محللون: الاضطراب في صناديق الائتمان العالمية يفتح فرصا للاستثمار في الخليج
اعتبر مسؤولون تنفيذيون في مؤسسات خليجية أن الاضطراب في أسواق الائتمان العالمية ربما يتيح المزيد من فرص الاستثمار أمام الشركات الحكومية في الخليج عن طريق النيل من قدرة المنافسين من شركات التملك الخاص على المنافسة على الأصول. وأفضت المخاوف بشأن العجز عن السداد في القروض العقارية مرتفعة المخاطر في الولايات المتحدة إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض التجاري، الأمر الذي يهدد بإنهاء سنوات من الائتمان الرخيص نسبيا لصناديق الاستثمار في ملكية الأسهم التي تمول معظم استثماراتها بالدين.
وقال ثلاثة مستثمرين يقيمون في الإمارات العربية المتحدة إن هذا قد يضطر تلك الصناديق إلى القيام بتقييمات أكثر تحفظا لمخاطر الاقتراض. وأوضح سمير الأنصاري الرئيس التنفيذي في "دبي انترناشونال كابيتال" التي تدير موجودات بنحو 6.5 مليار دولار "بعض الناس ينظرون إلى الأمر وكأنه... يا إلهي إنها نهاية التملك الخاص. نحن نعتقد أنها أنباء عظيمة." وقال "من شأنه أن يجبر المشترين على التحلي بمزيد من الواقعية بشأن حجم الدين الذي يستطيعون تدبيره ومن ثم تصبح الأسعار أكثر واقعية." واشترت "دبي إنترناشونال" المملوكة لحاكم دبي حصص في "إي.أيه.دي.إس" المجموعة الأم لشركة إيرباص وفي "إتش.إس.بي.سي هولدنجز" لصالح صندوق خليجي تديره وذلك ضمن ما تزيد قيمته على 40 مليار دولار من الأصول الأجنبية التي استحوذ عليها مستثمرون من المنطقة في النصف الأول من 2007. ويتجاوز هذا بالفعل الرقم الإجمالي لأي من السنوات السابقة.
ومع بلوغ أسعار النفط الأمريكية مستوى قياسيا مرتفعا يوم الأربعاء الماضي تجوب الصناديق والشركات الخليجية العالم بحثا عن أصول لصالح مستثمرين حكوميين يطمحون إلى تقليل اعتماد بلدانهم على صادرات الخام.
وقال بيتر باركر هوميك الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي الوطنية للطاقة "طاقة" إن ارتفاع التكاليف الرأسمالية لصناديق التملك الخاص ربما يساعد الشركات التي تبحث عن استثمارات طويلة الأجل من هذا النوع.
وأفاد باركر هوميك المملوكة شركته بنسبة 75 في المائة لحكومة أبو ظبي سادس أكبر مصدر للنفط في العالم "نظرا لارتفاع نسبة التكلفة إلى رأس المال وتراجع المدى الزمني لاستثمارات صناديق التملك الخاص... فإنه وقت جيد جدا للمشترين الاستراتيجيين". وتعتزم طاقة التي اشترت شركة نورثروك ريسورسز الكندية للطاقة مقابل ملياري دولار هذا العام اقتراض تسعة مليارات دولار لتمويل عمليات استحواذ. وقال باركر هوميك يوم الأربعاء الماضي إن الهوامش على سندات طاقة من فئة الاستثمار تضاءلت مع بحث المستثمرين عن ديون أعلى جودة.
وخوفا من حالات التقصير عن السداد وخفض التصنيفات الائتمانية في قروض الرهن العقاري مرتفع المخاطر بالولايات المتحدة زاد المستثمرون بأكثر من 50 في المائة في تموز (يوليو) العلاوة السعرية على السندات الحكومية الأعلى تصنيفا التي ينبغي على باعة السندات مرتفعة المخاطر سدادها.
وفي ظل ضعف شهية المستثمرين اضطرت البنوك إلى إرجاء تمويلات بنحو 200 مليار دولار لعمليات شراء ممولة بقروض في أنحاء العالم بما في ذلك شراء "الأيانس بوتس" لتجارة المستحضرات الطبية ووحدة "كرايسلر" التابعة لشركة دايملر كرايسلر.
في المقابل يعمل مستثمرو الخليج على مزيد من الصفقات. وقال باركر هوميك إن طاقة تريد استكمال عمليات استحواذ بأربعة مليارات دولار في العام المقبل. ويعود الأنصاري ليشير إلى أن "دبي إنترناشونال" تخطط لاستثمارات بما يصل إلى عشرة مليارات دولار هذا العام.
ويقول ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي لشركة استثمار المملوكة لحكومة دبي إن الشركة تعمل على أربع صفقات تصل قيمتها إلى ملياري دولار وعرضت 825 مليون دولار لشراء متاجر السلع الكمالية بارنيز نيويورك.
وقال جاكسون الذي اشترت شركته في ستاندرد تشارترد العام الماضي "لانزال نبحث عن أطقم إدارة جيدة في شركات جيدة نستطيع تمويلها."
وقال في 23 من تموز (يوليو) الماضي "عندنا رؤية بعيدة المدى وليس لدينا التكلف الذي لدى الصناديق الأخرى لحصد استثماراتها بحيث تستطيع إعادة توظيفها وإضافة بعض النقاط". ورغم أن دبي تصدر كميات ضئيلة من النفط قياسا إلى جيرانها إلا أن الحكومة تستفيد من العائدات الاستثنائية للمنطقة عن طريق السوق العقارية والسياحة والتجارة. وقال جاكسون "رأس المال والسيولة ليسا أكبر مشاكلنا". وغالبا ما تقترض شركتا استثمار ودبي إنترناشونال وغيرهما من الصناديق الخليجية نحو 70 في المائة من تكلفتها الاستثمارية. وكانت شركة مبادلة للتنمية المملوكة لحكومة أبو ظبي قالت في آذار (مارس) الماضي إنها اقترضت لتمويل استثماراتها بغية المحافظة على الانضباط المالي. وقال جاكسون "كون أسواق الدين ستمول شيئا لا يعني أن عليك أن تفعل ذلك."