تسويق المعارض التشكيلية
تتجدد ملامح الضجر وتبدو علامات الحزن على وجوه كثير من الفنانين التشكيليين في كل معرض أو تجمع يلتقون فيه، وذلك لما يلاقونه من جفاء وعزوف واضحين من الجمهور والمتذوقين، فالوجوه تتكرر في جميع المناسبات التشكيلية. تلقي هذه الفئة من الفنانين اللوم على المجتمع الذي ترى أنه يقف بعيداً عن مواطن الجمال، ولا يسعى لتذوقه ورفع رصيده الثقافي في هذا الجانب المهم بل وتصفه بقلة الوعي إن لم يكن انعدامه تماماً. لا أحد ينكر أن هناك هوة عميقة بين ما يطرح من أعمال فنية إبداعية وبين الجمهور والمتذوقين، وهذا بالتأكيد لا يعكس أبداً درجة الوعي والثقافة البصرية لدى المجتمع بحيث نطلق أحكامنا عليه لمجرد غيابه المستمر عن المعارض التشكيلية. مما لا شك فيه أن معارض الفنون البصرية من تشكيلية وفوتوغرافية وخط وغيرها يسهم في تثقيف المجتمع ويلعب دوراً في رفع الحس الفني والتذوق الجمالي، ولكن عندما نمعن النظر في واقعنا الفني وكيف تُدار تلك المعارض وطريقة الاستعداد لها يجعلنا لا نبتعد عن الحقيقة حينما نقول إن سبب ذلك الغياب وتلك الجفوة يعودان إلى المنظمين أنفسهم الذين هدفهم في كل معرض تعليق اللوحات والبحث عن شخصية لتفتتح المعرض ووضع اللوحة أمام بوابة المعرض. ما زالت معارضنا التشكيلية تُنظم بطرق تقليدية، وتفتقر للاحترافية والمهنية رغم سنوات الخبرة التي قضاها كثير من الفنانين في هذا المضمار. نرى من خلال ذلك تجاهلا أو جهلا بالأُسس التي تساعد على نجاح المعارض وجلب الزوار والمهتمين من غير التشكيليين فهم لا يعملون لتقديم أساليب جديدة في التعريف بالمعارض وتقديمها للجمهور. فهناك ضعف واضح في طريقة الإعلان حيث يكتفى بتلك اللوحات القماشية التي توضع قبل الافتتاح بساعات قليلة فلا تلفت انتباه المارة لأنها بعيدة عن أعينهم، وما زلنا في حاجة إلى أشخاص لديها الخبرة والمهارة في تسويق المعارض والإعلان عنا من خلال طرق كثيرة، فاللوحات عندما توضع في عدد من الشوارع الرئيسية سيعرف الجمهور أن هناك معرضاً يقام إضافة إلى وسائل الاتصال المتعددة وعدم الاعتماد على قائمة بأعدادها المحدودة من المقربين والتشكيليين.