موقع "بطالة" يسعى إلى إيجاد حلول للشباب تقيهم الانحراف

تعد مشكلة البطالة من أكثر المشكلات التي يعانيها السعوديون سواء كانوا إناثا أو ذكوراً, وفي بلد تصل نسبة البطالة فيه إلى 88 في المائة، وهي النسبة التي تشغلها العمالة الأجنبية الوافدة بينما لا تشكل العمالة السعودية سوى ما نسبته 12 في المائة فقط في سوق العمل السعودية بحسب آخر الإحصائيات الحديثة. من هذا المنطلق قررت مجموعة من الشباب استخدام التقنية وتصميم موقع بعنوان "بطالة" www.btalah.com وسط عشرات مكاتب ومواقع التوظيف المنتشرة ليقرب بين الشباب الذين يعانون المشكلة ويعمل حسب قولهم, على إيجاد حلول تقيهم الانحراف وأذية المجتمع, فكما تؤكد إحدى الدراسات أن 69 في المائة من السجناء في السعودية ترجع أسباب سجنهم إلى عدم توافر وظيفة أو مصدر رزق لهم، وأن 85 في المائة تعرضت أسرهم لانحرافات سلوكية بسبب غياب ولي الأمر.
"الاقتصادية"حاورت محمد سلمان مشرف منتدى "مشاكلك في العمل" في الموقع للتعرف على ما قدمه الموقع في حل تلك المشكلة وهل أسهمت التقنية في التخفيف من مشكلة البطالة بالنسبة إلى الشباب أم لا؟! الذي وصف شركات القطاع الخاص بأنها لا تخدم المواقع الشبابية ولا تدعمها, قائلا: إن الهدف من الموقع التقريب بين الشباب وإشعارهم بوجود غيرهم ممن يشعرون بمشكلاتهم لكيلا ينحرفوا ويسيروا في طريق خاطئ ويؤذوا مجتمعهم وأنفسهم, مناديا بتجاوب صناع القرار والمسؤولين مع ما ينشر في المنتدى لنصبح في مصاف الدول المتقدمة, فهو حلقة الوصل بينهم وبين الشباب.. مزيد من التفاصيل في الحوار التالي:
 ما هدف منتدى "البطالة"؟
يهدف المنتدى إلى التقريب بين الشركات وطالبي العمل أو مساعدة العاطلين عن العمل على الوصول للشركة أو المؤسسة بصورة أسرع. واستقطاب الكثير من الشركات في المنتدى بإرسال دعوات إليهم للمشاركة في المنتدى والبحث عن الكفاءات المطلوبة لدينا في المنتدى. وأيضا توعية طالبي العمل أو العاطلين عن العمل بطريقة التقديم للوظائف أو البحث عن وظيفة وطريقة عمل السيرة الذاتية وكيفية المقابلة الشخصية للمرة الأولى لأن البعض يجهل الكثير من الأمور في التقديم للوظيفة وكيفية المقابلة مع المديرين وما الأوراق المطلوبة لذلك؟
كيف وجدت تجاوب زوار المنتدى؟
بصراحة الفتيات أكثر تجاوبا ربما لأن الإنترنت هو المتنفس الوحيد لهن وربما لأنهن يعانين مشكلة البطالة أكثر من غيرهن.
ما أكثر المشكلات التي ترد إليكم؟
أهم المشكلات التي ترد إلى منتدانا تكمن في المدير أو المشرف الأجنبي على الموظفين وتدني الأجور التي تصل في بعض الشركات إلى 700 ريال شهريا وزيادة ساعات العمل إلى عشر ساعات أو تسع دون وجه حق أو إعطاء بدل إضافي والعمل في غير المنصوص عليه في العقد مثل الموظف في مهنة استقبال يستخدم للحراسة أو مراسل أو سكرتير ليس هناك مانع للبعض من الشركات في ذلك والمعاملة السيئة من قبل المديرين للموظفين برفع الصوت أو التجريح أو التشكيك في أمانته الأخلاقية, إضافة إلى سياسة التطفيش التي تنتهجها بعض الشركات حيال موظفيها في أمور كثيرة, مثل التأخير لوقت بسيط صباحا يحسب يوما كاملا, وهذا مخالف للنظام, وتأخير الرواتب من بعض الشركات للموظفين دون عذر مقبول لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر وبعض ما ذكر من الأمور مخالفة لنظام العمل والعمال في السعودية.
هل تكتفون بالاستماع أم تسهمون في الحل؟
نحن نساعد بقدر ما نستطيع من توجيه لصاحب المشكلة بالتوجه للمكان الصحيح وأصحاب القرار في الدولة وبعضهم يجد الحل السريع والتجاوب معه والآخر يترك الأمور معلقة لأنه فقد الأمل في الحل.

في رأيك هل تسهم التقنية في حل التوظيف والبحث عن فرص وظيفية؟
أؤيد فكرة التقنية في حل كثير من المشكلات وليس بالبحث عن وظيفة فهي مفيدة الأمور الحكومية كلها الجوازات والمرور والبلدية وغيرها لأنها تسهل الكثير من الأمور الروتينية وتبعدنا كثيرا عن البيروقراطية المنتشرة كثيرا في الدوائر الحكومية والشركات أيضا.

هل تملكون استبيانات بأسماء من وجدوا عملا عن طريق المنتدى؟
للأسف هذه الفكرة غير موجودة إلى الآن ولكن أعتقد أنها مطروحة للنظر في القريب العاجل من قبل إدارة المنتدى لأنها تشجع البعض على المحاولة والإصرار على الوصول للوظيفة المطلوبة.

يوجد الكثير من المنتديات الذي يناقش المسألة نفسها هل لاحظت أن كثرتها لها أثر إيجابي بالفعل؟
نعم بالطبع, فالكثرة تعني القوة ولا تعني الضعف لأن التعاون في ذلك من العمل الإنساني للمجتمع ونحن في تلك المنتديات نتنافس ليس للكسب ولكن للأجر والثواب من رب العالمين.

ما طموحاتك التي تتمنى تنفيذها على أرض الواقع للمنتدى؟
أتمنى إشراك صناع القرار في المنتدى للرد على أسئلة الجمهور. والتفاعل مع المشكلات التي يطرحها المنتدى فأحيانا يكون صناع القرار في بوتقة منعزلين عما يدور للشباب والمنتدى بمثابة حلقة الوصل التي آمل من المسؤولين التواصل معها.

كيف ترى دعم الشركات والقطاع الخاص مثل تلك المنتديات؟
أعتقد أن القطاع الخاص غائب عن موظفيه في داخل المنظمة من تدريب وتطوير وتحفيز وترقية وزيادة في الراتب سنويا حتى أنني أشبه القطاع الخاص لدينا بالأشياء التي تكون جميلة شكلا وغائبة مضمونا. فكيف له أن يهتم بمشاريع خارجية. ممكن إذا لملم جراحه يستطيع أن يشارك معنا.

هل توجد خطط مستقبلية تنوون تنفيذها؟
نعم هناك الكثير من الخطط المستقبلية كإضافة أقسام جديدة للمنتدى لخدمه العاطلين, مثل إرسال الوظائف على الجوال والإيميل والمشاركة الفاعلة في الملتقيات والندوات التي تهتم بالبطالة والعاطلين عن العمل.