الأمن السياحي مرة أخرى

الأمن السياحي مرة أخرى

قبل سنوات طويلة كتبت في العزيزة "الرياض" مقالا اقترحت فيه إنشاء أمن للسياحة من واقع مشاهداتي وتجاربي في السياحة الداخلية وما هي عليه في الدول العديدة التي زرتها التي سبقتنا في هذه الصناعة. وأتذكر أن الأمير سلطان بن سلمان - الذي يقوم بجهود كبيرة لوضع أساسات حضارية لصناعة السياحة السعودية - عرض مشروع الأمن السياحي على وزير الداخلية الأمير نايف، سلمه الله، ولا نعرف تطورات المشروع حتى الآن.
ما دعاني لعرض هذا الشأن مرة أخرى غيرتي على السياحة الوطنية ومشاهدات مهتم بهذه الصناعة لديه خبرة متواضعة وطموح لأن نمتلك أميز السياحات الأخلاقية في العالم لأننا أهل لها. الموسم قبل الماضي قضيته متنقلا من جدة إلى مكة والباحة ومنتهيا في أبها الغائبة عن مبادرات المشاريع الاقتصادية العالمية رغم أجوائها المغرية. وبعد سياحة العام الماضي في ماليزيا ومقارنتها بأبها، أدركت أن الله سبحانه وتعالى منحنا أيضا طبيعة جميلة وأن ما ينقصنا هو عنصر الإدارة. عطلة هذه السنة أقضيها الآن في الطائف، وهي كـ (أبها) تتميز بالأجواء اللطيفة حيث العيش دون وسائل التكييف واستنشاق "ذعاذيع" (أي نسمات) رياح الشمال المشبعة برطوبة البحر وهي تمر فوق سفوح الشفا والهدى. أحسنت سياحة المنطقة بإقامة مشروع (قرية الكر السياحية)، حيث شاهدت العديد من السياح من منطقة الخليج العربي الذين أثارتهم تجربة العربات المعلقة فوق السفوح الشاهقة ومشاهدة معالم الطريق القديم للقوافل والمشاة والطريق الحديث للسيارات. قرية الكر السياحية جميلة وتحتاج إلى تطوير لتنافس المدن المائية العالمية، ولكنها تتفوق على كل المدن التي رأيت حول العالم بأن السائح يعود في ليلته للطقس الجميل في الأعلى. عودة إلى عنوان هذا المقال، فالعربات المعلقة في بداية انطلاقها من (قرية الكر السياحية) تمر فوق - وعلى ارتفاع منخفض - بالجلسة العائلية لبحيرة الأمواج الخاصة بالأطفال. وشاهدت بأم عيني سلوك الشريحة السيئة من الأحداث والمراهقين الذين أمنوا العقاب فأساءوا الأدب، فتراهم يصدرون الصيحات المقززة ويسكبون المياه والعصائر من نوافذ العربات المعلقة على العائلات. فهل يجرؤ أحد منهم أن يفعل ذلك خارج المملكة؟ تمنيت أن يكون هناك إجراء بسيط، رجل أمن (مناوب واحد) في محطة الهدى ولوحات في القرية تدعو السائح إلى التبليغ عند حدوث تعدي على خصوصيته. لكل عربة معلقة رقم، ورجل الأمن السياحي ينتظرهم في الأعلى، وعقاب مؤلم ولا نحتاج إلى إعادة صنع العجلة.

[email protected]

الأكثر قراءة