غيرة النساء تشغل الصراع بين 72% من الموظفات
تشتعل الغيرة النسائية في بيئة العمل بين الموظفات، إلى درجة يصعب معها في بعض الأحيان التغلب عليها, أو إيجاد حلول لها قبل أن تتفاقم، وتتكون على أثر ذلك الشللية بين أطراف الصراع، وفي دائرة العمل.
من هنا يرى متابعون، أن الغيرة النسائية في القطاع الخاص أكبر منها في القطاع الحكومي، بسبب المميزات الوظيفية التي تعتقد الموظفة أنه بإمكانها الحصول عليها إذا دخلت منافسة ما مع زميلات لها.
وتتفاوت نظرة التقييم للغيرة النسائية في بيئة العمل، فبينما يرى فريق أنها في صالح العمل وتطوره، يحذر فريق آخر من تبعاتها، وتأثيرها في العلاقات الإنسانية وفي جودة وكمية العمل المنتجة على المدى القصير والبعيد أيضا.
تعتقد قماشة العليان مديرة الإعلام التربوي في تعليم البنات في المنطقة الشرقية، أن الغيرة النسائية في بيئة العمل تتصاعد وتيرتها يوماً بعد آخر، رغم تقدم المستوى العلمي للموظفات، وقالت "لا اختلاف على أن الغيرة النسائية هي من الفطرة التي تُخلق عليها حواء، بيد أنها باتت مقلقة ومخيفة في أشكالها وآثارها في بيئة العمل النسائية السعودية، إذ إنها تصل إلى ما يشبه الحروب أحياناً بين موظفتين أو جبهتين، وهذا بالطبع يؤثر بشكل مباشر في الإنتاج اليومي ونجاح منظومة العمل ووصولها إلى الأهداف المرجوة".
وتضيف العليان "إن أسباب الغيرة النسائية في بيئة العمل كثيرة ومتشعبة، غير أنها ليست بالضرورة أن تكون أسباباً وجيهة، ربما تكون تافهة إلى أقصى مدى، بيد أن بعض الموظفات ينظرن إليها نظرة أخرى، ويرين فيها أشياء لا يراها غيرهن، وقد يلعب العناد لعبته بينهن، فتزداد حدة الغيرة والتنافس، وكأنهن في صراع حقيقي، الغلبة فيه لأصحاب النفس الطويل".
وتؤكد أن الغيرة النسائية تسيطر على 60 في المائة من موظفات القطاع الخاص، بينما تسيطر على 85 في المائة من القطاع الحكومي، مشيرة إلى أن بعض المسؤولين في القطاع الخاص يتعمد إشعال الغيرة النسائية بين الموظفات، ظناً منهم أن هذا الأمر ربما يصب في صالح العمل، وبالتحديد في زيادة الإنتاج، متجاهلين التأثيرات السلبية، وأخطرها إضاعة تركيز الموظفات في قصص الغيرة وتوابعها من مقالب تدبرها موظفة ما ضد الأخرى.
وتشير العليان إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع حالات الغيرة النسائية بين الموظفات، هي اللجوء إلى الحياد التام في حل الخلافات التي تنشأ من الغيرة، وتقول" حدثت خلافات كثيرة بين الموظفات العاملات في إدارتي، وسببها الرئيس الغيرة النسائية بينهن، وكنت أعتمد الحياد أسلوباً للتعامل مع هذه الحالات، وهذا أفضل حل للقضاء على أي خلافات دون الدخول في مهاترات وجدال لا فائدة منه".
وتشير العليان، باعتبارها أديبة سعودية أيضاً، إلى أن أعمالاً أدبية كثيرة تناولت الغيرة النسائية، سواء في القصص أو الروايات، وزادت"عنصر الغيرة النسائية كان أحد العناصر الأساسية للحبكة الروائية، واعتمد عليه مبدعون في إيجاد إنتاج أدبي مميز يحاكي واقع المرأة، سواء في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية".
من جانبها عدت خلود العامري المعلمة في المرحلة المتوسطة، الغيرة النسائية من الأشياء الفطرية التي تخلق مع كل امرأة, وقد تتعمق لدى البعض وتظهر في تصرفات يشوبها نوع من الغرابة, وتقول" لا بد من الاعتراف بأن الغيرة في بيئة العمل النسائية أكبر بكثير في بيئة العمل الرجالية بمراحل، موضحة أن أسباب الغيرة النسائية قد تتعلق بالملابس أو المكياج أو نسبة الصرف والإنفاق، أو الكلام الكثير عن الحسب والنسب أو لأي أسباب أخرى مشابهة، يراها البعض أنها تافهة جداً ولا تستحق كل هذه الغيرة".
وتضيف "أتذكر أنه وقع خلاف بين معلمتين بسبب الغيرة والتنافس بينهما على من تكون صاحبة الذوق الرفيع في اختيار الملابس وتناسقها، وكونت كل معلمة شلة خاصة بها تدعم موقفها، واستمرت المهاترات بينهن فترة من الزمن، إلى أن انفض الموضوع بالصلح بين المعلمتين الأساسيتين في الخلاف".
وتتناول علياء، مندوبة إعلان، قصتها مع زميلاتها في القسم الذي تعمل فيه وتقول" أعمل مندوبة إعلان منذ خمسة أشهر, وبدأت في عملي تحقيق دخل إعلاني فاق موظفات لهن من الخبرة سنوات وسنوات, ولم تمر ساعات قليلة من منحي مكافأة استثنائية من صاحب العمل، إلا وسمعت ما دبرته زميلاتي لي بخطف عملائي مني, وذلك عبر تخفيضات كبيرة يقدمنها للعملاء تفوق التخفيضات التي سبق أن قدمتها لهم, وأضافت علياء" أعترف أنهن نجحن في ذلك الأمر إلى حد كبير، ولم أحزن للأمر الذي كنت أتوقعه من زميلاتي وباركه صاحب العمل نفسه لإيجاد نوع من المنافسة بين الموظفات التي تضمن له ربحاً مالياً".