الإعلام والخبر العلمي .. (النعناع) و(الطحينية) نموذجا

لاشك أن الإعلام يلعب دورا مهما في دفع العجلة التنموية للمجتمع ويساهم مساهمة فعالة في رفع مستوى الوعي ، الخبر الذي ينشر عبر القنوات الإعلامية المختلفة يشكل تأثيرا طويلا في نمط الحياة لدى الكثير من القراء وبالذات عندما يكون هذا الخبر يخص الصحة أو يكون خبرا علميا مهما له أهمية معينة لدى شريحة معينة من المجتمع، تقرأون الآن عبر وسائل إعلامنا المتعددة الكثير من الأخبار حول " النعناع" وقد شاهدت عبر برنامج تليفزيوني في إحدى القنوات حوارا حول ما أثير من أخبار حول النعناع وللأسف فقد كان الحوار يحتاج إلى الكثير من التعديلات في بعض المعلومات التي تم ذكرها ، وقد تم ذكر معلومات ناقصة أو مغلوطة خلال هذا الحوار قد تثير القلق عند كثير من الناس الذين شاهدوا هذا البرنامج، أذكر قبل سنوات تناولت الصحف خبر "الطيحنية المسرطنة" على حد تعبيرهم، وقد أخافوا كثيرا من الناس بأخبار غير دقيقة وغير مفحصة من ناحية علمية، وقد أسهبوا في إخافة الناس حول وجود مادة مسرطنة في الطحينية بينما لو كلفوا أنفسهم بسؤال أحد المختصصين المعروفين بمهنيتهم العالية لما انزلقوا في تهويل خبر لا يستحق كل هذه الضجة غير المبررة، حيث إن هذه المادة التي كالوا لها التهم وحذروا منها تستخدم لتبييض الطحنية بنسب غير مضرة بل إن هذه المادة نفسها تستخدم للغرض نفسه في بعض الأدوية بنسب صحية غير مضرة،أيضا قبل سنوات تم نشر الكثير من التحذيرات عن وجود إنزيم هاضم مستخرج من الخنزير في أحد المشروبات الغازية ورغم أننا لا ننصح بتناول المشروبات الغازية إلا أننا قمنا بإجراء تحيليل شامل واختبارات مكثقفة على هذا المشروب الغازي وثبت خلوها من هذا الإنزيم ، وأقترح أن يكون لكل صحيفة أو قناة تلفزيونية مستشار علمي متخصص لا ينشر خبر إلا بعد المرور عليه، حتى لا تنطلي على الإعلاميين الكثير من الأخبار العلمية أو الصحية غير الدقيقة، وهذا المستشار العلمي يكون وجوده مهما مثل وجود المتخصص بصفحات الاقتصاد أو الصفحات التي تهتم بالتكنولوجيا ، طالما أن الأخبار الصحية أو العلمية تشكل نسبة كبيرة من المواد التي تنشرها أو الصحف أو تذيعها القنوات فلا بد بد من وجود شخص يملك المهنية العلمية لتدقيق الأخبار التي يراد بثها عبر الصحيفة أو القناة، ولو كان هذا الشخص العلمي المتخصص موجودا لما سمح لكثير من الأطباء الشعبيين بنشر الكثير من الخزعبلات التي أضرت بصحة الناس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي