الابتكار: السبيل الوحيد للنجاح في الأسواق العالمية
كان هناك عاملان أساسيان في النمو الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية. هذان العاملان هما رأس المال والعمالة. ومن ثم ركز الاقتصاديون في هذه الفترة على سياسة الاقتصاد الكلي بغرض تشجيع الاستثمار في رأس المال، في حين وجهت المؤسسات الاجتماعية مثل التعليم اهتمامها نحو إنتاج قوى عاملة مؤهلة للعمل في اقتصاد يتكون من مصانع كبيرة.
بيد أنه في النظم الاقتصادية المتقدمة أدت العولمة والتكنولوجيا إلى إحداث تحول في توجه الاقتصاد نحو المعرفة وبعيدا عن رأس المال، حيث أمكن تحويل رأس المال إلى أماكن أقل تكلفة عن طريق نظام تعاقدات التوظيف الخارجية. ومن ثم فقد كان اقتصاد العمل الحر هو الاستجابة الاستراتيجية لهذا التحول.
يربط الكتاب بين ثقافة العمل الحر والنمو الاقتصادي على مستوى شركات فردية أو مناطق جغرافية بأكملها. من النتائج التي توصل إليها الكتاب أن العمل الحر يسهم في النمو الاقتصادي عن طريق عمله كقناة لنقل المعرفة وبثّ المنافسة في الأسواق من خلال الأفكار الجديدة وزيادة كمية التنوع في السلع والخدمات المعروضة في السوق.
يرى مؤلف الكتاب أن اعتناق الشركات الغربية لروح الابتكار هو السبيل الوحيد للنجاح في الأسواق العالمية. ويؤكد أن ظاهرة التعاقدات الخارجية ستستمر في الانتشار طالما أن الوظائف التي تتضمنها روتينية متكررة، إلا أن الشركات الغربية التي تقدر الأفكار الجديدة وتفهم طبيعة التسويق المستهدف وتعاون المجتمع يمكنها أن تزدهر في ظل التوظيف المحلي التقليدي.
يستعرض الكتاب تحول الولايات المتحدة وأوروبا من الاقتصاد الذي تتحكم فيه الحكومة في فترة الحرب الباردة إلى عصر العولمة، وحتى ما يسميه الكتاب بعصر مجتمع العمل الحر. يدعم هذا المناخ الاقتصادي الشركات التي تتميز بقابلية كبيرة للتأقلم واستهداف حاجات متخصصة للمستهلكين.
يعتمد الكتاب على بحث أجراه المؤلف يربط عددا من الشركات الناشئة في المجتمع بفعاليته الاقتصادية. وكانت النتيجة التي توصل إليها هذا البحث هي أن الصناعات يجب أن تتبني عقلية العمل الحر من أجل الاستمرار والبقاء. فإذا ما كانت الميزة التنافسية للشركة قائمة على أساس التكلفة الأقل، وهو الفكر الذي تتبناه الأجيال القديمة، فلن تتمكن من الاستمرار، وإنما عليها أن تركز على الابتكار والتفكير بطريقة مختلفة عن منافسيها في السوق، حيث يعاني جيل المواطنين ممن تجازوا الأربعين من عمرهم في فهم التغيرات التي طرأت على الاقتصاد خاصة ظاهرة العولمة، فقد نشأوا في ظل النجاح الاقتصادي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت فيها الشركات الكبرى هي المتحكمة في الاقتصاد. وأدت محاولة أفراد هذا الجيل للعب بالقواعد القديمة إلى حالات الفشل على المستوى الفردي والمؤسسي.
Title: The Entrepreneurial Society
Author: David B. Audretsch
Publisher: Oxford University Press, USA
ISBN-10: 0195183509
June 2007
Pages: 248