سبل تجاوز الأزمة المالية و"الموروث" محورا جلسات حوار المملكتين

سبل تجاوز الأزمة المالية و"الموروث" محورا جلسات حوار المملكتين

سبل تجاوز الأزمة المالية و"الموروث" محورا جلسات حوار المملكتين

أوضح السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية أن المحور الرئيس لمناقشات ورشة العمل في حوار المملكتين، الذي ستنطلق دورة أعماله في الرياض غدا الثلاثاء سيكون حول سبل تجاوز آثار الأزمة المالية الدولية الراهنة على التجارة والاستثمار بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة. أما المحور الرئيسي الثاني للدورة فهو موضوع الموروث الحضاري والسياحة، الذي سيتم تناوله من خلال زيارات ميدانية للمتحف الوطني السعودي ومواقع أثرية سعودية مختلفة إضافة إلى الاطلاع على العروض الفلكلورية.
وقال السعدون إن من أمثلة البرامج والمشاريع التي ابتدأت فكرتها من خلال النسخ السابقة من هذا المنتدى إنشاء الشركة السعودية البريطانية للاستثمار الصناعي، التي وقعت مذكرة التفاهم لتأسيسها بين الجانبين في مجلس رجال الأعمال السعودي - البريطاني خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة المتحدة عام 2007م، وبرأسمال يتجاوز ألفي مليون ريال، إضافة إلى مجموعة مذكرات تفاهم بين عدد من القطاعات والوزارات بين البلدين. فإلى تفاصيل الحوار:

ما خلفية مؤتمر "حوار المملكتين"، التي تجمع السعودية مع بريطانيا على طاولة واحدة للتحاور، وكيف كانت بداية الفكرة؟
دعني ابدأ بالقول إن المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ترتبطان منذ عقود طويلة بمصالح مشتركة متميزة وعلاقات ثنائية راسخة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. وانطلاقا من متانة تلك العلاقات والرغبة الصادقة والجادة لتوثيقها وتطويرها كانت البداية للمنتدى السعودي البريطاني (حوار المملكتين) في لندن عام 2005م، حيث عقدت الدورة الأولى "التحديات أمام المملكتين". وركزت تلك الدورة على بحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، وأكدت أهمية عقد منتدى سنوي لمراجعة ومتابعة سبل التعاون المشترك.
وعليه عقدت الدورة الثانية للمنتدى في الرياض عام 2006م وتم خلالها التركيز على بحث ومناقشة مناخ الاستثمار، وسبل التعاون بين الجامعات في البلدين.
وفي الدورة الثالثة، التي عقدت في لندن عام 2007م، تم عقد ورشتي عمل عن التعليم العالي، وسبل التعاون الثقافي والإعلامي. كما عقد، على هامش الدورة حلقة نقاش خاصة شارك فيها مجموعة من الشباب والشابات في البلدين لتشجيع الفهم المشترك فيما بينهم لكلتا الثقافتين من خلال الحوار والاطلاع على المعارف والفنون والتقاليد لكل مجتمع، ولإعطاء الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم والتفاعل فيما بينهم عن طريق الحوار الهادف.

حوار المملكتين كيف يختلف عن اللجان المشتركة الثنائية؟ وما الفكرة والمضمون لمثل هذه المنتديات؟
بشكل ملخص أستطيع القول إن حوار المملكتين يعد آلية فعالة لتوفير نافذة إضافية للتواصل فيما بين المملكتين بهدف تعزيز ثقافة الحوار مع الآخر، والتركيز على تناول وبحث الجوانب العملية للمواضيع المختلفة المطروحة، والسعي للخروج من عباءة اللجان المشتركة ورسمياتها الطاغية. ومن أجل ذلك حرص هذا الحوار على تبني أساليب وإجراءات عملية مبسطة في الإعداد والتنفيذ والمتابعة فالقطاع الخاص في المملكتين يتولى ويشرف على الجزء الأكبر من عمليات الإعداد، سواء من تحديد المواضيع المطروحة للبحث أو أسماء المشاركين أو الفعاليات والزيارات الميدانية التي يتضمنها برنامج الدورة.
ماذا حقق المنتدى السعودي - البريطاني خلال السنوات الماضية ؟
المنتدى السعودي - البريطاني (حوار المملكتين) استطاع خلال السنوات الماضية أن يرسم لنفسه موقعا بارزا بين آليات الحوار والتعاون الثنائي. وباعتقادي أنه ساعد على توفير نافذة إضافية للاتصال والحوار الشفاف الفعال فيما بين المملكتين وبما يساهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح الرؤى وتبادل المعلومات والبيانات. ويعكس نجاحه الطلبات المتعددة التي تلقيناها من دول مختلفة لعقد حوارات أو منتديات ثنائية على غرار هذا المنتدى. ومن أمثلة البرامج والمشاريع التي ابتدأت فكرتها وتبلورت إطاراتها العامة في الدورات الماضية للمنتدى الشركة السعودية البريطانية للاستثمار الصناعي، التي وقعت مذكرة التفاهم لتأسيسها بين الجانبين في مجلس رجال الأعمال السعودي البريطاني خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة المتحدة عام 2007م، وبرأسمال يتجاوز ألفي مليون ريال. ومن المؤمل أن تتوجه الشركة إلى الاستثمار في قطاع الصناعات المدنية المتقدمة وتساهم في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المملكتين. كما تم من خلال المنتدى طرح عدد من التوصيات المتعلقة بتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين تبلورت بعضها لاحقا.

كيف ترى مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المملكتين؟
كما يعلم الجميع فإن جذور تلك العلاقات تمتد إلى عقود عديدة وأثمرت خلالها عن مصالح ومكاسب مشتركة للمملكتين فالمملكة  العربية السعودية تعتبر حاليا الشريك التجاري الأول للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ومن جانب آخر نجد أن المملكة المتحدة تعتبر واحدة من المستثمرين الرئيسيين لدينا وبأكثر من 150 مشروعا مشتركا سعوديا – بريطانيا.
والمملكة العربية السعودية تعتبر حالياً واحدا من أبرز الاقتصادات الجاذبة في العالم، على الرغم من الأزمة المالية الراهنة، ورسخ هذا الموقع المميز للمملكة الخطط الاقتصادية الطموحة التي تم إقرارها أخيرا وتضمنت التوجه نحو تنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع الأساسية في الطرق والسكك الحديدية والمياه والكهرباء وغيرها وأخذاً في الاعتبار ما تزخر فيه المملكة العربية السعودية من فرص واعدة وثروات وإمكانات، ومن جانب آخر ما لدى المملكة المتحدة من خبرات وتقنيات، فالتوقع أننا سوف نشهد خلال السنوات المقبلة تطوراً أكبر في العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكتين.

ماذا عن العلاقات الثقافية، خاصة الابتعاث إلى بريطانيا؟
أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات السعوديين حظوا بفرص الدراسة خلال السنوات الماضية في الجامعات والمعاهد البريطانية، وكان لهم دور بارز بعد تخرجهم في البناء التنموي للمملكة العربية السعودية، ولما تحظى به الجامعات البريطانية من مكانة ومستوى علمي مميز استمرت تلك البعثات السعودية إلى الجامعات البريطانية بل بالأحرى شهدنا تزايداً كبيراً في أعداد الطلبة والطالبات المبتعثين حيث بلغ عددهم حالياً ما يقارب 15 ألف طالب وطالبة.

الأكثر قراءة