ارتفاع الإنفاق السياحي في المملكة إلى 100 مليار ريال خلال 12 عاما

ارتفاع الإنفاق السياحي في المملكة إلى 100 مليار ريال خلال 12 عاما

من المتوقع أن يشهد الإنفاق السياحي في المملكة ارتفاعا كبيرا خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 100 مليار ريال خلال الـ 12 عاما المقبلة، في ظل ازدياد المشاريع والخدمات السياحية التي ستوفرها القطاعات الحكومية والخاصة في مختلف مدن المملكة.
وتوقعت خطة التنمية الثامنة (1425/1426هـ، 1429/1430هـ) التي أعدتها وزارة التخطيط، ارتفاع عدد رحلات السائحين (إجمالي السائحين من داخل المملكة وخارجها) من 65.1 مليون رحلة عام 1422/1423هـ إلى 83 مليون رحلة عام 1429/1430هـ، ثم إلى 141.1 مليون رحلة عام 1440هـ، وسيبلغ عدد الرحلات الداخلية 128 مليون رحلة سياحية، في حين يبلغ عدد الرحلات السياحية من خارج المملكة 13.1 مليون رحلة ومعظمها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى. كما تتوقع نمو الإنفاق السياحي في المملكة من 6.5 مليار ريال عام 1422/1423هـ إلى 101.3 مليار ريال عام 1440/1441هـ.
وتجسد الخطة الوطنية للسياحة المبادئ والأهداف التي تبنتها الدولة في تطوير السياحة في المملكة، ومنها اتباع أسلوب تخطيطي علمي يتسق مع خطط التنمية الوطنية ويتم وفقاً له النظر إلى صناعة السياحة، وفق إطار يرتكز إلى الاستدامة والجدوى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والقيم الإسلامية وكرم الضيافة التقليدية. ويتضح من الخطة الحاجة إلى توفير عدد إضافي من الفنادق والشقق المفروشة من خلال استثمارات القطاع الخاص.
وفي جانب الأبعاد المكانية للسياحة، تشير الخطة إلى أن البحوث السياحية حددت نحو 40 موقعاً ملائماً لتطوير السياحة في مختلف مناطق المملكة، موضحة أنه من المتوقع أن يكون تطوير هذه المناطق السياحية مركز الاهتمام لنشاطات تطوير السياحة بصورة عامة، علاوة على أنها ستكون محور اهتمام المشاريع الفردية بشكل خاص. وأشارت إلى أنه يجرى حالياً إعداد خطط سياحية لجميع مناطق المملكة تهدف إلى تعزيز الإطار الاستراتيجي لخطة السياحة الوطنية على مستوى المناطق بما فيها المحافظات والمراكز.
وفي مجال سوق السياحة الداخلية ونموها المتوقع، أكدت الخطة أن استراتيجية التطوير المقترحة تعطي أولوية لتطوير هذا السوق وفق الإمكانات الطبيعية والتراث الثقافي للمملكة، وتنمية السياحة البيئية وترويجها، والسياحة المعتمدة على المعالم الطبيعية، والسياحة الثقافية.
وتشمل الأهداف العامة التي حددتها الخطة لقطاع السياحة في المملكة تنمية السياحة الوطنية وزيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي وتنويع القاعدة الاقتصادية وتوفير فرص عمل للمواطنين، وتعزيز دور القطاع الخاص في استغلال الفرص الاستثمارية السياحية في مناطق المملكة المختلفة، واستكشاف آثار المملكة وإرثها الحضاري وتطويره والمحافظة عليه، ونشر الوعي بقيمة التراث الشعبي، إلى جانب تنمية الحرف والصناعات التقليدية وتطويرها وتطوير مرافق سياحية ذات جودة عالية إضافة إلى تعريف المجتمع المحلي والدولي بحضارة المملكة وتراثها العربي والإسلامي.
ولتحقيق هذه الأهداف وضعت الخطة مجموعة من السياسات أهمها تخطيط السياحة وتنميتها و تطوير قاعدة بيانات السياحة والترويج لها، وتطوير الحرف والصناعات التقليدية، وضبط جودة الخدمات السياحية، وتنمية الكوادر البشرية السياحية، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في المشاريع السياحية، إضافة إلى تنمية الآثار والمتاحف، وإحياء التراث العمراني والمحافظة عليه.
أما الأهداف المحددة فقد شملت استكمال البناء المؤسسي لقطاع السياحة في المناطق، ووضع استراتيجيات وخطط التنمية السياحية في المناطق، والانتهاء من تحديد مواقع التنمية السياحية، واعتماد التنظيم المطور للهيئة العليا للسياحة والآثار، وإنشاء سوق السياحة الإلكترونية، وتحديث تصنيف الفنادق ومرافق الإيواء السياحي، ووضع معايير إقامة النزل السياحية في المناطق الريفية، وإعداد برامج توطين الوظائف السياحية، و البدء في تفعيل «الثقافة السياحية» في العملية التعليمية والتربوية.
وشملت الأهداف: تنفيذ حملات توعية سياحية شاملة، إنشاء مراكز خدمات الأعمال السياحية، العمل على تطوير أنظمة الاستثمار السياحي، تطوير نظام المعلومات الجغرافية السياحية الإلكترونية، إنشاء بوابة سياحية متكاملة للمملكة على شبكة الإنترنت، إنشاء قاعدة بيانات مرافق السكن والموارد السياحية، إعداد استراتيجية تطوير قطاع الآثار والمتاحف وتنفيذها، الانتهاء من المشروع الوطني لتطوير الحرف والصناعات التقليدية، وإعداد معايير ترميم مباني التراث العمراني وتنفيذها.
يشار إلى أن مجلس الوزراء قد أقر الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية والتي تعمل من خلالها الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية في المناطق على تفعيلها. ويضم المجلس في كل منطقة في عضويته 14عضوا ممثلين للجهات المعنية بالتنمية السياحية في القطاع الخاص، والغرفة التجارية الصناعية في المنطقة، إضافة إلى الإدارات الحكومية المختلفة ذات العلاقة المباشرة بالتنمية السياحية وفي مقدمتها جهاز التنمية السياحية في المنطقة، وعلى ضوء هذه الاستراتيجية فإن هيئة السياحة تخطط لجلب أكبر قدر من الإنفاق السياحي إلى داخل المملكة.

الأكثر قراءة