أفلام "السيكول".. العبرة ليست في النهاية غالبا!

أفلام "السيكول".. العبرة ليست في النهاية غالبا!

لفت انتباهي في الفترة الأخيرة كثرة الأفلام التي أغلبها تكون "سيكول" (وهي مفردة تعني أنها الجزء الثاني من الفيلم) في البوكس أوفيس الأمريكي لهذا الأسبوع أو الأسابيع التي قبلها، مثل "الرائعون الأربعة II" و"إيفان المسيطرII " وكذلك الأفلام التي لها أجزاء ثلاثة من أمثال "أوشن 13 III"، و"قراصنة الكاريبي نهاية العالم III"، ما جعلني أتذكر كلام الممثل الكبير هاريسون فورد في إحدى مقابلاته، "ميزة أفلام السيكول أن الجمهور يعرف ما يختار وماذا يريد أن يشاهد"، وهذا الكلام رائع لكن هناك بعض الجماهير يعارضون هذه الجملة ومعارضتهم قد تكون في محلها، ولكن لماذا المعارضة؟
بلا شك توجد أفلام "سيكول" تستحق المشاهدة وتوجد أفلام كذلك من النوعية نفسها لا تستحق حتى ذكر اسمها من فشلها، ولكن توجد أفلام الجزء الأول منها فاشل والثاني رائع والتاريخ السينمائي يثبت هذا. إذن هل كانت جملة السيد هاريسون فورد صحيحة 100 في المائة، أم توجد فيها نسبة خطأ؟
في عام 1972م أنتج فيلم سينمائي مقتبس من رواية ماريو بوزو التي تحمل اسم "العراب" Godfather، الذي صنف أنه من أفضل الأفلام السينمائية بلا منازع، وذلك لروعة قصته وإبداع مخرجه الكبير فرانسيس فورد كوبولا، وتميز طاقم التمثيل فيه ومنهم مارلون براندو وآل باتشينو. الفيلم يحكي في الجزء الأول قصة زعيم عصابة مافيا يحاول حماية عائلته وأعماله، ثم يخلفه ابنه المسالم في العمل، ويصبح الزعيم الجديد للعصابة بعد وفاته. هذا الفيلم حقق نجاحات باهرة في تلك الفترة مما جعل المخرج والمنتجين يصرون على إنتاج جزء ثان للفيلم عام 1974م، وجزء ثالث عام 1991م، مواصلا في الأجزاء الثلاثة نجاحاته المبهرة.
"العراب" إذن يثبت صحة جملة الممثل هاريسون فورد ولكن في 1984م أنتج الجزء الأول من فيلم الأكشن الشهير TERMINATOR، من إخراج جيمس كاميرون وبطولة حاكم ولاية كاليفورنيا حاليا أرنولد شوارزنيجر، ويحكي قصة رجل آلي يرسل في حقبة الثمانينيات لكي يقتل امرأة ستلد طفلا يُعتقد أنه سيكون قائدا لجماعة ستحارب جيشا من الآليين في حرب طاحنة، إلا أن الفيلم لم يحز كثيرا إعجاب المشاهدين رغم المجهود الخرافي الذي بذله المخرج والعاملون في هذا الجزء، إلا أنه في الجزء الثاني من الفيلم الذي أنتج عام 1991م عاد المخرج جيمس كاميرون لإخراج الفيلم بشكل جميل ورائع، وبتعاون مع مبدع المؤثرات البصرية ستان واتسون الذي حاز جائزة الأوسكار عن عمله في هذا الجزء لأفضل مؤثرات بصرية، وكذلك بطله أرنولد شوارزنينجر الذي ظهر بأداء يفوق الخيال مما جعل الفيلم في ذلك الوقت رقم واحد بلا منازع. وفي عام 2003م عاد لنا وأنتج الجزء الثالث من TERMINATOR، ولكن بمخرج آخر (جوناثون موستو) أكمل النجاح الذي حصده الفيلم في جزئه الثاني.
وفي عام 2001م أنتج الفيلم الشهير عالميا "أوشن 11" من إخراج ستيفن سودربيرج، وبطولة جورج كلوني وبراد بيت وأندي جارسيا ومات دايمن، إذ حقق نجاحات باهرة، فوصلت إيراداته في الأسبوع الأول من عرضه 148 مليون دولار، ولكن الأجزاء الأخرى من الفيلم "أوشن 12" و"أوشن 13" حققت خيبة أمل كبيرة، فخرج الفيلمان دون أي إثارة تذكر، وتدنى المستوى عن الجزء الأول الذي كان مليئا بالحماس والمتعة، رغم أنه من بطولة نجوم كبار كما ذكرت، ورغم تدعيم الجزء الثالث بالممثل المخضرم "آل باتشينو" ولكنه لم يحقق المراد منه، حيث لم يحقق في الأسبوع الأول من عرضه سوى 37 مليون دولار.
وفي عام 2003م أنتج الفيلم المشهورPIRATES OF CARIBBEAN للمخرج جور فيربنيسكي، ومن بطولة الممثل جوني ديب وأورلاندو بلوم وكيرا نايتلي، وحقق الجزء الأول إيرادات كبيرة بلغت 650 مليون دولار، رغم أن بعض النقاد استخفوا به في البداية، ولكنه أثبت العكس، وفي الجزء الثاني عام 2006م Pirates of the Caribbean Dead Man's Chest فشل ولم يحز إعجاب الكثيرين من نقاد وجمهور رغم تحقيقه رقما قياسا في الافتتاحية، إذ حقق 136 مليون دولار خلال أسبوع واحد، ولكن الرقم الأكبر تراجع إلى 423 مليون دولار في النهاية. وعام 2007م عاد من جديد Pirates Of The Caribbean At World's End متلافيا الأخطاء في الجزء الثاني، إلا أن رأي النقاد والجمهور انقسم إلى مادحين ومنتقدين.
الممثل هاريسون فورد نفسه قدم في عام 1981م فيلمه الشهيرRaiders of the Lost Ark (إنديانا جونز) من إخرج ستيف سبيلبرج، الذي يحكي عن عالم آثار مغامر، وحقق الفيلم آنذاك نجاحات باهرة مما شجع على إنتاج الجزءين الثاني والثالث، وواصلوا مسيرة النجاحات، والآن هو بصدد القيام ببطولة الجزء الرابع، وسيكون من إخراج سبيلبرج كذلك، إذن لا تجعل نجاحاتك مقياسا لقاعدة عامة لجمهور السينما العالمية!

الأكثر قراءة