تفاقم ظاهرة استدعاء السيارات في دول الخليج بسبب العيوب الفنية والتصنيعية
تزايدت في الآونة الأخيرة حالات استدعاء السيارات من قبل وكلاء بعض العلامات والموديلات والأنواع لوجود عيوب فنية وتصنيعية، والخشية أن تتحول هذه الحالات التي تشمل آلاف السيارات العاملة في الإمارات وعموم منطقة الخليج العربي إلى ظاهرة متفشية، لا تقتصر على الإمارات التي تملك آلية وجهازا للمتابعة من خلال إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وإنما تشمل بقية دول الخليج التي ربما تعاني بصمت من هذه المشكلة، لكن قد تفتقر لآلية المتابعة ووجود جهاز متخصص، الأمر الذي قد يشكل خطرا كامنا على مالكي ومستخدمي السيارات التي تعاني من عيوب فنية وتصنيعية.
وسلط الضوء على مشكلة العيوب الفنية للسيارات في الإمارات أخيرا بعد أن وجهت إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، وفي ظرف عشرة أيام، خطابين منفصلين إلى وكيلي شركة جنرال موتورز للسيارات، ووكيل شركة هوندا موتورز اليابانية للسيارات في الإمارات حول إعلانيهما استدعاء عدد من السيارات من السوق المحلية لوجود عيوب تصنيعية فيها.
وأثيرت تساؤلات حول أسباب ازدياد حالات العيوب الفنية والتصنيعية، وهل الأمر مقتصر على السيارات الواردة إلى منطقة الخليج العربي؟ وهل للمناخ الحار والرطب في المنطقة علاقة بتكرار وازدياد هذه الحالات، أم أن الأمر مرتبط بعلاقة الوكيل مع الجهة المصنعة وعدم التدقيق في المواصفات؟ وغيرها من الهواجس والأسئلة.
ويرى طارق دياب مدير معرض سيارات بينتلي في أبو ظبي، أن العيوب الفنية والتصنيعية لا علاقة للوكيل بها من قريب أو بعيد، وأن الأمر برمته مرتبط بالمصانع التي لا يجوز أن تخرج سيارة من تحت سقف مصانعها دون التأكد من جاهزيتها 100 في المائة، مستبعدا أن يكون للمناخ والجو الخاص بمنطقة الخليج علاقة بالعيوب الفنية والتصنيعية.
وكشف الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الإماراتية، أن وكيل شركة جنرال موتورز في الإمارات "جي. إم. أوفر سيز دستربيوشن كورب" أفاد بوجود أعطال في سيارة شيفروليه أفيو سيدان موديل 2007 المزودة بمحرك سعة 1.4 لتر، مضيفا أنه تم استدعاء 1488 سيارة من هذا النوع لإخضاعها لعملية الصيانة، وتم إنجاز 763 منها، مطالباً المستهلكين ممن يمتلكون أنواع السيارات نفسها بأن يراجعوا مراكز الصيانة لغرض إجراء الفحص على سياراتهم أو الاتصال بمركز الخدمة في شركة جنرال موتورز.
وتم تشخيص العطل في حالة الاختبار لتصادم عنيف من الجهة الأمامية للسيارة، بعد أن لوحظ حدوث تشقق في الأنبوب الناقل للوقود إلى المحرك، إضافة إلى إمكانية حدوث قطع في الدائرة الكهربائية، ما يسبب نضوب الوقود. وفي حالة حدوث تصادم حقيقي فيمكن أن يؤدي الأمر إلى احتراق السيارة إذا تسربت كمية من الوقود إلى الأرض وحصول شرارة كهربائية.
وأكد ماني سورييل المدير الإقليمي للخدمات في قسم عمليات الشرق الأوسط في شركة جنرال موتورز، الالتزام بقرار الوزارة المتعلّق بالإعلان عن الاستدعاءات الخاصة بالسلامة، وتأمين قطع الغيار وإعلام الوكلاء بضرورة الاتصال بزبائنهم على وجه السرعة، وإجراء الفحص والتصليحات مجاناً.
وسبق أن وجهت إدارة حماية المستهلك خطاباً إلى شركة الفطيم للسيارات، وكيل شركة هوندا موتورز اليابانية للسيارات، حول إعلانها استدعاء 4545 من سياراتها من السوق المحلية في الإمارات لوجود عيوب تصنيعية فيها. وتم تشخيص العطل باندفاع المادة العازلة داخل المبادل وتقييد سلك الملف، ما قد يؤدي في حال تشغيل المبادل إلى حصول عملية تمدد وتقلص للسلك بسبب الحرارة المتولدة عن الكهرباء تؤدي بالتالي إلى انثناء السلك بشكل متكرر وحدوث تمزق بسبب الإجهاد، ما يقود إلى تعطل المحرك.
وأوضح الدكتور النعيمي أن وكيل شركة هوندا في الإمارات أفاد بوجود 4545 سيارة من صنع الشركة في السوق المحلية، وأن الشركة سحبت 541 سيارة منها، حيث تم إخضاعها لعملية الصيانة. وأضاف النعيمي أن على المستهلكين ممن يمتلكون أنواع السيارات المذكورة مراجعة مراكز الصيانة لإجراء الفحص على سياراتهم.