الصيدلي .. بين الإنصاف والإجحاف!
الصيدلي .. بين الإنصاف والإجحاف!
ثقافة المجتمع السعودي لم تستطع النظر إلى مهنة الصيدلي كما تنظر للطبيب، مع أنهما لا يكادان يختلفان عن بعضهما في مجال الأهمية إن لم يكد الصيدلي أهم من الطبيب، للأسف تنسحب هذه النظرة الأقل للصيدلي حتى على المشهد الإعلامي، الإعلام السعودي يتعاطى مع الصيدلي كمهنة عادية لا ترقى إلى المعاملة التي يتعاملون بها مع الأطباء في خطابهم الإعلامي، الصيدلي السعودي لا يريد أن يكون أهم من الطبيب ولكنه يريد ألا يكون أقل أهمية، للأسف أن هذا التهميش يطولنا حتى من قبل الذين ننتظر منهم أن ينظروا لنا نظرة منصفة، فهذه الهيئة السعودية للتخصصات الطبية تتجاهل تصنيفنا مثلما تصنف الأطباء حسب شهاداتهم العلمية، تجد طبيبا استشاريا لكنك لا تجد صيدليا استشاريا مع أنه يحمل الدرجة العلمية نفسها التي يحملها الطبيب، عدم وجود التصنيف المهني للصيادلة ساهم في تكريس النظرة الهامشية لدور الصيدلي في المجتمع، حتى بين أوساط الصيادلة أنفسهم، عدم التصنيف المهني أفقد الصيدلي المبتدئ حماسة الحصول على شهادة عليا تمكنه من أن يصبح استشاريا أو إخصائيا، مما انعكس سلبا على عدم وجود أجواء تنافسية تسهم في رفع مستوى الكادر الصيدلاني في السعودية، الأمر الذي لا تجد له تفسيرا أن كثير من المواطنين يذهب إلى أقرب محل عطار ليأخذ كثير من الأدوية الشعبية التي قد تسبب له لا سمح الله كثيرا من الأمراض والأعراض الجانبية الخطيرة بينما تجده لا يثق بصيدلي يحاول مناقشته حول بعض الأدوية التي صرفها طبيبه المعالج، حتى الأطباء أنفسهم يكادون لا يسمحون للصيدلي حتى بتبديل شركة الدواء التي حددها الطبيب مع أن العلاجين لا يختلفان سوى أن الشركتين اللتين تنتجهما تختلفان عن بعضهما، صحيح أن من شرف المهنة ألا يتجرأ الصيدلي على صرف أي علاج دون ورقة من طبيب، لكن من المهم عدم صرف أي دواء دون التنسيق مع الصيدلي، الذي أريد قوله إن الطبيب والصيدلي لا يمكن أن يعمل أحدهما عن الآخر فمن الأولى النظر لهما بعين المساواة. بالذات في سلم الوظائف فنجد الصيدلي قد يتم تعيينه فني صيدلة نتيجة ظروف معينة فيدخل في سلم وظيفي أقل يتبع للفنيين بينما لا يوجد فني طبيب، اسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.