الأسهم الإماراتية تتكبد خسائر 11.5 مليار درهم في أسبوع

الأسهم الإماراتية تتكبد خسائر 11.5 مليار درهم في أسبوع

تكبدت الأسهم الإماراتية خسائر قيمتها 11.5 مليار درهم الأسبوع الماضي من جراء حالة عدم الرضا التي انتابت المستثمرين عن النتائج النصفية لشركة "إعمار" العقارية التي جاءت أقل من توقعات الجميع حيث سجلت نموا طفيفا نسبته 7 في المائة.
وأجمع محللون على أن الضغط الذي تعرضت له الأسواق منتصف الأسبوع جاء من سهمي "إعمار" في دبي و"بنك أبو ظبي التجاري" في أبو ظبي، على خلفية إعلان البنك عن تراجع أرباح النصف الأول بنسبة 19 في المائة، وهو ما دفع المستثمرين للبيع خوفا من انخفاض مشابه لأرباح بقية البنوك القيادية في أبو ظبي.
وأكدوا أن ظاهرة "الفرار الجماعي" عن طريق البيع العشوائي خوفا من انخفاض أكبر طالت المستثمرين الأجانب الذين ارتفعت مبيعاتهم عن مشترياتهم على الرغم من أنها اتسمت قبل إفصاح "إعمار" بارتفاع المشتريات عن المبيعات.

الهلع يعم السوق
وأكد المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية الدكتور همًام الشماع، أن التداولات سارت هادئة وضعيفة من حيث الحجم و القيمة خلال اليومين الأولين من الأسبوع تحسباً لحدثين منتظرين هما إفصاح "إعمار" عن نتائج النصف الأول وإدراج سهم "العربية للطيران", وما أن حل يوم الثلاثاء و جاءت الريح بما لا تشتهي السفنُ, المتمثل بإفصاح "إعمار", حتى راحت السوق تلقي بحملها من مكتسبات الفترة الماضية تحت ضغط التسييل لشراء "العربية للطيران" وتحت ضغط العوامل النفسية التي أفقدت صغار المستثمرين صبرهم وكذلك تحت ضغط المضاربين الذين يتصيّد بعضهم الفرصة السانحة لدفع صغار المستثمرين للتخلي عن أسهمهم بدافع الهلع الذي عم السوق كي يعيدوا شراءها ربما في الأسبوع القادم على أكثر تقدير "حيث نعتقد أن السوق ستشهد تحسناً ملموساً ظهرت معالمه مع الاستقرار النسبي الذي سجله مؤشر سوق الإمارات والتحسن النسبي الذي سجله مؤشر سوق أبو ظبي في نهاية جلسة الخميس" قياساً ببداية الجلسة حيث أقفل منخفضا بنسبة 0.4 في المائة بعد أن كان قد وصل في بداية الجلسة إلى 1.5 في المائة.
وأوضح أنه رغم أن أرباح "إعمار" جاءت أقل من المتوقع وأقل مما كانت عليه في الربع الأول إلا أننا نعتقد أن إفصاح "إعمار" بحد ذاته لم يكن السبب في تراجع السوق بقدر ما أن الإفصاح جاء في وقت نفذ فيه صبر السوق من انتظار نتائج صفقة "إعمار ـ دبي القابضة" التي طال انتظارها أكثر مما يجب, بحيث كان الإفصاح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال حيث انتقلت الآثار النفسية حتى إلى الشركات العقارية في سوق أبو ظبي.

