فكرة القمة انطلقت من جذور تاريخية اجتماعية.. وهدفنا تعزيز التعاون

فكرة القمة انطلقت من جذور تاريخية اجتماعية.. وهدفنا تعزيز التعاون

فكرة القمة انطلقت من جذور تاريخية اجتماعية.. وهدفنا تعزيز التعاون

أوضح سيرجيو لويز كانايس سفير البرازيل لدى المملكة أن فكرة إنشاء قمة تجمع بين العرب ودول أمريكا الجنوبية كانت قد ابتدأت في عام 2003، ولم تر النور إلا في عام 2005، مستندةً بذلك إلى أبعاد تاريخية اجتماعية في المقام الأول، ومن ثم دعم الحوار بين الشعوب للتعايش في تناغم وسلام، الأمر الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى تعزيز التبادل الاقتصادي والعلمي بين المنطقتين، ولاسيما أن أغلب دول أمريكا اللاتينية متعاطفة مع أغلب قضايا المنطقة.
وقال إن صادرات البرازيل إلى الدول العربية بلغت نحو 9818.37 مليون دولار أمريكي، والواردات وصلت حاجز 10473.28 مليون دولار أمريكي، وأنهم يسعون من خلال القمة إلى رفع معدلات التبادل التجاري من خلال المظلات الحكومية التي تحضر للقمة. فإلى تفاصيل الحوار:

لا يخفى على أحد دور البرازيل في نشوء فكرة قمة تجمع بين أمريكا اللاتينية والدول العربية في عام 2005، إلى أي مدى تقيمون فاعلية هذه القمم، ولاسيما أن بدايتها كانت من برازيليا في البرازيل؟
بطبيعة الحال إن البرازيل كانت طوال قرون مضت وجهة للكثير من المهاجرين من جميع أنحاء العالم، الغالبية العظمى منهم كانوا من الدول العربية، حيث كانوا يتعايشون مع البرازيليين في سلام وانسجام واحترام متبادل، حيث كانوا يعيشون كأمة واحدة وشعب واحد وذلك بغض النظر عن الدين أو العرق. فهذه من أهم العوامل الأساسية التي تبرر مبدأ المبادرات، والتي ابتدأت من برازيليا، وبمعنى آخر أن نشوء هذه القمة بين العرب وأمريكا اللاتينية كانت من منطلقات تاريخية وواقعية في الحياة.
وكانت بداية فكرة قمة بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية في النصف الثاني من عام 2003، وذلك في عهد الرئيس لويس إيناسيو لولا داسيلفا، وفي تلك الفترة بدأ وزير الخارجية سيلسو اموريم وغيره من كبار المبعوثين بزيارات لعدد من البلدان في العالم العربي وأمريكا الجنوبية، حيث وجهوا في تلك الفترة دعوات رسمية إلى رؤساء الدول من الحكومة البرازيلية للمشاركة في فعاليات هذه القمة، وكان القبول واسعاً، وبدأوا بدعم الفكرة واهتموا بها.

أدى الحوار العربي - الأمريكي اللاتيني إلى بروز تيار رافض لهيمنة الولايات المتحدة على مجمل القضايا العالمية، وبالأخص العربية، هل تتوقع أن يستمر هذا التيار في قوته السابقة في ظل نشوء قمم مماثلة؟
في الحقيقة ليست لدي أي معلومات من مصادر موثوق بها تتحدث عما قلت بنشوء تيار جديد أو شيء من هذا القبيل، فكما ذكرت لك مسبقاً، أن الهدف من نشوء الفكرة هو لطرح طرق تعايش أفضل لأفراد المجتمعات، والنتائج التي وصلنا لها خلال القمم السابقة كانت جيدة ومشجعة، وتتجه النية الحالية لمواصلة دعم وتعزيز هذه العلاقات والتفاهمات، وأنا شخصياً لا أعتقد أن مثل هذه التحركات النبيلة سيأتي جراءها أي تأثيرات سلبية في النظام السياسي في أي مكان.

