الأسد: السلام لا يتحقق مع "عدو لا يؤمن بالسلام"

الأسد: السلام لا يتحقق مع "عدو لا يؤمن بالسلام"

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح القمة العربية أمس في الدوحة أن "السلام لا يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام" معتبرا أن "مبادرة السلام (العربية) غير فاعلة ولو عملنا على تفعيلها". وقال الأسد إن "السلام لن يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام دون أن يفرض عليه بالمقاومة"، مؤكدا أن "رغبتنا في السلام هي الدافع إلى دعم المقاومة ودعمها واجب وطني وقومي وأخلاقي وهو خيارنا الوحيد في غياب الخيارات الأخرى". ودعا الرئيس السوري إلى جعل المقاومة "فوق خلافاتنا الظرفية كقضية نتوحد حولها وكمبدأ نؤمن به طالما وجد احتلال أو اغتصب حق".
من جهة أخرى، قال الأسد إنه "منذ إطلاق مبادرة السلام العربية (في 2002)، ليس لدينا شريك حقيقي في عملية السلام"، مقللا من أهمية وصول حكومة يمينية جيدة إلى إسرائيل. وقال الأسد إن "يمينهم كيسارهم كوسطهم جميعهم يتنافسون على أراضي العرب وأرواحهم ودمائهم، وجميعهم يعرفون أن المجتمع الإسرائيلي غير مهيأ للسلام". وتابع أن المبادرة العربية "غير فاعلة ولو عملنا على تفعيلها وذلك لعدم اكتمال شروط تفعيلها لأن إسرائيل لا تقبل بمبادرة تستند إلى مرجعيات تعيد الحقوق لأصحابها". واعتبر أن "إسرائيل هي من قتل المبادرة وليس قمة الدوحة" التي استضافتها قطر لدعم غزة إبان الحرب الإسرائيلية على القطاع. ودافع عن طرح تعليق مبادرة السلام خلال قمة الدوحة. وقال إن ذلك "جاء طبيعيا على استهتار إسرائيل بالسلام بلغ ذروته في العدوان على غزة". واعتبر أن تعليقها "يعني بقاءها مطروحة ولكن بصورة شرطية، عندما تتوافر هذه الشروط يمكن تفعيلها والعمل بمضمونها". ودعا الرئيس السوري القادة العرب إلى اتخاذ موقف "جريء" و"رفض مذكرة التوقيف" بحق الرئيس السوداني عمر البشير "من أساسها". وقال الأسد "نحن مدعوون اليوم ليس لانتقاد المذكرة ولا لتوصيفها وكلنا متفق حول تسييسها، وإنما لرفضها من الأساس". ورأى الرئيس السوري أن صدور هذه المذكرة "تحت عناوين مزيفة ليس سوى مرحلة من مراحل تقسيم السودان بهدف إضعافه والاستيلاء على ثرواته وتقاسمها بين مجموعة من الدول تسعى لتكرار تجربة الانتداب". ووصل الرئيس السوداني إلى الدوحة أمس الأول متحديا مذكرة توقيف دولية أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. وقال الأسد إن "ما يتعرض له السودان هو ما تعرضت له فلسطين في بدايات القرن الماضي وما زلنا ندفع ثمنه إلى اليوم"، داعيا إلى "الدعم المطلق للسودان في هذه المرحلة من المواجهة لتجنيبه وتجنيب دولنا المراحل التالية التي ستليها حتما وصولا إلى تفتيتها". وأضاف "أما حججهم الواهية لارتكابات ملفقة ارتكبها السودان فسنناقشهم بها بعد أن يقوموا بجلب من ارتكب الفظائع والمجازر في فلسطين ولبنان والعراق إلى المحكمة (الجنائية الدولية) مدانين بنفس التهم ولكن غير الملفقة بل المثبتة بالوثائق والوقائع". وأكد الأسد "في حال فشلنا في تحمل مسؤولياتنا مع ما يعنيه ذلك من نتائج مدمرة لنا جميعا فسوف نتحمل المسؤولية التاريخية عن عدم قيامنا بواجبنا تجاه قضية واضحة وضوح الشمس في بداياتها ومبرراتها وأدواتها وأهدافها".

الأكثر قراءة