرحاً فتطمع وتلجأ إلى الشراء وقد تحدثت في تقارير سابقة وقبل أربعة أسابيع تحديداً عن وجود مؤشرات فنية تُنبئ بهذا الهبوط وتتوقعه، المهم أن المؤشرات الرئيسية أنهت تعاملات الأسبوع المضي على انخفاض فأغلق مؤشر "داو جونز" على انخفاض بنسبة 0.6 في المائة ومؤشر ناسداك وS&P 500 على انخفاض بنسبة 2 و1.8 في المائة على التوالي.
مشكلة الرهن العقاري بدأت تتأثر بها الشركات العاملة في هذا القطاع وتتفاعل معها، حيث أعلنت شركة Home Mortgage Investment Corp توقفها عن قبول نماذج طلب الإقراض بواسطة الرهن العقاري كما أعلنت شركة Accredited Home Lenders عن أن الخطر بدأ يُحدق بأعمالها وقد تتعرض للإفلاس، ومثل هذه الأجواء تعتبر أرضا خصبة للشائعات، حيث صدرت إشاعة قوية بدأت تلوكها ألسنة المتداولين وهي عن أن شركة Beazer Homes لبناء المساكن قد تطلب إخضاعها لبرنامج الحماية من الإفلاس مما أدى إلى هبوط أسهمها 40 في المائة وبعد هذا الهبوط الساحق خرج مدير الشركة ليُعلن أن هذه الإشاعة لا أساس لها من الصحة.
بعض البيانات الاقتصادية التي صدرت كان لها دور إيجابي لكن أهمها كان صدور تقرير عدد الوظائف الجديدة لتموز (يوليو) حيث كانت نتيجته أقل من التوقعات، حيث أُعلن عن تمكن الاقتصاد من توفير 92 ألف وظيفة جديدة في تموز (يوليو) بينما التوقعات تحدثت عن 132 ألف وظيفة جديدة وقفز معدل البطالة من 4.5 إلى 4.6 في المائة وقد كان لهذا التقرير نتائجه السلبية على السوق في ظل هذه الأجواء المشحونة.
على صعيد نتائج الشركات للربع الثاني فقد أعلن عدد لا بأس به من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر "داو جونز" وهي شركة "جنرال موتورز" و"بروكتر جامبل" و"فيرايزون" و"والت ديزني" وجميعها قدمت نتائج قوية، إضافة إلى عدد آخر من الشركات من ضمنها "صن مايكرو سيستمز" وعلى الجهة الأخرى أعلنت شركات أخرى عن نتائج ضعيفة من ضمنها شركة نورتل.
الأسبوع الحالي
مع قرب انتهاء الشركات من إعلان نتائجها للربع الثاني فإن القضية التي ستبقى بارزة على السطح ويتركز عليها حديث الاقتصاديين والمحللين هي مشكلة القروض والرهن العقاري وتأثيرها في قطاع بناء المساكن والاقتصاد الأمريكي بشكل عام ويبقى ما يهم المُستثمر هو هل سيتوقف هبوط السوق أم أنه سيستمر في نزيفه الأحمر؟ من هنا فسيكون الاهتمام أكبر باجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الثلاثاء ويبرز الحديث وتطفو التوقعات القائلة باحتمال اتجاه البنك المركزي الأمريكي إلى خفض الفائدة مع وجود مشكلة الرهن العقاري ومع الانخفاض الأخير في عدد الوظائف لتموز (يوليو) مع أن بعض المُحللين يرون أنه ليس بالضرورة أن يتحرك البنك المركزي وليس من واجبه خفض الفائدة حتى يحل مشكلة الرهن العقاري وسوق الأسهم.
التحليل الفني
أكمل "ناسداك" رحلة الهبوط وما زال مُسلسل جنيّ الأرباح مستمرا ولن يختلف تحليلنا عما بينته في التقرير السابق ولكن مع وجوب مراقبة حركة مؤشر ناسداك بين متوسطيّ حركة 50 و200 إذا أصبح متوسط حركة خمسين يوما يعمل كمقاومة عند مستوى 2615 نقطة وسيمنع ناسداك من الصعود وبقوة في الفترة الحالية وأما متوسط حركة مائتي يوم سيعمل على الدعم عند مستوى 2491 نقطة ونتمنى أن يُثبت جدارته. جدير بالذكر أن مؤشر S&P 500 هبط تحت متوسط مائتي يوم وهذا دليل على أن الخوف قد بلغ مبلغه في نفوس المتداولين وقد نصل في نهاية هذا الأسبوع إلى بعض الاستقرار.
التصرف الحكيم الذي يجب أن ينهجه كل مُستثمر أن ينأى بنفسه عن دخول السوق حاليا حتى تهدأ العاصفة وبالنسبة للمُضارب فحري به أن ينتظر وقت الارتداد ويحدد موجة واتجاه صعود ويسير معه، راقب جيداً متوسط حركة مائتي يوم الخاص بناسداك ومؤشر الماكد ومتى سيتمكن الماكد السريع الهابط حاليا من تكوين قاع والصعود ليتقاطع مع الماكد البطيء كما أن متابعة مؤشر "البولينجر باند" والوقت الذي سيتقعر فيه حده السفلي ستُعطي إشارة إلى تكون موجة صعود قصيرة وأقول قصيرة لأن متوسط حركة خمسين يوما سيقف بالمرصاد في وجه أي صعود.