صندوق الشكاوى في عيون المشتكين .. سلة مهملات أنيقة أم أرشيف ناقص؟

صندوق الشكاوى في عيون المشتكين .. سلة مهملات أنيقة أم أرشيف ناقص؟

صندوق الشكاوى في عيون المشتكين .. سلة مهملات أنيقة أم أرشيف ناقص؟

في كل دائرة حكومية أو مؤسسة أهلية وأثناء المرور في إحدى ردهات المكان يلفت انتباهك صندوق صغير يعتلي أحد جدرانها وكتب عليه "صندوق الاقتراحات والشكاوى"، وكل ما عليك وقتها كتابة ما يمليه عليك عقلك وتذييل الورقة بالاسم أو اللقب الذي تريد وترمي بها في هذا الصندوق، عندها تكون مهمتك قد انتهت, ولكن هل تتوقع أن تجد تجاوبا مع هذه الدائرة الحكومية أو المؤسسة، معظم المواطنين يؤكد عدم الاهتمام بشكواهم واقتراحاتهم مستندين في ذلك على التحقيق الذي قامت به هيئة الرقابة والتحقيق مع بعض الجهات الحكومية بعدما أهملت فتح صندوق الشكاوى في منشأتها.
عبد العزيز الزهراني معلم اللغة العربية بدأ وقد نفد صبره من صندوق الشكاوى وذلك عندما شبهه في حديثه بأنه سلة مهملات لكنه مرتفع عن مستوى الأرض.
وقال:"هذا الصندوق الذي كان يمتلئ بالأوراق الجادة عند بداية معرفة السعوديين به قبل عقدين أضحى الآن خاويا إلا من أوراق عابثة تزيد المشهد عبثية، وهذا دليل على فقدان الناس الثقة في وصول رسائلهم إلى من يريدون وهو ما يجعل المسؤولين يتعذرون في عدم فتح هذا الصندوق باستمرار".
من جهته صنف محمد بشير "معقب" هذا الصندوق بأنه أرشيف معلوماتي في نظرة إيجابية منه، مشيرا إلى أن الصندوق أفضل مكان يحمي المقترحات من قذفها كتلة واحدة في سلة المهملات.
ويضيف متسائلا هل تعتقد أن كل تلك الأوراق في ذلك الصندوق تذهب إلى سلة المهملات؟!
.. بالتأكيد لا, فهناك مكان أفضل لها وهو ركن الأرشيف.

في المقابل قلل مدير مؤسسة طبية – تحتفظ الصحيفة باسمها- من أهمية شكاوى المرضى واعتبرها "سخيفة"، و"مترفة".
وقال:" تتمحور شكاوى واقتراحات المرضى حول عدم توافر الخدمات الترفيهية أثناء انتظاره لدوره عند الطبيب، في حين تأتي شكاوى أخرى تطلب معاقبة الطبيب أو موظف الاستقبال لمجرد سوء تفاهم بسيط يكون مسؤولا عنه بالدرجة الأولى المريض، في الوقت الذي يبدي بعض المرضى وجهة نظر متضاربة في اقتراحاته التي يقدمها إلى المستشفى ما بين مطالب في الفصل بين الجنسين ومتأذ من الوضع الحالي في المستشفى الذي يضطره إلى إطلاق اسم أمه أو زوجته مرارا من وراء ستار لكي ينهي حال العزلة بينه وبينها.
فيما ترفض بعض الجهات الحكومية والأهلية أن تكون فكرة الصندوق القائم في مبانيها بجوار صناديق الصحف و المجلات و المحمل بشكاوى الناس ومعاناتهم أقل شأنا من جيرانه المحملين بأخبار السلطة الرابعة التي يتم تفريغها بشكل يومي، حيث لا تسمح عدد من تلك الجهات بوصف صندوق الشكاوى لديها بسلة المهملات.
معتبرين هذه الرسائل بمثابة أرشيف صغير يرجع له المسؤول أحيانا حتى يقتنص مكمن الخلل في مؤسسته.
ويعتبر المهتمون في كون صندوق الاقتراحات أو الشكاوى ليس سوى مجرد مرآة صغيرة تعكس الوعي الثقافي الذي يعيشه المواطن والذي يظهر تناقضاتهم الثقافية، فيما تتوحد الرؤى لدى الكثيرين في انعدام الرضا عن مستوى الخدمات المقدمة في كثير من المؤسسات الخدمية و الخاصة والتي تعكس تفاوتا في مستوى الخدمة الفعلية التي تقدم على الأرض في المؤسسة المعنية ما يجعل المواطن يشكو لصندوق الشكاوى بداية و من ثم يشتمه حين لا يلقى مجيبا.

الأكثر قراءة