ثمة وجود عربي قوي داخل أمريكا اللاتينية من خلال الجاليات العربية التي هاجرت إلى هناك ومنذ فترات طويلة، هل ستسهم هذه القمة في حل جزء من قضاياهم أو حتى دعمهم للوصول إلى مناصب قيادية مستقبلية؟
هذا المؤتمر هو قبل كل شيء إظهار تضامن المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني، والتعاطف مع معاناتهم, وآمل مخلصا أن تسمع وتفهم من جانب جميع الأطراف المعنية.. وأنا أتفق مع الذين قالوا إن من المهم دعم السلطة الفلسطينية، ووزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم سبق وأن زار الضفة الغربية عدة مرات، وقد حث الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الانخراط بشكل كامل في عملية السلام في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي لتقديم الدعم الاقتصادي للفلسطينيين لإعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في شرم الشيخ، مصر، في 2 آذار (مارس) 2009.
وكانت البرازيل قد قدمت 14 طنا من المواد الغذائية والأدوية للتخفيف من حدة الحالة الإنسانية في غزة، وذلك في مؤتمر المانحين في استوكهولم وباريس، والبرازيل، وتبرعت بما مجموعه 10.5 مليون دولار أمريكي. إضافة إلى تقديم عشرة ملايين دولار لإعادة إعمار غزة في شرم الشيخ، فمساهماتنا هي أكبر من أي وقت مضى، وتعد واحدا من أعلى المعدلات بين الدول غير الإسلامية في البلدان النامية.
فالهدف من القمة واضح وصريح جداً، والذي سبق أن ذكر في بداية نشوئه في "إعلان برازيليا"، وهي وضع خطط تنموية اقتصادية واجتماعية مستدامة، للرقي بين المنطقتين العربية وأمريكا الجنوبية، والتنسيق في ذلك يكون من خلال المنظمات الإقليمية والمحافل الدولية، وتعزيز التعاون بين الإقليمين والعلاقات المتعددة الأطراف والسلم والأمن، والتعاون الثقافي، والتعاون الاقتصادي والتجارة الدولية، والنظام المالي الدولي، و تنمية التعاون في مجال العلم والتكنولوجيا ومجتمع المعلومات؛ والعمل لمكافحة الجوع والفقر ودعم التنمية والقضايا الاجتماعية.

يعد عناصر البرازيلأحدى أهم الاقتصادات على المستوى العالمي، ما نوع الفرص التجارية التي ستطرح من الجانب البرازيلي؟
بالتأكيد ستكون هنالك اجتماعات تحت مظلة هذه القمة لرجال الأعمال لمناقشة الفرص المتاحة أمامهم، وأقصد بذلك رجال الأعمال البرازيليين أو من بقية أمريكا اللاتينية مع رجال الأعمال العرب، والفرص مواتية أمام الجميع لمناقشة أي صفقات تجارية وبدعم حكومي كبير.

كم تبلغ قيمة الصادرات البرازيلية إلى العالم العربي؟
في عام 2000 بلغت صادرات البرازيل إلى دول الجامعة العربية نحو 1499.82 مليون دولار أمريكي، أما بالنسبة للواردات من دول الجامعة العربية إلى البرازيل في العام نفسه فقد بلغت قرابة (2884.24 مليون دولار أمريكي، أما في عام 2008 فإن الصادرات البرازيلية إلى الدول العربية التي تم التوصل إليها 9818.37 مليون دولار أمريكي، والواردات بلغت حاجز 10473.28 مليون دولار أمريكي.

بلغ معدل التبادل التجاري بين الدول العربية وأمريكا اللاتينية قرابة 2.5 في المائة من حجم تعامل دول أمريكا اللاتينية مع العالم، وهو ما يصفه الخبراء بالرقم المتواضع نسبياً، كيف ترون هذا الأمر؟
الجواب كامن في السؤال نفسه أن هناك إمكانات كبيرة لزيادة أخرى في حجم التجارة والتبادل والتعاون، وهو الأمر الذي نعمل على النهوض به من خلال هذه القمة لرفع هذه النسبة المتواضعة.

في نظرك الشخصي، ما الطرق الأكثر فاعلية في تفعيل مستوى الحوار بين الدول العربية وأمريكا اللاتينية، والتي تتمنى أن تراها من خلال هذه القمة؟
العمل الجاد وتنفيذ الخطط المناسبة والمتفقة هما من أكثر الأمور فعاليةً، إضافة إلى الوفاء بالالتزامات من قبل الجميع، فإذا اجتمعت هذه الأمور كافة، ووحدت الجهود ما بين دول المنطقتين، فإن النتائج ستتحقق بشكل أكثر مما نتصوره.

الأكثر قراءة