خطوط ومسارات النقل الحديث

[email protected]

الفصل الأول:
تتسارع الخطى في دواوين وزارة النقل لتنفيذ برنامج توسعة شبكة خطوط السكك الحديدية، وهو برنامج طموح يهدف إلى تعميم أسلوب حضاري استراتيجي وهو النقل بالسكك الحديدية على مستوى المملكة، ويتضمن ثلاثة مسارات وهي الجسر البري السعودي، ومشروع قطار مكة المكرمة - المدينة المنورة السريع، وخط الشمال، ويتطلع أبناء المملكة من وراء تنفيذ المشروعات إلى الاستفادة من مزايا النقل باستخدام السكك الحديدية، ونحن في دولة تعيش نموا سكانيا متصاعدا وتشهد على المستوى المعرفي ثورة صناعية واسعة، وهو مشروع أو مشاريع عند اكتمالها ستساند الفتى ابن المواطن في بناء منظومة صناعية تستفيد من الثروات الأخرى غير النفطية وتعزز دور الإنسان السعودي (الفتى ابن المواطن) في عالم يموج بالمتغيرات وتنمو موارده ويتطور في احتياجاته. مما لا شك فيه أن البداية كما أي بداية في تكوين المشاريع، هي صعبة وليس فيها ما يروج للقائمين عليها الكثير من الجهد والعطاء من الأداء والانتقادات البناءة والعديد من المسارات الصعبة والتهديدات لنجاح تلك المشاريع قائمة إذ إن أهم جزئية في نجاح خط حديدي يتبلور في اقتصادياته، ويكون السؤال اقتصادي في الاستفادة من المسارات المتعددة والمتنوعة وكان من البعض من أصحاب الفكر أسئلة تتناثر في أجواء اقتصادية: لم لا توجد شفافية في مثل هذه المشاريع؟ ولماذا العامة من أبناء الوطن يتساءلون وفي نظرة شك عن مصير أراضي مسارات الخطوط الحديدية؟ ومصير التعويض وأسلوبه وضخامة حجمه، ومن المستفيدون منه؟ هل المدن الصناعية الحالية من الأولويات في المسار؟ هل الموانئ مرتبطة بالمسارات؟ وهل ميناء جدة الإسلامي الذي يقدم المدخل الرئيسي للصادرات من أرض الحرمين الشريفين من الأفضليات؟ هذه بعض من الأسئلة والتساؤلات التي تدور في حلقات متوسطي وصغار رجال ونساء الأعمال ، كيف يمكن أن تكون المعلومة حقا عاما لجميع فئات وشرائح المجتمع ، ولم لا ومتى يكون الوزير تنفيذيا والمدير العام تسويقي محلي ودولي حتى نحصد مساندة المواطن وإيمانه بنجاح ومساندة نمو المدينة والمنطقة والدولة. وأخيراً لماذا لا، وماذا لو استطاعت وزارة النقل والمواصلات كسر قاعدة الاحتكار التي تنتهجها المؤسسات الرسمية وذلك بفتح الباب واسعاً أمام الجميع في الحصول على المعلومات من خلال موقع الوزارة على الإنترنت ؟ الله على كل شيء قدير، حتى الاحتكار لا بد أن يصير سهلا ويسيرا.!!