الفرار يطال الأجانب
وأشار الشماع إلى أن المضاربين المتصيّدين للفرص قاموا بعمليات بيع واسعة أدت إلى تعزيز سلوك الفرار الجماعي الذي لا ينظر إلى الخلف مراجعاً مضاعفات الربحية المنخفضة لهذه الشركات. وطبعاً فإن مصداقية هذا الرأي سوف تكون أمام المحك عند حدوث ارتفاع في المؤشر العام لسوق أبو ظبي وفي مؤشر القطاع العقاري خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال "نعتقد أن هذا التحسن سينجم عن مضاعفات الربحية المنخفضة التي تجتذب المحافظ الاستثمارية وبالأخص الأجنبية منها والتي كان لها الدور الأساسي في الحيلولة دون حدوث تراجع أكبر مما شهدناه على أسهم القطاع العقاري يوم الأربعاء حيث استطاع سهم "الدار العقارية" المحافظة على نسبة انخفاض تقل عن نسبة انخفاض السوق غير أن استمرار الأثر النفسي أدى إلى تراجع سهم "الدار" ربما بتأثير مُفتعل من قبل بعض المحافظ التي تريد أن ترى أكبر شركة عقارية بعد "إعمار" لا تختلف عنها في التراجع مما دفع سهم "الدار" للتراجع وخسارة نحو 23 فلس في بداية ووسط التداول ولكنها استطاعت أن تقفل على نصف تلك الخسارة عند مستوى 13 فلس فقط.
واستطرد قائلا " لم يقتصر سلوك الفرار الجمعي على المستثمرين المحلين بل شمل حتى قلة من المستثمرين الأجانب ممن فاجأهم إفصاح "إعمار" فيما يفترض بهم الثبات النسبي عند الدخول, فقد تراجع الاستثمار الأجنبي في سوق أبو ظبي يوم الثلاثاء وبلغ سالباً بقيمة 8.3 مليون درهم بعد أن كان قد سجّل يومي الأحد والإثنين صافي استثمارات بقيمة 36.5 مليون درهم و 27.5 مليون درهم على التوالي, غير أن هذا التراجع الذي يقل بكثير عن صافي الزيادة الموجبة يؤكد حقيقة أهمية هذا الاستثمار ودوره في استقرار المؤشر ودفعه للارتفاع بصورة مستقرة, خصوصاً أنه قد استفاق من الصدمة في اليوم التالي لتصبح استثماراته موجبةً من جديد بمقدار 3.6 مليون درهم وأسهم مع الاستثمار العربي ومع المحافظ الاستثمارية المحلية في رفع صافي الاستثمار في سوق أبو ظبي إلى 30.7 مليون درهم يوم الأربعاء مقابل 76 مليون درهم صافي الاستثمار السلبي للأفراد الذي يمثل الفرار الجماعي.
وطبقا للشماع فقد خرجت استثمارات بقيمة 45 مليون درهم من سوق أبو ظبي في فرار جماعي من إجمالي استثمارات أجنبية دخلت السوق بقيمة 59.3 مليون درهم على مدار الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع أسهمت في استقرار المؤشر وقللت من الخسائر في القيمة السوقية عندما تعرضت السوق لهزّات ذات طبيعة نفسية كالتي شهدناها يوم الثلاثاء, الأمر الذي يستوجب توفير البيئة الملائمة لاستقطاب المزيد منها لأسواق الدولة خصوصاً أن طبيعة الاستثمارات المهاجرة تكون ذات نظرة استثمارية أطول مدى من الاستثمارات المحلية سريعة التنقل بحثاً عن الأرباح الرأسمالية, مما يساعد على تجنّب الهزّات والانخفاضات التي يسببها السلوك الجمعي للاستثمار المحلي المتأثر غالباً بالإشاعات التي يفتعلها بعض المضاربين بغية تحقيق مكاسب على حساب صغار المستثمرين.
وأكد الشمّاع أن الظروف الحالية مواتية في الوقت الحاضر لاستقطاب مزيد من الاستثمار الأجنبي غير المباشر وذلك لعدة أسباب، أولها أن الأصول الدولارية والمقومة بالدولار تخشى المزيد من التدهور في قيمة العملة الأمريكية وهي تسعى للهروب بحثاً عن التوظيف الآمن بأصول مقومة بعملة أكثر استقرارا وهناك شعور باحتمال تسارع اتجاه تحوّل المحافظ الاستثمارية من الولايات المتحدة إلى منطقة اليورو كما أنه من غير الواضح الكيفية التي سيؤثر بها انهيار سوق الائتمان الأمريكي في معدل التبادل بين اليورو والدولار, وقد يكون الدرهم الإماراتي, إذا ما خرج من جلباب الدولار, هو الملاذ الأكثر ملاءمة لهذه الاستثمارات.

العربية للطيران تخالف التوقعات
الأمر ذاته يؤكده المحلل المالي محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم ويضيف أن السوق تأثر سلبا بشكل رئيسي بإعلان أرباح الربع الثاني لشركة "إعمار" العقارية التي كانت أقل من توقعات معظم المحللين، مما هبط بالسهم بحدود 7 في المائة منذ يوم الثلاثاء الماضي ليصل إلى 11.2 درهم كما كان لإعلان بنك أبو ظبي التجاري لأرباح النصف الأول من العام التي انخفضت بنسبة تجاوزت 19 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي أثر سلبي آخر في السهم بشكل خاص وأسهم قطاع البنوك في سوق أبو ظبي بشكل عام، حيث تخوف العديد من المستثمرين من أن تكون نتائج البنوك الكبيرة خاصة، والتي لم تعلن نتائجها حتى الآن سلبية وأقل من توقعات المحللين مما سيكون له آثار سلبية في أسعار أسهمها التي تراجعت بشكل ملحوظ استباقا من البعض لإعلانات تلك الشركات.
وفي اعتقادنا أن تتابع تلك الإعلانات السلبية كان له أثر سلبي في نشاط الأسواق المالية ومؤشراتها السعرية الرئيسية، إضافة إلى انخفاض نشاط المضاربين اليوميين مما أدخل الأسواق في مرحلة جني أرباح أتت أسرع من المتوقع، حيث كان العديد ينتظرونها في آب (أغسطس) المقبل.
وأوضح أن إدراج سهم شركة العربية للطيران، أسهم في تنشيط التداولات في سوق دبي المالي بأكثر من مليار درهم فقد تداول بمستويات أعلى من توقعات البعض المتشائمة قبل الإدراج ووصل لأسعار تراوحت بين 1.13- 1.09 درهم للسهم، بعائد على المكتتبين قارب 10 في المائة خلال أربعة أشهر تقريبا، أو ما يعادل عائد سنوي يقارب 30 في المائة.

الأكثر قراءة