السيدات يفضلن مناطحة الأبقار بدلا من الثيران
لن يمكنك أن ترى مثل هذا المشهد إلا في دولة واحدة من دول العالم، إنها إسبانيا التي يغرم شعبها بكل أنواع وأشكال التناطح والتسابق والتباري مع الثيران.المسابقة هنا ليست في مصارعة الثيران داخل الحلبة المعتادة التي تفصل فيها الأسوار الجمهور عن المصارع والثيران لكن المسابقة هنا تعتمد على وجود الجمهور والثيران معا في مسار محدد في شوارع المدينة التي تجرى فيها المسابقة التي يطلق عليها اسم "الركض مع الثيران" يفضل الإسبان أن يطلقوا عليها اسم مهرجان سان فيرمين.
وعلى مدار خمسة أيام حتى الآن في مدينة بامبيلونا الإسبانية تنطلق الثيران إلى شوارع المدينة بسرعة وتركض في مسارات ضيقة ومكتظة بالمغامرين الذين يحاولون عرقلة حركتها وتنتهي هذه المسارات التي يبلغ طولها نحو 800 متر تنتهي إلى ساحة لمصارعة الثيران. واصطف آلاف المشاركين في الشوارع وهم يرتدون شارات حمراء ملفوفة حول رقابهم حيث طاردت الثيران مئات المغامرين في الشارع. وتعقد خلال المهرجان ثماني جولات ركض ويتوقع المنظمون أن يتجاوز عدد حضور المهرجان الذي بدأ في السابع وينتهي في الخامس عشر من الشهر الجاري - مليون شخص .و في تحول جديد لمراسم المهرجان أرادت مجموعة من النساء الإسبانيات أن تكون لهن طريقتهن الخاصة في المهرجان حيث فضلن الركض مع مجموعة من الأبقار فقط بدلا من الثيران. وسمح للنساء بالمشاركة في مهرجان سان فيرمين منذ عدة أعوام إلا أنهن مازلن يمثلن أقلية ضئيلة بين آلاف المشاركين الذين يراوغون ثيرانا تزن 600 كيلوجراما بطول الطريق
أما السائحون فإن معظمهم اكتفى بالمشاهدة والمراقبة من بعد وبعد اتخاذ تدابير الاحتياط الكفيلة بألا يعلق أحد منهم في قرن ثور منطلق. لكن قليلين أبوا إلا أن يخوضوا التجربة بأنفسهم. ومنذ بدأت أول مسابقة للمهرجان في عام 1924 قتل 13 شخصا وكان آخر ضحية لهذا لمهرجان رجل أمريكي قتل عام 1995. والركض مع الثيران تقليد قديم يعود إلى القرن السادس عشر واكتسب مهرجان سان فيرمين شهرة عالمية بعد أن ورد في رواية ارنست همنجواي عام 1926 "الشمس تشرق أيضا".