آلية مشتركة للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية
آلية مشتركة للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية
أفادت مصادر مطلعة أن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الـ 22 ونظرائهم من 12 دولة من دول أمريكا الجنوبية الذي انعقد أخيرا في القاهرة برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود باعتبار قطر البلد المضيف للقمة العربية الثانية، وضع النقاط الأساسية لأجندة القمة التي تنعقد في 31 من الشهر الجاري.
وأكدت كلمات المتحدثين الرئيسيين في الاجتماع الذي استضافته الجامعة العربية، ضرورة الإعداد الجيد لمشروع إعلان الدوحة الذي سيصدر في ختام القمة في قطر، مشيرين إلى توافق وتناسق مواقف الجانبين في القضايا السياسية خاصة في غزة والعراق والسودان والصومال, وضرورة إنشاء آلية مشتركة للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ورجال الأعمال.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود أن هذا الاجتماع المشترك "هو للتحضير للقمة الثانية العربية مع دول أمريكا الجنوبية التي تستضيفها قطر نهاية هذا الشهر، وقال في كلمته الافتتاحية إن استضافة قطر هذه القمة تأتي حرصا من سمو الأمير المفدى على مواصلة العمل لتعزيز العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية وتوطيد أواصر الصداقة وإيجاد تفاعل وتكامل بين شعوب المنطقتين في جميع المجالات".
وأعرب عن ترحيبه بالمشاركين في الاجتماع الذي يأتي تمهيدا لانعقاد القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي تتشرف دولة قطر باستضافتها نهاية هذا الشهر، كما أعرب عن أمله "أن تشكل القمة رافدا لتحقيق الأهداف المباشرة والملحة التي نطمح إليها في العلاقات العربية والأمريكية الجنوبية".
وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري إلى أن "ما يربط بين دولنا من علاقة صداقة لها امتداد تاريخي أسهمت في إرسائه جاليات عربية كبيرة في أمريكا الجنوبية عملت في إطار من التفاعل الإنساني المشترك على مد جسور التقارب والتعاون بين دولنا العربية ودول أمريكا الجنوبية الصديقة، كما أن الإرث الحضاري لدول المنطقتين، الذي أسهم في التاريخ الإنساني العالمي، يجعلنا عازمين على تعزيز روح التعاون والارتقاء به بما يحقق آمال وتطلعات أبناء منطقتنا ويخدم المصالح المشتركة".
وأشار إلى ارتياح قطر لتطور العلاقات والحوار المكثف الذي تحقق منذ انعقاد قمة برازيليا عام 2005، والذي شكل إطارا راسخا للتعاون بين المجموعتين ونقلة نوعية في مجالات العمل المشترك من خلال المؤتمرات واللقاءات التي عقدت في هذا الإطار، وأبان أن هذا يعطي دليلا أكيدا على حرص الجانبين على استمرار مسيرة التعاون والتفاعل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا قناعتنا بأهمية التعاون جنوب – جنوب كآلية فاعلية لتعزيز بناء القدرات وتوازن الخبرات بين دول المنطقتين.
وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن التعاون بين الإقليمين ينبغي أن يقوم على أساس الالتزام بالمواثيق الدولية واحترام القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، والالتزام الكامل باحترام مبادئ سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتسوية السلمية لجميع النـزاعات الدولية والإقليمية والثنائية وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وقال إننا إذ نقدر المواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية فإننا نتطلع إلى مزيد من الدعم والتأييد لإيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية قائم على قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام بما يحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية كلمته بالقول أتمنى لاجتماعنا هذا التوفيق والنجاح، ونتطلع إلى اللقاء بكم في قمة الدوحة في بلدكم قطر لنسير قدما لما نرجوه من الخير والرفاهية لدولنا ولشعوبنا.
ومن جانبه أكد وليد المعلم وزير خارجية سورية رئيس القمة العربية الحالية أن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي بسبب الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وعدم انصياع إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، واستمرارها في وضع العراقيل أمام الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار، وقال في كلمته إن عدوان إسرائيل الوحشي الأخير على غزة زاد من معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الاحتلال والحصار.
وشدد المعلم على ضرورة ألا يمر هذا العدوان الإسرائيلي دون محاسبة مرتكبيه, مشيرا إلى أن الدول العربية تتطلع لمزيد من التعاون مع دول أمريكا الجنوبية لمعالجة الوضع المأساوي في غزة وإحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصيغة مدريد 1991.
وأوضح أن السلام والأمن والاستقرار دعامة أساسية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي مطالبا بزيادة التعاون بين الإقليمين للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية.
ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القضية الفلسطينية تواجه مخططا استيطانيا شيطانيا لتغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة تتطلب وقفة جادة من هذا الاجتماع المشترك ورفض هذه السياسة المدمرة لكل فرص السلام في المنطقة، ومواقف الدول الأمريكية الجنوبية تجاه رفضها العدوان الإسرائيلي على غزة وخاصة قيام بعض الدول الأمريكية الجنوبية بقطع علاقاتها مع إسرائيل وقيام المظاهرات الغاضبة في عدد من هذه العواصم وكذلك المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير في شرم الشيخ.
وعبر موسى عن أسفه لوجود تيار دولي تقوده دول مؤيدة لإسرائيل من اجل إعفاء إسرائيل من الالتزام بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني أو الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية أو الوقوع تحت طائلة أو سلطة مجلس الأمن الدولي, معتبرا هذا التيار وهذه المحاولات خطيرة للغاية وتهدد كل فرص السلام في المنطقة، وطالب بضرورة التصدي لهذا التيار الغريب، مشيرا إلى أنه منذ قمة برازيليا عام 2005 زاد حجم التبادل التجاري بين الجانبين حيث زادت التجارة بين البرازيل من 8,8 مليار دولار عام 2005 إلى 21 مليار دولار عام 2008 وزاد حجم التبادل التجاري مع الأرجنتين إلى خمسة مليارات دولار.
من جانبه أكد نائب وزير خارجية شيلي ألبرتو فان رئيس اتحاد دول أمريكا الجنوبية أن دول أمريكا الجنوبية تدعم القضية الفلسطينية منذ قرار التقسيم 181 لسنة 1947 وكذلك حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل, ورغم التاريخ القديم للقرار 181 فإنه لم ينفذ. وعبر أن أمله أن يتوصل الفلسطينيون من خلال حواراتهم في القاهرة لتوحيد جهودهم استعدادا للمفاوضات المقبلة. وقال وزير خارجية البرازيل سيليسيو أموريم المنسق الأول أمريكا الجنوبية إنه يقترح إنشاء آلية مشتركة بين الجانبين في قمة الدوحة للتعامل من الجانبين مع تداعيات الأزمة المالية العالمية، وطالب بتضافر الجهود بين الإقليمين لتلافي تداعيات هذه الأزمة, خاصة أن عددا من الدول الأمريكية الجنوبية لم تتأثر كثيرا بهذه الأزمة نظرا لتنوع تجاراتها مع المجموعات الإقليمية.