استنفار في جنوب أوروبا بسبب الحر .. وفي بريطانيا بسبب الفيضانات

قضى أكثر من ألف شخص ليلة ثانية في مراكز إيواء طارئة في بريطانيا بعد أن غمرت الفيضانات أجزاء من البلاد. وأصدرت وكالة البيئة البريطانية سبعة تحذيرات من الفيضانات في الوقت الذي ما زالت فيه المياه تغمر ثلاث مقاطعات هي "وورسيسترشاير" و"جلوسيسترشاير" و"ورويكشاير". وفي بلدة "جلوسيسترشاير" التاريخية في "توكسبوري" في وسط إنجلترا كان سكان يراقبون الموقف في الوقت الذي غمرت فيه المياه الشوارع وجرت جهود إنقاذ باستخدام الجرافات والزوارق. وحاول كثيرون مواصلة الحياة بشكل طبيعي لكن آخرين استخدموا أكياس الرمل لحماية منازلهم ومتاجرهم. وقالت هيئة الطرق السريعة في بريطانيا إن مئات السائقين حوصروا على الطرق السريعة غربي البلاد بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في سيول مما أدى إلى فوضى في حركة النقل.
ووصلت نسبة الأمطار إلى نحو 40 ملليمترا في الساعة في بعض المناطق ولاسيما حول لندن. وقال متخصص في الأرصاد الجوية إن مستوى الأمطار شبيه بما يهطل خلال الأعاصير الاستوائية. وتم إلغاء 141 رحلة جوية كانت مقررة في مطار هيثرو غرب لندن بسبب الأمطار الغزيرة وأغلقت أكثر من 20 محطة مترو في العاصمة البريطانية بعد أن غمرتها المياه. وكانت بريطانيا شهدت الشهر الماضي فيضانات أسفرت عن مصرع أربعة أشخاص في شمال إنجلترا وألحقت أضرارا بنحو ثلاثة آلاف منزل.
وعلى النقيض مما يجري في بريطانيا فقد ظلت مناطق وسط وجنوب شرق أوروبا تعاني موجة حر شديدة سجلت أرقاما قياسية. ففي رومانيا التي يجتاحها منذ أسبوع قيظ شديد ارتفع عدد الأشخاص الذين توفوا بسبب الحر إلى 11 شخصا وتم تمديد حالة الاستنفار في 21 مقاطعة من أصل 42 وسجلت في النمسا خمس حالات وفاة بسبب الحر حيث بلغت فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية. كذلك كانت المجر تعاني الحر بعد أن بلغت درجات الحرارة 42 وهو رقم قياسي لا سابق له وسجل في مدينة "كيسكونهالاس" على بعد 30 كيلومترا جنوب العاصمة بودابست. وأعلنت حالة استنفار لأول مرة بسبب الحر. وما زالت موجة الحر تجتاح أيضا بلغاريا منذ خمسة أيام مع نشوب حرائق أتت على أكثر من 630 هكتارا من الغابات وتسببت في مقتل شخصين. وأبلغت الحكومة البلغارية حلف شمال الإطلنطي والاتحاد الأوروبي أن الوضع خطير على جبهة الحرائق وفي مقدونيا أعلنت أيضا حالة استنفار حيث يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة إلى 42 درجة مئوية.