توني بلير .. الجار الجديد المثير للجدل

توني بلير .. الجار الجديد المثير للجدل

لم يكن متوقعا أبدا أن يختار توني بلير الإقامة بالقرب من حي غالبية سكانه من العرب في قلب العاصمة البريطانية لندن .هذا الحي الذي تعبق حاناته برائحة النرجيلة وتنتشر فيه مطاعم الكباب ومحال الحلوى الشرقية في أجواء أشبه بالمدن العربية. وكان بعض الصحافيين قد توقعوا استقبالا مناوئا وصاخبا ضد بلير بسبب الحرب على العراق ونشر آلاف الجنود البريطانيين هناك. إلا أن عددا من سكان حي "أدجور رود" المنحدرين من دول عربية قالوا إنهم مستعدون للترحيب برئيس الوزراء السابق وعائلته الذين اشتروا منزلا كبيرا مطلا على ساحة كونوت سكوير وسينتقلون إليه بعد بضعة أسابيع. ويقول فادي جورج (42 عاما) إن إقامة بلير بالقرب من الحي ستعود بالمنفعة على رئيس الوزراء السابق حيث سيتمكن من أن يتصور جيدا دوره الجديد كمبعوث للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط. ويضيف فادي الذي يملك صالون حلاقة في المنطقة - قائلا "أنا مواطن بريطاني لكنني أيضا لبناني. وحين حصلت على الجنسية البريطانية، أقسمت أن أحترم هذا البلد، وهذه البلاد استقبلتني، فليس من اللائق أن أنتقدها". والمفارقة هي أن الشعور بعدم الارتياح قد يصدر من المقيمين الأوروبيين، الذين يخشون أن يؤدي وصول رئيس الوزراء السابق إلى تعزيز انتشار الشرطة وإقفال بعض المواقف والإجراءات الأمنية المشددة وحتى احتمال حصول اعتداءات.

ويطل منزل بلير - الذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر وتقدر قيمته بنحو 5.3 مليون يورو – يطل على ساحة كبيرة بالقرب من حي أدجور رود. ويمكن مشاهدة سيارات فخمة متوقفة بمحاذاة الحدائق الهادئة في وسط الساحة غير البعيدة عن حديقة " هايد بارك " الشهيرة . ويخشى بعض المقيمين في هذه المنطقة من تبديد هذا السكون بعد بضعة أسابيع. ولم تطمئنهم تظاهرة نظمها في الآونة الأخيرة ناشطو سلام أمام منزل بلير الجديد، وقد أشيع حتى إنه تم توزيع عريضة ضد انتقال بلير إلى هذه المنطقة. ويقول جي.بي فلورو الذي يعمل مستشار بلدي محلي إن البعض سعيد لمجيء بلير وعائلته والبعض الآخر ممتعض جدا، وهناك عدد لا بأس به يخاف على أمنه ومن الاحتمال أن توضع قنبلة مثلا. ولا يزال منزل بلير قيد الترميم وهو يخضع منذ الآن لمراقبة من الشرطة على مدار الساعة. وقد تم تركيب كاميرات مراقبة ومنع المقيمون في الجوار من استخدام بعض المواقف المعروفة بأنها نادرة في لندن.

ويقول فلورو: "أعتقد أن بعض المقيمين طلبوا تركيب زجاج مصفح للنوافذ".وفي حي أدجور رود، وعلى بعد بضع دقائق من كونوت سكوير حيث يسود السكون، تتعارض الأجواء كليا مع روائح اللحم المشوي التي تتسرب من المطاعم واللغة العربية التي تملأ الشارع الرئيسي. ويقول فايز البعيني (25 عاما) اللبناني الأصل، الذي يعمل في مقهى إن وصول بلير وعائلته يفرحه. ويقول وهو يقبض المال من الزبائن "إنه يقترب منا وهذه إشارة جيدة". وفي الشارع ذاته يقول فادي جورج وهو يشير بعينيه إلى مجموعة من الزبائن العرب يدخنون النرجيلة "إننا في بلد حر ويمكن للناس أن يتكلموا بحرية، لكن حين ننتقد يجب أن نقترح حلا".ويضيف "لا يمكننا أن نبقى طوال النهار ندخن النرجيلة وننتقد ما يجري في العراق...بل علينا أن نسأل ما الحل؟".

الأكثر قراءة