التصنيف العمري للألعاب

التصنيف العمري للألعاب

يجعل الآباء أبناءهم في المنزل لتسهل مراقبتهم، ولكن يا ليتهم يراقبون ما يفعلون، فمشكلتنا أنه لم يعد هناك حدود بين الثقافات، ومن واجب أولياء الأمور التنبه لتحديثات العصر حتى يتمكنوا من درء الأخطار عمن بعهدتهم، والحذر منها حفاظا على القيم والأخلاق. ألعاب الفيديو تعد الآن جزءا من بيئتنا وأصبحت تحتوي على أمور غير موجودة في السابق، الألعاب وجدت من أجل المرح. من الألعاب ما ينمي المهارات ومنها ما ينمي التفكير. ومع تطور التقنيات أصبح المنتجون يميلون إلى جعل الألعاب أكثر واقعية، فأضافوا مؤثرات جديدة، حيث تجعل اللاعب أكثر اندماجا، وبسبب هذه الإضافات أصبح من الضروري وضع تصنيف عمري مناسب للألعاب. والسبب هو أن الألعاب أصبحت مقاربة لأفلام السينما التي تحتوي على العنف والرعب أو حتى الجنس. ولا أعتقد أن أحدا من أولياء الأمور يريد تدمير صغاره بهذه المحتويات.
على ما يبدو أن التوعية بهذه المواضيع قليلة، فبعض الأولياء يعطي ابنه عددا من الريالات ليذهب ويشتري لنفسه لعبة منسوخة ولا يعلم حتى ما محتويات اللعبة. وهو لا يدري أنه قد أعطاه ليشتري بها ضياعه. فتجد الطفل يلعب في غرفة بمفرده. ولا أقول إن الطفل هو من بحث عن هذه الأمور، ولكن الطفل يذهب إلى السوق ويرى غلاف لعبة تبدو جميلة في رأيه، وحينما يجربها يرى كل ما يسر ويبهج.
هناك اختلاف بين طريقة تفكير الكبير والصغير، لذلك أتحدث هنا عن الصغار من سن التمييز إلى سن المراهقة. الفضول وحب المعرفة عندهم أمر فطري، وحتى للكبار فإن كل شيء جديد لافت للنظر. ونضيف على ذلك التقليد عند الصغار، الخيال نشط في هذه المرحلة بما يسمى بالتفكير التخيلي التصوري. فعندما يرى الطفل منظرا سبق ذكره، قد يعتقد أن هذا أمر عادي، وأن هذا هو نظام الحياة، وأن الحياة هي مجرد لعبة "فيطبقها بالواقع ويحسب أنها ما زالت لعبة" إن كانت شخصيته من النوع المتفتح، أما إن كان يميل إلى الانطوائية فقد يزداد انطوائية وخوفا من العالم. ويسبب تعرض الأطفال إلى المناظر الجنسية في هذه المرحلة بما يسمى باليقظة المبكرة للغريزة، وما رآه من مناظر قد تؤدي به إلى التجريب حتى لو لم يكن بالغا. وتصبح هذه الأمور بالنسبة له عبارة عن قضاء لذة وليست حبا، لذلك يجب التأكد ألا تقع أمور الكبار في أيدي الصغار لئلا يتحمل صغارنا العواقب.

عدد القراءات : 361

الأكثر قراءة