سجلاتنا المفقودة!

لا نمتلك القدرة على تغيير جيناتنا التي نولد بها، ولا القدرة على التنبؤ بما سيصيبنا من أمراض وأسقام مستقبلاً . لكننا نملك القدرة على تفادي ذلك بالعناية بأجسادنا واتباع العادات الصحية الجيدة والحصول على معلومات وافية عن تاريخ أسرتنا الصحي.
ولكن ما الفائدة التي تعود علينا عندما نجمع الوثائق الصحية لوالدينا وأسرتنا الممتدة ونطلع عليها؟
أثبت كثير من الدراسات الطبية أن إمكانية تقليل فرص إصابتنا بأمراض عدة مرتبطة بمعرفتنا لفرص الإصابة بها مسبقاً عن طريق تتبع تاريخ جيناتنا.
وبعد التعرف على هذه الحالات يمكننا تحديد نوعية الفحوص التي نجريها وكيفيتها.
وقد تدهشكم نتائج بعض الفحوص التي تجرونها بظهور مشكلات صامتة لا تظهر إلا بعد حين، فنحن في الغالب لا نزور المستشفى إلا عند وقوع المرض, ولا نعترف بالفحوص الدورية التي توفرها معظم المستشفيات مجاناً وتغطيها شركات التأمين الصحية.
لكن ماذا لو لم نتمكن من الحصول على هذه المعلومات؟
وهي حقيقة واقعة اليوم فبعض المستشفيات تتخلص من الملفات الطبية التي يمضي عليها فترة محددة من الزمن, بينما يتوجب الاحتفاظ بها إلى حين الحاجة إليها سواء من قبل المرضى أنفسهم أو من قبل المهتمين بدراسة الأوضاع الصحية في البلاد وطرق الوقاية من الأمراض المختلفة.
قد يقوم أحد المرضى مثلاً بإجراء عملية جراحية قبل خمسة عشر عاماً ويحتاج اليوم إلى مراجعة وضعه الصحّي وعرض ملفه على طبيب مختلف, لكن بغياب سجله الطبي وملفات تلك العملية لن يتمكن من ذلك!
وهذه فترة حديثة نسبياً مقارنة بالملفات المؤرخة لفترة أبعد من عشرين عاماً وهي التي نريد المحافظة عليها والوصول إليها بسهولة متى ما استدعى الأمر ذلك.
نظام الأرشفة الورقي نظام يكرّس الفوضى أحياناً, ولكن مع وجود التقنيات الحديثة باستخدام الحاسب الآلي يمكن المحافظة على ملايين السجلات وحفظها في مساحة أصغر وإتاحتها عن طريق شبكة الإنترنت، بالطبع هذه العملية ليست بالسهولة المرجوة لكنّ البدايات الصعبة وتيسر العمل مستقبلاً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي