الببغائيون
كثيرة هي أصناف البشر وكثيرة طباعهم يوجد أصناف يمقتها القلب قبل العين وأصناف تنتظر هطوله كقطرات المطر سنبحر اليوم في زمن الاستسهال ويحكمه زمرة من الببغائيين، وللببغائيين كذلك عدة أصناف فمنهم من يدخل في كل الأمور "أبو العريف" ويجادل ويلعن ويسب وهو أخرق ذو ثقافة محشوة لا فرق بينه وبين سلة المهملات الاستسهال هو تسفيه الأمور ويطلق على من أصيب بإسهال الأفكار أي أن الشخص لا يوجد له فكر أو تحجرت أفكاره فتجده لا إراديا يتحدث بلسان الآخرين ويلبس شخصياتهم استسهال الأمور هو القاتل الصامت للإبداع الزارع المحفز لخمول العقل هذه الفئة لها علاقة ورابط قوي جدا مع أصحابنا الببغائيين فارغي العقل محشويي الثقافة حيث تجد هذه الفئة تدخل في كل شي وتجادل ويا لسخرية القدر يجادلون بقناعات غيرهم!. وأفضل حل مع هذه الفئة هو السكوت وهز الرأس لأن "أبو العريف" سيسحق أفكارك ويقاتلك حتى وأنت تعبر بتعابير وجهك!!
فالحذر الحذر منهم...جلسة واحدة معهم كفيلة بخنق قولونك وانتفاخ لا حاجة لك به، وإذا كنت تعاني السكر، يتوجب عليك وضع " كيت كات" في جيبك الأيمن، لأنك في نهاية الحديث ستستخدم يدك اليسرى في خطافية، كخطافية صلاح في وجه أبي عندما كان صغيرا،أو عندما استخدمها قريبا في وجهه اللص بوقل!
كنت أنا ومجموعة من الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث في أحد مطاعم الخبر، وهو المفضل لصاحبكم محمد كاتب هذه الأطروحة،المهم كان النقاش يدور حول مشروع إنشاء مطعم على شكل كرة قدم يتكون من طابقين ويضم صالة ألعاب مثل البلياردو وتنس الطاولة وأشياء أخرى لا يتسع المجال للحديث عنها هنا،أتمنى من أصحاب الإسهال الفكري عدم أخذ الموضوع بجدية، لكن لا يمنع أن نتخيل هذا المطعم.
نعود لمحور الحديث انطلق الحديث من مخيلتي بما أني مصدر هذه الفكرة وقبل إكمال صياغة الفكرة ظهر بكل استسهال صديقنا صاحب الإسهال وهو يحرك يديه لا إراديا ويمد فكه المثقل بالإسهال ويتذمر وسط دهشة الحاضرين ماذا قال صاحب الإسهال (يا أخي وش ذي الأفكار قاعدين في القمر)، هو الآن حاول مقاتلة الفكرة ونجح في قتلها بضحكات المتواجدين من الأصدقاء.
تحول الموضوع من المشاريع الاستثمارية إلى هموم الشارع وتحويلات الدمام وحماقات المقاولين، والجسور والأنفاق الجديدة التي تكتمل بسقوطها قبل اكتمالها، والعاطلون عن العمل وجرائم البنجاليين وكذلك هموم صاحبنا أبو إسهال مصدر الاستسهال وكيف يستيقظ كل صباح وكأنه هو الوحيد الذي يعمل إلى هذه السلبية المحبطة، تداولنا الأيام يوما بعد يوم كتداول الأسهم فكلاهما خسارة فالأول خسارة من العمر والثاني في رأس المال الذي مازال قابعا ويتمادى في خسارته اجتمعنا وتبادلنا الأحاديث وكان صديقنا أبو إسهال منهمكا في التفكير (أجزم يا صديقي أنك لم تقتنع بالجملة السابقة)...وإذا به ينطق دون وعي (يا جماعة الخير...أنا عندي مشيريع...وأفكر فيه لي 5 سنوات أبي أسوي مطعم وأبيه على شكل كورة فكرة يديدة عيل شلون عيل على بالكم زيكم)الكثير من هم على شاكلة هذا الأخرق من المستسهلين أصحاب الإسهال الفكري والببغائيين محشوي الثقافة يرددون ما لا يعون!!
مستسهلون في كل شيء وهم على حد قولهم يتقنون كل شيء ماعدا استخدام عقولهم.
عدد القراءات : 225