سياحي عنيزة... وأولويات التنمية العمرانية في القصيم!
إن التنمية العمرانية عمل سهل التحقيق نظرياً، إلا أنه صعب المنال إذا حاولنا تطبيقه بأي شكل كان لينال القبول على أرض الواقع لمواكبة العرض والطلب للاقتصاد الاجتماعي، لأنه سيصطدم بأكثر من عائق، ربما في اختلاف وجهات النظر الإدارية أو في التقنين المحلي والإقليمي الاستراتيجي للأولويات وتطبيقاتها العملية، والتي لا يتفق عليها اثنان بحكم طبيعة العمل المركزي.
وإذا أخذنا مثلاً منطقة القصيم والإشادة بأميرها المحبوب فيصل بن بندر، حفظه الله، وتوجيهاته بخصوص مواكبة التنمية الشاملة وبالأخص محافظة عنيزة كوضع يستحق الاهتمام، لكون هذه المنطقة حيوية في عطائها التاريخي المسجل لها، فإن طبيعة الاستراتيجية التنموية العمرانية لهذه المنطقة تهدف في المقام الأول إلى مواجهة التحديات المستقبلية التي تعوق مسيرة إدارة توجيه التنمية العمرانية الوطنية للمنطقة والوجهة السياحة خاصة لمدينة عنيزة. أي على سبيل الطرح إمكانية استيعاب الزيادة السكانية (المتحركة والثابتة) المتوقعة للمحافظة، وإدراك طبيعة التنظيم الإداري والفني المركزي الحضري للمدينة ولمنطقة القصيم بصفة عامة لاستيعاب ذلك.
وإذا كانت الاستراتيجية الإقليمية هي الحد الحقيقي للإطار التنموي العام بعيد المدى لسياسات التنمية العمرانية للمحافظات على مختلف أجزاء إقليم القصيم، فإن الاستراتيجية المحكمة لمحافظة عنيزة بقيادة الشاب المهندس مساعد السليم، وفقه الله، قادرة إن شاء الله، على رسم التوجهات وتسريع السياسات القطاعية المتصلة بالمنطقة لتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة باختيارها المنتج السياحي كقاعدة اقتصادية أمثل، شريطة التنسيق التام بين مختلف الجهات المعنية الخدماتية والمعلوماتية لتحقيق التكامل المكاني والزماني في سياستها التنفيذية هو العامل الناجح. وبالأخص تحديد ما يميز هذا الناتج الإقليمي اقتصادياً من توجيه صناعات الخدمات الترفيهية السياحية لعنيزة بنجاح، كما يشيد دائما أمير القصيم أن "عنيزة رائدة" في السياحة.
لهذا إن إدارة التنمية الحضرية لصالح صناعة محددة مثل السياحة تعتبر من العلوم المهمة لدى الدول المتقدمة والمنوطة بأدوار رئيسية لأنها المحرك الجوهر المعين والمؤثر في تنمية الدول من الداخل كناتج قومي. وأن الإدارة الروتينية لم تعد تفي بالغرض المطلوب منها في رأى المختصين، ولهذا فإن البديل المقترح يكمن في وجود إدارة التنمية (الذكية) التي نلاحظ أن الهيئة العليا للسياحة تتبعها بقيادة أمينها الأمير سلطان بن سلمان، حفظه الله، والتي استطاعت أن تواكب مجريات المستقبل بمعطيات اللحظة، وعلى هذا فإن الإدارة الناجحة لهذه الصناعة عليها أن تركز على أهمية وجود الخدمات أولا لمواطنيها وليس العكس، وهذا ما يلاحظه كل وافد لمحافظة عنيزة سنة بعد سنة أنها تسعى ودون كلل إلى تأمين كل ما فيه من جذب وراحة للوافدين.
إن الإنسان والاهتمام بقضاياه اليومية والموسمية هي القضية المحورية لتطوير الاقتصاد الاجتماعي وبالنسبة لعنيزة فإن المنتج السياحي هو المنتج المحلى الأكثر انسجاماً، وقد كرست الجهود منذ عقود وهاهي من عامها 28 في هذا المجال لتحقيق تواصل ثقافي ترفيهي سياحي للمحافظة أولا وليس لمواكبة التنمية العمرانية بحد ذاتها كهدف: حيث أن تركيز زيادة الخدمات الإنسانية كآلية منفردة للتنمية العمرانية قد أدى إلى نتاج اقتصادي إيجابي في الأولية للخدمات الإنسانية.
إن الإنسان وبيئته الجيدة هما الطرفان المعنيان في التنمية العمرانية الهادفة لأنهما العنصران الأساسيان لبناء تنموي إيجابي.. والإنسان إما أن يكون عنصر بناء إيجابيا أو معول هدم، فكيف يكون مستقبل أولويات التنمية العمرانية الموجهة؟! وكيف تكون إدارة التنمية الذكية ؟! دون إيجاد أو اختيار قاعدة اقتصادية مميزة للمحافظات! كمثال المنتج الناجح كما هو الحال في "باريس نجد" عنيزة لجذب أبناء هذا الوطن إلى مدنهم الجميلة.
*استشاري عمارة وتخطيط