احتساب الراتب التقاعدي

احتساب الراتب التقاعدي

يستحق الموظف معاشا تقاعديا عند نهاية خدمته المدنية في خمس حالات، أختار منها لحديث اليوم المحال للتقاعد لبلوغه سن الـ 60 مهما كانت خدمته مالم تقل عن سنة واحدة، حيث نص النظام على استحقاقه معاشا يعادل الراتب الأساسي × عدد سوات الخدمة ÷ 40، وهو ما يعني استحقاق من أكمل الخدمة النظامية في الدولة لكامل راتبه قبل التقاعد، وهذه أجمل مكافأة يتلقاها الموظف في عامه الـ 60 بعد أن يكون قدم خلال عمله الحكومي أجمل أيام شبابه قبل أن يصل لهذه الصفة التي تقرن بالتقاعد مباشرة.
حديثي اليوم ليس عن سن التقاعد الذي يكثر الحديث عنه منتصف كل عام بإيعاز أو تأثر بحال من سيترك مقر عمله بلا رجعة إلا أن يكون زائرا أو مراجعا. بل عن نظرية الراتب الأساسي في 40÷40= راتب الموظف الذي أقرته وزارة الخدمة المدنية من دون أن تستطيع تطبيقه على أي من الموظفين، مما يوحي بخلل في النظام أو تناقض سببه أن معالجة هذه المعادلة يحتاج إلى تغيير كامل، يشمل سن بلوغ التقاعد أو عدد سنوات الخدمة التي يستحق بعدها الموظف أن يتسلم راتبه الكامل بعد إحالته للتقاعد. كما تعني أيضا أن الموظف الذي أمضي 40 عاما في الخدمة يستحق راتبا كاملا بعد إحالته للتقاعد.
وفي الوقت نفسه تسمح بالتنازل وترفض الارتقاء لعدد السنوات، فلو افترضنا جدلا أن "زيد" التحق بالعمل الحكومي قبل بلوغه عامه الـ 20، فإن خدمته ستتجاوز 40 عاما. وهذا يعني أنه تحت هذا البند المتوقف من دون تطوير سيكمل عمله بعد خدمة 40 عاما وقبل بلوغه سن الستين عام كتحصيل حاصل متضررا بما يتم خصمه من الراتب الأساسي لصالح مصلحة معاشات التقاعد بعد إكمال المدة الزمنية المحددة بـ 40 عاما.
إن أمر إكمال 40 عاما في الخدمة أصبح من المستحيلات، لأن إكمال المدة التي يستحق الموظف بعدها راتبا تقاعديا كاملا مدة متناقضة، وأنظمة وزارة الخدمة المدنية التي حددت بلوغ سن 60 سنة للتقاعد لأن الموظف المتخرج من إحدى الجامعات أو الكليات أو حتى المعاهد سيلتحق بالعمل في منتصف عقده الثالث "بضع وعشرون عاما". وهذا يبين أن أيا من الموظفين خاصة من يحملون شهادات علمية فوق الثانوية العامة، لن يتمكنوا من تحقيق نظرية 40×40. لأن خدماتهم لن تصل إلى 40 عاما وبالتالي سيكون تكريمهم عند سن التقاعد خصم نسبة من مرتباتهم بدل تكريمهم عن ما بذلوه أثناء تأدية أعمالهم.
وإن كان لي من رأي يجول في خاطري مثلما لك رأي يجول في خاطرك أثناء إطلاعك على هذه السطور، فهو مساواة من أمضى 35 عاما في الخدمة بمن أمضى الخدمة النظامية 40 عاما كحل عاجل كفيل بتكريم من أفنى عمره في العمل بتسليمه كامل راتبه. إضافة إلى منح المتعجلين ممن أمضوا أكثر من 35 عاما الفرصة لغيرهم من الموظفين الجدد.
عدد القراءات : 814

الأكثر قراءة