جزاك الله عنا خير الجزاء يا والدنا إبراهيم جليدان

جزاك الله عنا خير الجزاء يا والدنا إبراهيم جليدان

قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم وسيد الخلق أجمعين "إنك ميت وإنهم ميتون"، وقال تعالى "خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا" صدق الله العظيم
فإن الموت علينا حق ولكل أجل كتاب وإنه يوم لا مفر منه .. إن مصابنا في فقيدنا الغالي والدنا إبراهيم عظيم وأليم، وعزاؤنا في رحيله عن هذه الدنيا القصيرة أن تشفع له أعماله في دنياه بتقوى الله، بأن يشمله الرحمن الرحيم بواسع رحمته .. وأن يسكنه أعلى منازل الجنة مع الأبرار والصديقين والشهداء.
لقد كان لا يحب أن يجهر بما يقوم به من عمل الخير، سائلا مرضاة خالقه عز وجل، وإنما كانت أعماله يتحدث بها القاصي والداني .. كان رحمه الله نموذجا مثاليا لعمل الخير والعمل الاجتماعي والإنساني، وعونا للناس على طاعة الله ويحثهم عليها .. بارا بوالديه ويعمل على الإصلاح بين الناس ويسعى لقضاء حوائجهم مهما تعددت وصعبت.
لا نريد أن نحصي يا والدي ما قمت به من أعمال وأنت تبغي مرضاة الله عز وجل بها .. إننا مستسلمون لقضاء الله، وقد غبت عنا بجسدك، ولكن ستظل روحك الطاهرة قنديلا يضيء حياتنا، فلقد كنت نعم الأب .. ونعم الأخ .. ونعم الصديق .. ونعم المربي الفاضل .. فلقد زرعت في قلوبنا جميعا العمل على مخافة الله وتقواه بعقيدة صافية موحدة لله .. دائما مطمئنا بقوله تعالى " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
إن أولادك وأحفادك وأهلك جميعا وأصدقاءك يا أغلى الناس يتوجهون إلى المولى الكريم الرحمن الرحيم بكل المشاعر الصادقة، بأن يجزيك عنا جميعا خير الجزاء بما قدمت وأعطيت لنا، فقد كان عطاؤك لنا بغير حساب دون مقابل.
فقيدنا الغالي .. لقد مررت عبر السنين الأخيرة بمرض عضال لم تشعر أي أحد من حولك إلا بالحمد والشكر لله عز وجل بما ألم بك، راضيا بقضاء الله وإرادته .. عبارات كنت ترددها مبتسما أثناء مرضك عند السؤال عنك "ادع لي وأدعو لك" متذكرا قول المولى عز وجل "وإذا مرضت فهو يشفين" .. لقد كنت حريصا وأنت في عز مرضك أن تشكر كل من كان من حولك ويخدمك بالكلمة الطيبة والعطاء ..
والدنا الغالي إبراهيم .. وقد رحلت عنا بجسدك وصعدت روحك الطاهرة عند مليك مقتدر، رحمن رحيم، ونحن مطمئنون برحمته الواسعة "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" وعزاؤنا ودعاؤنا لك يا والدي بأن يشملك وهو من كتب على نفسه الرحمة بأن يرحمك رحمة واسعة من عنده، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن تكون مع الأبرار والصديقين والشهداء .. ولقد أراد الله عز وجل لك أن تفارق هذه الحياة مبطونا فإننا نحتسبك عند الله شهيدا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الشهداء السبعة ".. والمبطون شهيد.." وأن تكون يا كافل الأيتام بصحبة سيد الخلق أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكر في حديثه الشريف "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" .. ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل مثوانا جميعا في الجنة بعد لقاء قريب برحمة منه الرحمن الرحيم .. وإلى أن نلقاك .. نسأل الله عز وجل أن يصبرنا على ما ألم بنا من ألم فراقك.. ولتكن روحك الطاهرة مطمئنة على ما أردته لنا في هذه الدنيا القصيرة الزائلة، فإننا نعاهد الله سبحانه وتعالى أن نكون يدا وجسدا واحدا نعمل على ما ربيتنا عليه من تقوى الله ومخافته، ونحافظ على صلتنا وترابطنا ببعضنا بعضا، وأن نسير على نهجك والحفاظ على ما قمت به من أعمال نحتسبها لك عند المولى عز وجل بمشيئة الله وعونه، ونكون ممن قال فيهم المولى عز وجل "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" .. سائلين المولى عز وجل أن يحفظ ويبارك لنا في رفيق دربه وتوأم نفسه والدنا الحبيب على حسن الشاعر .. وشكرا لكل من قام بالتعزية والدعاء لوالدنا الفقيد الغالي إبراهيم جليدان ــ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

أولادك (قيس، زينب، خالد، أسامة، عمرو، ريم، أروى، وعبد الفتاح إبراهيم جليدان)

الأكثر قراءة