السياحة البيئية .. الاختيار الأفضل للأسرة السعودية
تتمتع السعودية بمناطق بيئية جميلة، ففيها المتنزهات البرية الخلابة وفيها السواحل الرائعة والجبال والكهوف والمحميات الطبيعية، فيها البحيرات الجذابة والرياض الخلابة وفيها الغياض والصحراء والغابات وغيرها، إنه التنوع البيئي الذي أكسب المملكة ميزة سياحية تؤهلها للتميز والتفوق سياحيا.
ولأن الأسرة السعودية تعشق طبيعة بلادها أكثر من أي شيء آخر، فإن السياحة البيئية تمثل الخيار الأفضل لديها، ففي الربيع تمتلئ المتنزهات البرية بالسياح، وفي الصيف تجتذب الشواطئ أعدادا كبيرة من السياح، كما هو الحال في جبال عسير وغاباتها، وبالقرب من الرياض تقصد الأسر السعودية تلك الرياض الصحراوية التي اشتهرت بطبيعتها الساحرة مثل روضة خريم والتنهات وغيرها، حيث تزدان الأعشاب والزهور والأشجار الصحراوية بمنظر الخيام البيضاء التي تنتشر في المناطق الصحراوية والمراعي في القصيم وحائل والحدود الشمالية وغيرها، وحول شواطئ البحر الأحمر والخليج تجتمع الأسر السعودية في رحلات عائلية سياحية لتلك الأماكن لتجسد شغف الأسرة السعودية بالسياحة البيئية وما تمثله من صفاء ومحافظة وجمال وارتباط بالبيئة وهذه أسس مهمة لنوع مهم من السياحة.
ولأن السياحة البيئية تعد من أهم الأنشطة السياحية وأبرزها فقد أولت الهيئة العليا اهتماما بها فركزت عليها في رسائلها الإعلامية والإعلانية ومطبوعاتها وإصداراتها السياحية وبرامجها وأنشطتها وفعالياتها المختلفة، وإضافة إلى الترويج للسياحة البيئية خصصت برنامجا توعويا تدريبيا للمحافظة على المواقع البيئية السياحية هو برنامج (لا تترك أثرا) والذي يجسد جانبا من المهام الأساسية للهيئة في مجال التثقيف البيئي والمحافظة على البيئة كمورد أساسي وداعم مهم للسياحة المحلية. ويهدف هذا البرنامج إلى تنمية الشعور الذاتي لدى السائح بأهمية المحافظة على الموارد البيئية وحمايتها، وذلك من خلال تدرب السائح على طرق متعددة للاستمتاع بالسياحة البيئية بدلا من الطرق المضرة بالبيئات الطبيعية في المملكة أو مكوناتها وعناصرها، فالسعودية تتمتع بمقومات سياحية طبيعية ضخمة ولكن تلك البيئات حساسة جدا واستمتاع السائح بها يجب أن يكون مبنيا على عدة مبادئ توفر له الاستماع بها دون إحداث الضرر بها. ومن اسمه "لا تترك أثرا" فالبرنامج يحث السائح على تفادي ترك أي أثر له بعد سياحته من مبدأ ترك المنطقة الطبيعية التي زارها وأقام بها كما كانت قبل زيارته لها.
كما أقامت مشروع (النزل البيئية) الذي يعد اسما مستحدثاً لمنتج سياحي معتمد على عنصر الطبيعة. حيث يتم تنمية وإدارة النزل بشكل يتناسب مع مقومات البيئة. والخصائص البيئية للمنطقة هي التي تحدد نوعية وملامح النزل المناسبة. فيستفيد زائر النزل من معايشة التجربة البيئية المستمدة من المقومات الطبيعة للمنطقة.
الجدير بالذكر أن الصندوق الدولي لحماية الحياة الفطرية والطبيعة يقدر أن نحو 20 في المائة من الدخل المتولد عن السياحة في الدول النامية ناتج عن السياحة البيئية بشكل عام، والسبب وراء انجذاب الدول النامية تجاه تطوير هذا النوع من السياحة هو أن عوائد توظيف الأراضي في المناطق الريفية له تعادل عشرة أضعاف عوائد توظيفها للزراعة بشكل حصري.