"العبرة" أقدم وسائل النقل في دبي
"العبرة" أقدم وسائل النقل في دبي
مع ما تشهده دبي من تقدم وتطور وانفتاح في جميع المستويات ظن البعض أن هذه المهنة ستكون من الماضي إلا أن العكس هو ما حدث فبين ماض أصيل وحاضر مشرق بقيت "العبرة" أقدم وسائل النقل في دبي صامدة أمام كل أوجه التقدم والتطور في النقل الذي تشهده الإمارة. ولم لا وهي مهنة الآباء والأجداد التي يجب أن نحافظ عليها طالما كانت مصدر رزقهم ورزق أبنائهم و"العبرة" اسم مأخوذ من فعل عبر وهو(اسم مرة من فعل عبر). ويقول علي ملا وهو أحد كبار السن الذين مارسوا هذه المهنة في السابق:" أنا سعيد جدا بأن المسؤولين حافظوا على هذه المهنة من الاندثار، إنها من ماضينا الجميل الذي كنا نستفيد منه كثيرا كمصدر رزق لنا ولأولادنا". وأضاف: "المحافظة على التراث والماضي في دبي أصبح أمرا ليس بالسهل وهذه المهن التي لا يمكن أن نتناساها في زحمة الازدهار والتقدم الذي يحدث عندنا الآن". ومن يصدق أنه خلال الفترة من 1981 حتى شهر حزيران (يونيو) من 2007 نقلت العبرات في دبي أكثر من 226 مليون راكب وفي الأشهر السبعة الماضية من هذا العام تجاوز عدد المستفيدين من هذه الخدمة 12 مليون شخص تم نقلهم عبر ما يزيد على 648 ألف رحلة وهذا الرقم الضخم جدا يعني أن هذه المهنة لا تؤكد بقاءها فقط بل إنها تؤكد أهميتها المستمرة في دبي فهناك الكثير يستعين بها للانتقال بين ضفتي خور دبي مرة ومرتين وثلاث وتزيد أكثر وأكثر وبشكل يومي. وأوضح المهندس عيسى عبد الرحمن الدوسري المدير التنفيذي لمؤسسة النقل البحري في هيئة الطرق والمواصلات: أن العبرة تعد من وسائل النقل البحرية التقليدية التي تحرص الهيئة على تفعيلها وتحث الجمهور على استخدامها في التنقل بين ضفتي خور دبي، أو للسياحة كنوع من التمسك بتراث الآباء والأجداد، ولخدمة جميع الركاب عبر ضفتي خور دبي، مع توفير سبل الراحة كافة، إضافة إلى عاملي الجودة والسلامة لتطبيق رؤية الهيئة في تنقل آمن وسهل للجميع
وعادة ما يكون الحد الأقصى في الرحلة الواحدة لكل (عبرة) 20 راكبا وتتحرك العبرة بمجرد اكتمال العدد ويدفع الراكب درهما واحدا للرحلة الواحدة، يتم تحصيلها من خلال مشغل العبرة ولا تصدر تذاكر بها. وحدد لها ساعات عمل من 5 صباحا إلى 12 منتصف الليل، وهناك خطوط محددة بخور دبي تتوافر فيها هذه الخدمة على مدار 24 ساعة يوميا علما أنه توجد ست محطات تنطلق منها وإليها العبارات وهناك قرابة (300) مشغّل عبرة بالمحرك وعادة من الجنسية (باكستاني – بنغالي – هندي – إيراني) ويقودون أكثر من 3500 رحلة يوميا تنقل أكثر من 100 ألف راكب يوميا. وليد درويش شاب إماراتي يعيش في دبي ويعمل في إحدى الشركات العقارية الكبرى يقول عندما أبحث عن البساطة بعيدا عن كل المرافق العامة الحديثة في دبي التي تبعث الملل في نفسي أحيانا أبحث عن أي مكان يذكرني بماضينا وآبائي وأجدادي للأسف لا أجد غير العبرة التي أكون في قمة سعادتي عندما أركب إحداها وأنتقل من مكان إلى آخر بعيدا عن كل ما هو مصنوع بطريقة حديثة.