الفصل الثاني
الحياة درستنا التواضع، تواضع وإلا تعرضت للإذلال، والتواضع هو صفة أو حالة كون المرء متواضعاً أي غير فخور أو متغطرس، وهو معرفة المرء للقدر الحقيقي لذاته، وهو البساطة وعفة اللسان والحياء وعكسه العنجهية والكبر والأنانية.
أعظم الدروس التي نتعلمها وأكثرها إفادة هو أن نعرف حقيقة أنفسنا وأن نعترف بصراحة بما نحن عليه من ضعف وأن نتبنى رأيا متواضعا عن ذاتنا بسبب هذا، فإننا حين لا نخدع أنفسنا وتعطي للغير قدره من التوقير تكون قد اكتسبت حكمة كبرى وفضيلة منجية نفسيا وتتابعيا. تخيل العالم لو كان كل منا متواضعاً قليلاً من المؤكد أنه سيكون مكاناً أجمل لو كنا مستعدين لأن نقر بجهلنا للكثير من الأمور وبأن لدينا الكثير من نقاط الضعف وبأننا خطاءون بل سيكون أفضل من هذا لو أكثرنا من اعترافنا بأخطائنا والاعتذار عنها. وسيكون أفضل وأفضل لو أننا تعاملنا مع بعضنا بعضا دوماً على أساس من الاحترام والنزاهة المتبادلة فالقليل من التواضع كفيل بجعل العالم مكاناً أفضل. فلماذا كان افتقاد التواضع مشكلة؟ ذلك لرذيلة أساسية نشترك فيها جميعاً . فكل منا مشغول بنفسه. وهي طبيعة الإنسان. فمنذ قدومنا إلى هذه الدنيا ونحن نعتمد بشكل كامل على الآخرين في استمرارية حياتنا وفي الشعور بالراحة خلالها، فنحن نظن أن العالم يدور في فلكنا، كما أننا نكبر داخل مجتمع يعمق هذا التوجه من خلال ما يفرض علينا من توق إلى أن نكون الأول في كل شيء. وإشكالية هذا تكمن في أننا لو اكتسبنا جميعا هذا التفكير الأناني فلن نجني سوى أن نجعل حياة الغير أشد صعوبة مما هو عليه، وبالتبعية نصعبها على أنفسنا. أما السبب الآخر في أن عدم التواضع يمثل مشكلة هو أن هذه الصفة تصور دوما على أنها نوع من الضعف. فكثيرون يربطونها بالوداعة والدقة بل واللين. إلا أن التاريخ يقدم لنا العديد من الأمثلة التي تثبت عكس هذا فما التواضع إلا علامة قوة وهو أمر أثبته العديد من عظام قادة العالم، إن تاريخنا ومعتقداتنا وثقافتنا الإسلامية والأديان الأخرى السماوية تؤكد أن كثيرا منهم كان متواضعا وكان قويا شديدا ومؤثرا في الإنسانية. التواضع دليل على الاهتمام بالغير والرحمة به كما أنه عنوان أصالة النفس، فعلى القائد الذي يريد من الآخرين أن يتبعوه أن يكون قائدا متفهما للطبيعة البشرية وبالأخص طبيعته هو. وكل من يقدر ذاته لا بد أن يتواضع والمتواضع هو من يعطي ذاته قدرها إن من يتركون الحياة بخيرها وشرها يصلون في النهاية إلى التواضع والحكمة. إذا كان الكبر قد حول الملاك إلى شيطان فإن التواضع كفيل بلا شك بأن يحول الشيطان إلى ملاك. لن تجد رذيلة تجلب على صاحبها كراهية الناس أكثر منها، وهي رذيلة لا نعي وجودها بداخلنا. وكلما توغلت فينا كرهناها في الآخرين إنها رذيلة الكبر أو وهم عظمة الذات فتكاد تكون كل شرور الدنيا مما يرجعه البشر إلى الطمع والأنانية نتاج الكبر. إن الكبر هو عةه تعاسة كل أمة وكل عائلة منذ نشأة هذه الدنيا. أما الفضيلة النقيضة لرذيلة الكبر. فهي التواضع فإن رغب أحد في الإنصاف بالتواضع فإن الأولى التواضع هو تتمثل في أن تيقن أنك تفخر بذاتك فلن يفيدك أي شيء قبل أن تؤمن هذا فإن كنت تعتقد أنك لست مختالاً بذاتك فاعلم أن هذا يعني أنك شديد الخيلاء في واقع الأمر، إن التواضع الحق. هو الأساس الأدنى والأعمق والأرسخ لكل فضيلة وأن اختبار معدن الإنسان يكمن في تواضعه ولا أقصد بالتواضع أن يشك المرء في قدراته إلا أن الرجال والنساء العظام هم من يشعرون بأن العظمة ليست فيهم بل من خلالهم. هنالك أشياء أربعة يتجنبها المتواضعون فهم لا يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء وهم لا يعتقدون أنهم دوماً على حق وهم لا يتفاخرون وهم أيضاً لا ينتقدون غيرهم. وهنالك أشياء أربعة يداوم عليها المتواضعون فهم يتعاملون مع الغير باحترام ويشكرون الآخرين وهم أصيلين أيضا، والمتواضعون يرغبون في التعلم وأن يصبحوا أفضل. إن الحقيقة هي أن لا أحد منا يخلو من بعض من الكبر ولا أحد منا يمتلك كامل التواضع فالأساس هو الإقرار بهذا (النفس اللوامة) مع العمل على التقليل من جزئية الكبر وتنمية التواضع فينا ونحن جميعاً بحاجة إلى اكتساب التواضع والبعد عن الكبر وما الحياة سوى درس طويل في اكتساب التواضع.
ومين لأبنك غيرك.. ابن وأعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك. الفتى ابن المواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي