مكسيكي جاء يصور أفلاما عن السياحة السعودية فأعلن إسلامه

مكسيكي جاء يصور أفلاما عن السياحة السعودية فأعلن إسلامه

لم يكن يدر بخلد المصور المكسيكي أبراهام (29 عاما) لدى زيارته المملكة أول مرة عام 2003م للمشاركة في تصوير فيلم عن المملكة، أن يعود للمكسيك مسلما، بل إن الانطباع الأول لديه كان سلبيا خاصة بعدما رأى المرأة تلبس العباءة، إلا أن ضرورة بقائه مع فريق الشركة المكسيكية لإنهاء تصوير فيلم عن المملكة تنتجه الهيئة العليا للسياحة جعله يضطر للبقاء لتحول الأيام ورحلاته المتتالية لمناطق المملكة والتقائه بمواطنيها انطباعه السلبي عن السعودية والسعوديين إلى محبة وإعجاب قاداه للتعرف على دين هذه البلاد "النقية" وبلا تردد يعلن إسلامه، وينتقل للعمل مصورا في الهيئة.
يقول أبراهام: "كنت سعيداً بزيارتي المملكة أول مرة عام 2003، وبعد شهر واحد من إقامتي في المملكة تمنيت لو تتاح لي الفرصة لمغادرتها، لكني كنت مضطراً للبقاء والترحال بين العديد من المناطق لتصوير بعض المشاهد لمقومات الجذب السياحي في مختلف أنحاء المملكة".
خرج أبراهام القادم من أمريكا اللاتينية بانطباع يصفه بأنه "سلبي" حول ثقافتنا، غير أنه حينما عاد إلى المملكة مرة أخرى في مهمة تتعلق بإنتاج أفلام سياحية عن الوجهات السياحية في المملكة قضى كما يقول "أجمل فترة من حياته في مدينة الرياض".
ودرس أبراهام علوم الاتصال في أفضل المعاهد التكنولوجية ذائعة الصيت في بلاده على حد تعبيره، وبدأ حياته العملية في المكسيك صحافياً رياضياً في الإذاعة، ثم مراسلاً اقتصادياً في التلفزيون، كما كان له تجارب في مجال الإنتاج الإعلاني التلفزيوني، والأفلام الوثائقية، والفيديو كليب، والأفلام السينمائية.
يرى أبراهام أن السعوديين شعب ودود ومضياف ويتحلون بعاطفة دافئة مثل المكسيكيين، "لقد لمست من السعوديين ترحيباً حاراً أينما حللت، لكن هنا وفي كل أنحاء الدنيا تجد أشخاصا من هذا النوع، وهناك أناس من الطرف الآخر، أولئك الذين لا يقبلون حتى مناقشة المسلمين الجدد!".
وقد زار عدداً من المدن المكسيكية في طفولته، كما سافر إلى كل من: الولايات المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، سورية، لبنان، والإمارات، "خلال عمليات التصوير طفت ما يقارب من 20 مدينة بالمملكة، ولقد راقتني كثيراً مدن: عسير، الرياض، وجدة".
ويعتقد أبراهام أن هناك أوجه شبه بين المكسيكيين والعرب "حتى في ملامحهم"، "وللأسف إننا نحن (المكسيكيين والعرب) نشترك في" الصورة السيئة" التي تروجها عنا بعض وسائل الإعلام العالمية. وهو يفخر بأن أبناء شعبه يشتهرون عالمياً بحسن الضيافة ودفء المشاعر تجاه الآخرين.
ويقول أبراهام: جئت إلى المملكة في أيلول (سبتمبر) 2003، وخلال تلك الزيارة أقمت لمدة شهر ونصف أعمل كمنسق إنتاج مع إحدى الشركات المكسيكية لإنتاج فيلم عن التراث والثقافة في المملكة لصالح الهيئة العليا للسياحة، وهو ما أتاح لنا التنقل بين مختلف المناطق هنا، وبصراحة لا أتذكر عدد الأماكن التي زرتها، لكنها تتجاوز 20 ما بين مدينة ومحافظة وقرية، وكانت مهمتي في إنتاج الفيلم تتلخص في التعرف على المواقع والتأكد من أن كل شيء جاهز للتصوير، فضلاً عن تخليص بعض الأمور المتعلقة بمعدات الفيلم وفريق العمل المكون من 17 مكسيكيا وأرجنتينياً وألمانياً، ووضع اللمسات الأخيرة على المشروع كوني كنت ثاني مسؤول في الفريق. وبعد شهر واحد من مغادرتنا المملكة تلقيت دعوة للعمل في مشروع آخر لصالح الهيئة العليا للسياحة، وهو إنتاج فيلم عن مهرجان الجنادرية، إضافة إلى إنتاج فيلم عن بطولة العالم لسباق الزوارق السريعة فورملا 1 لصالح شاطئ الغروب في محافظة الخبر، ولقد قبلت الدعوتين مباشرة دون تردد، وكنت سعيدا جداً بعودتي للمملكة والاستمتاع بثقافتها العريقة. وخلال الأشهر السبعة التي قضيتها راودني شعور بأني سأموت، فقد كنت أشعر براحة وسلام لم يسبق لي أن شعرت بهما، وبعد مدة تلقيت كتبا ومعلومات عن الإسلام، ولكني لم أقرأها. وعلى الرغم أنني بدأت الاهتمام بهذه الكتب والاطلاع عليها إلا أني وبكل صراحة توقفت عن مطالعتها فور مغادرتي المملكة مرة أخرى، وفجأة بعد بضعة أشهر من عودتي للمكسيك، بدأت أتطلع إلى المجتمع المسلم في مكسيكو، عندها شعرت بعدم السعادة في بلدي، والحنين إلى السعودية وقيمها الثقافية، حينها أعلنت الشهادة في مكسيكو سيتي وأديت العمرة بعد ذلك، خلال زيارتي الثالثة للمملكة التي كانت مختلفة رؤيةً وذهناً وشعوراً وكان ذلك خلال أيار (مايو) وحزيران (يونيو) من العام الماضي. وبعد ذلك تعلمت المزيد عن الإسلام واللغة العربية في سورية، كما عملت فيلما وثائقيا عن اعتناق الأمريكيين اللاتينيين الإسلام بما فيهم أنا.
الجدير بالذكر أن الفيلمين اللذين شارك أبراهام في عمليات إنتاجهما لصالح الهيئة العليا للسياحة، يدوران حول "الجنادرية" و"الثقافة والتراث" وحققا 14 جائزة عالمية.

الأكثر قراءة