عوادم الأفواه
في زماننا يوجد نوعان من العوادم: عوادم السيارات الملوثة للبيئة، وعوادم أخرى هي "عوادم الأفواه" وهو ما ينبعث من أفواه المدخنين، أن يكون تأثير التدخين عائدا على المدخن نفسه فهذا ما ليس لنا فيه حول ولا قوة أما أن يكون أثر التدخين متعديا إلى غيره فهذه مصيبة، ما ذنبك إذا كنت في مكان عام وكان بجانبك مدخن وآذاك بتدخينه، إلى من تلتجئ؟ هو تضرر من تدخينه وأضرك أيضا، بدل أن تستنشق هواء نقياً تستنشق دخانا ملوثاً!
كشفت دراسة حديثة أجريت في المملكة على عينة عشوائية أن 34 في المائة من الطلاب و11 في المائة من الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية يدخنن، هذه الأرقام خطيرة وتؤشر إلى وجود جيل ناشئ مدخن، ما يعني تفشي أمراض خطيرة بين المدخنين في ريعان الشباب، ما يؤدي إلى حدوث وفيات بسبب هذا الداء للمدخنين ولمن يستنشقون من غير المدخنين من أقرانهم.
في فرنسا ومع بداية 2008 تم منع التدخين في الأماكن العامة، ووضعت الحكومة مخالفات مالية رادعة لكل مخالف. وقبل فترة ليست بالبعيدة أعلن في الإمارات منع التدخين في الأماكن العامة. فهل من بصيص أمل يلوح في الأفق لدينا في منع هذا الذي فتك بنا أتمنى ذلك.مع موجة الغلاء تبقى أسعار علب السجائر صامدة، من الأولى أن ترفع أسعارها أضعاف ما عليه الآن.
في أماكن عامة توجد لوحات منع التدخين، مثلا في المطارات ولكن الالتزام غير موجود لا من قبل الزوار ولا الموظفين، اللوحات لا تمنع التدخين بنفسها ولكنها تنبئ عن نظام يمنع التدخين يقوم بإيقاع العقوبة فيه أناس لم أرهم إلى الآن.
يقول آينشتاين "من الحماقة أن تعمل عملا مرارا وتكرارا وتريد نتيجة مختلفة" فنحن نضع اللوحات نفسها في أماكن مختلفة وبالطريقة نفسها ونريد أن يتغير مفعولها وتطبيق ما فيها، وختاما أقول "تكون الأمة قوية عندما تكون قوانينها قوية - حكمه لاتينيه".
عدد القراءات : 454