خسارة الأخضر الجديد.. هل كانت نشاطاً (إعلامياً) في النهاية؟

خسارة الأخضر الجديد.. هل كانت نشاطاً (إعلامياً) في النهاية؟

كونه الضيف المتوج لهذا الأسبوع بلا منازع، حيث وصلت صوره وأخباره إلى صدر الصفحات الأولى والدقائق الأولى من نشرات الأخبار الرئيسية. من غير الممكن غض النظر عن الاستياء العام مما سمي احتفاء إعلامياً "زائداً" و"مبالغاً فيه"، الذي قال متابعون ومحللون إنه ساهم في "تخدير" لاعبي وجماهير المنتخب السعودي، ما أدى لاحقاً إلى خسارته المؤلمة أمام المنتخب العراقي يوم الأحد الماضي بهدف للاشيء.
الاحتفاء الإعلامي وصل مداه بعد إقصاء المنتخب السعودي نظيره المنتخب الياباني، لتشغل الصحف صفحاتها الأولى بلقطات مستقاة غالباً من وكالات الأنباء تصور الفوز السعودي ولقطات من المباراة، من ذلك ما قامت به صحف "الرياض"، و"الوطن"، و"عكاظ"، يوم الخميس السادس والعشرين من يوليو، من تخصيص مساحات لافتة في صحفها الأولى لأخبار المنتخب السعودي بعد اتصال خادم الحرمين الشريفين بالبعثة وتهنئته أفرادها بالمستوى الذي قدموه في البطولة.
إعلاميون كثر دقوا أجراس الخطر قبل وقوعه، حيث كتب "خلف ملفي" تحت عنوان (الكأس للعراق) مقالاً قبل يوم المباراة انتقد فيه الفرح الإعلامي العارم، والاحتفال قبل النهاية. تبعه كتاب كثر وصل صوتهم إلى محللي القنوات الرياضية المختلفة، ووصل خوفهم للجماهير.
لكن خسارة المنتخب يوم الأحد مباراته النهائية في البطولة أمام المنتخب العراقي، هي، بالتحديد، ما ولد استياء فعلياً من استباق الحدث والاحتفال، الاستياء بدأ من كتاب الأعمدة الرياضية حيث كتب علي الزهراني في جريدة "الرياضية" تحت عنوان "هل نتعلم من الخطأ": "بالأمس طالبت بالهدوء واليوم بعد الهدوء علينا وضع السلب على طاولة النقاش المسؤول والسلب الذي أعنيه هو في كيف نستفيد من الإعلام ورجال الإعلام كي يكونوا مؤثرين بعقل لا متأثرين بعاطفة اللحظة التي ـ وأقولها دونما خوف ـ هي من هزمنا في النهائي وهي من جردنا من لقب كان بين أيادينا وضاع.
عبر قناة فضائية سمعت الزميل صالح الحمادي يقول للمذيع: البطولة في الجيب، ومن خلال قناة أخرى غضبت وأنا أتمعن في مجموعة مثل صالح طارت في العجة واعتبرت العراق مجرد عابر سبيل سرعان ما تقف خطواته أمامنا"، الرأي الذي شاركه فيه عشرات القراء الذي طرحوا أفكاراً مشابهة عبر المواقع الإلكترونية للصحف التي يبدو أنها شكلت متنفساً مهماً للجماهير، خصوصاًَ مواقع "الرياض" و"الرياضية" و"عكاظ" و"العربية نت".
وكتب الكاتب الرياضي المعروف عبد الله الضويحي في ذات الصحيفة تحت عنوان (منطق اللغة.. ولغة المنطق): "هذا الإعلام الذي (زف) الفريق و(أعلن) بطريقة غير مباشرة عن تتويجه مبكراً بالكأس. الإعلام الذي (غنى) و(صفق) داخل الاستدويو التحليلي، أو عبر التوقعات الصحفية قبل المباراة. الإعلام الذي أعلن أو طلب من الجماهير أن تحتفي في مقرات الأندية والملاعب. (كان ذلك قبل المباراة بأربع وعشرين ساعة).
هذا الإعلام هو نفسه، الذي تغير في نظرته بمقدار 180 درجة بعد المباراة ليعلن عدم أهمية الكأس وأنها لا تعني لنا شيئا. وأنهم أحق بها، وهم من يبحث عنها، منتقداً وقوف الآخرين معهم. على طريقة "حامض يا عنب!"
وكانت كاميرا الأستديو التحليلي في القناة الرياضية السعودية قد نقلت صورة للمشاركين في الأستديو وهم لاعبون سابقون بقيادة مقدم البرنامج سليمان المطيويع وهم يصفقون على أنغام الأغنية الوطنية (فوق هام السحب) في مشهد غير مسبوق بعد مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الياباني، لتنطلق بعدها الاحتفالات الإعلامية الاستباقية بتتويج المنتخب السعودي!

الأكثر قراءة