أسهم التكنولوجيا الأوروبية تحت المجهر
مدير مركز أبحاث المؤشرات الأوروبي التابع للبنك التجاري للشركات والأسواق حتى بعد مرور أربعة أعوام على انتعاش الأسواق المالية، لم يصحب ارتفاع الأسعار الحاصل حالياً في البورصات مؤشرات القطاع التكنولوجي إلا قليلا حتى الآن. لكن في المقابل بدأت بعض القيم الأساسية من قطاع التكنولوجيا من منظور فني بهجران البنية الأساسية التي استمرت أعواما وذلك بعد سنين طويلة من الحركة الجانبية. وكنتيجة تبعية تتجلى هنا من وجهة نظر فنية متوسطة وطويلة المدى احتمالات لتداخلات وجهود جديدة.
ولأن العديد من أسهم التكنولوجيا لم تتصاعد كثيرا منذ عام 2002، فينبغي أن تكون الطاقة الكامنة في قوة الصدمة الارتدادية عند تصحيح الأسواق محدودة النطاق. ولكن هنا يتيح انتهاء فترة الركود ما بين الأعوام 2000 و 2002 التي انطلقت أخيراً بانطلاق فرصة فنية واعدة. ومن بين القيم الأساسية الأوروبية من قطاع التكنولوجيا تبدو في المرحلة السوقية الحالية بالأخص "نوكيا" Nokia، و"ساب" SAP في مظهر الالتزامات الجديدة المندفعة فنيا.
ومن بين أسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة لم تنجح فقط "آي بي إم" IBM في هجران الحركة الجانبية السابقة التي طالت أعواما لتسلك طريقا صاعدا، بل أيضاً ميكروسوفت التي تعمل على ترك التركيبة الأساسية الفنية طويلة الأمد. ميكروسوفت كانت بعد فترة انتعاش الأسعار خلال الثمانينيات والتسعينيات - ارتفاع السعر بنحو 0,25 دولارا إلى 60 دولار - تراجعت في سياق ركود الأسعار حتى كانون الأول (ديسمبر) من عام 2000، وضمن إطار تصفية بيع فنية تقليدية Sell-off إلى عشرة دولارات و20 دولارا كأقصى حد. وأما شدة التذبذب العالية التي نجمت بعد ذلك، فقد انصبت اعتباراً من عام 2002، وتحت نطاق منطقة المقاومة من 30 دولاراً التي اختبرت مراراً، انصبت في حركة جانبية متأرجحة دامت سنين طويلة. وهذه الحركة حُددّ مسارها من خلال منطقتي دعم اثنتين - في البداية من عشرة دولارات و20 دولارا حتى 21.40 دولار، إضافة إلى ذلك عند نحو 24 دولاراً. وبعد مرور أربع سنوات بالضبط، بذل سهم ميكروسوفت مع مطلع العام الجديد 2006 / 2007 من وجهة نظر فنية أول محاولة للخروج من هذه التركيبة البنيوية الأساسية. وفي الوقت الحالي، يخوض السهم المحاولة الثانية، بيد أن الإقرار الفني بالخروج من هذه البنية الأساسية لم يرد حتى الآن. وبالرغم من ذلك يسير التحسن الفني طويل الأمد على طريق جيد.
بعد التقييم الفني الجديد خلال الثمانينيات - ارتفع سعر السهم من 1992 حتى 2000 من 0.20 يورو إلى 65 يورو - وقعت نوكيا اعتبارا من حزيران (يونيو) لعام 2000 وبموازاة التطور في المؤشرات، وقعت في فترة ركود أسعار. ومع نهاية عام 2002 بعد الوصول إلى تراجع في سعر السهم بلغ 10.8 يورو انتهى منحنى الركود في حركة جانبية متأرجحة. هذه الحركة المتأرجحة توسعت خلال الأعوام المتتابعة، بالرغم من رالي الصعود والهبوط العنيف قصير المدى الذي تكرر ظهوره لدى نوكيا مراراً، وأصبحت بنية تكوينية أساسية فنية. هذه البنية تم تحديدها من خلال منطقة المقاومة من 19.10 يورو ومنطقة الدعم من 10.80 يورو التي تم اختبارها مرات عديدة. وإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه البنية الأساسية من وجهة نظر فنية عليا بشكل بنية شراء طويلة الأمد. وبجانب التطور الحاصل لدى "ميكروسوفت" و"آي بي إم" تعمل نوكيا أيضاً على هجران طويل الأمد لبنيتها التكوينية الأساسية، فيما تدل أول إشارة شراء استثماري على هدف مرحلي فني متوسط المدى عند 22 يورو. ولأن خطوات إنهاء وتصفية فترة ركود الأسعار لدى نوكيا تسير بخطى متقدمة، يعد سهم نوكيا من وجهة نظر فنية سهم شراء.
ومن وجهة نظر فنية عليا، تتميز ساب عن الكثير من القيم التكنولوجية بأنها تراجعت منذ فترة أسعار الأسهم المرتفعة (آذار (مارس) 2000 عند نحو 71.60 يورو) إلى النصف فقط، فيما اضطرت أسهم تكنولوجية أخرى إلى تكبد خسائر كبيرة في سعر السهم. وفي هذه القوة النسبية طويلة الأمد في مقارنة القطاعات يجد نفسه مجددا التطور التشغيلي لـ "ساب". وانطلاقا من هذه الوضعية الفنية طويلة الأمد، قامت ساب من منظور متوسط الأمد منذ الارتفاع المؤقت في سعر السهم الذي بلغ 47.70 يورو (نيسان 2006) - ضد جميع منحنيات السوق - بتأسيس اتجاه منخفض مدته سنة واحدة (منحنى الانخفاض العام 40,50 يورو). وفي الآونة الأخيرة تقلص اتجاه الانخفاض بصورة واضحة، وتم الدفاع عن منطقة الدعم التي تبلغ 34 يورو. وبسبب الوضع المبالغ في بيعه على المدى المتوسط يعد سهم ساب سهم شراء فنياً غير دوري، وذلك لأن اختباراً لمنحنى الانخفاض عند 40.50 يورو بدأ يلوح. ولكن من منطلق الوضع العام الفني الموضح ينبغي تزويد موقع لـ "ساب" بصمام إغلاق أمان استراتيجي عند 32 يورو.