"الأمل" يزيد قدرته الاستيعابية إلى 632 سريرا

"الأمل" يزيد قدرته الاستيعابية إلى 632 سريرا

"الأمل" يزيد قدرته الاستيعابية إلى 632 سريرا
"الأمل" يزيد قدرته الاستيعابية إلى 632 سريرا
"الأمل" يزيد قدرته الاستيعابية إلى 632 سريرا

أعلن الدكتور عبد الحميد الحبيب المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض عن زيادة للسعة السريرية في المجمع بما يقارب 30 في المائة لتصبح أكثر من 600 سرير، وأشار إلى أن المجمع سينظم دورات تدريبية لعدد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة والقضاة على كيفيه التعامل مع مشكلات المخدرات والاضطرابات النفسية.
وكشف أن المجمع استقبل خلال العام الماضي أكثر من 26 ألف حالة، وقال الدكتور الحبيب في حواره مع "الاقتصادية" إنه لا توجد دراسات مجتمعية دقيقة تثبت زيادة عدد المدمنين والمرضى النفسيين مرجعاً أسباب ما يبدو ظاهرياً أنه زيادة في عدد هذه الحالات إلى الزيادة الطبيعية في عدد السكان عموماً مع عدم التوسع الكافي في الخدمات العلاجية لهذه الحالات لمواجهتها وإلى زيادة الوعي الصحي وسط المجتمع الذي يؤدي إلى زيادة الإقبال على الخدمة الصحية النفسية.

ما أبرز الخطط والمشاريع المستقبلية لمستشفى الأمل في الرياض؟
من أبرز المشاريع المستقبلية للمجمع تدشين منزل منتصف الطريق الذي يعنى بالمساهمة في مساعدة المتعافين من الإدمان على عدم الانتكاسة والعودة للمخدرات، كذلك زيادة السعة السريرية في المجمع بنسبة 30 في المائة تقريباً، والتوسع في الخدمات المجتمعية التي تتضمن الزيارات المنزلية والرعاية النهارية. ومن البرامج التوعوية المستقبلية التي سينفذها المجمع تنظيم دورات تدريبية لعدد من الجهات مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة وعدد من القضاة على كيفية التعامل مع مشكلة المخدرات والاضطرابات النفسية.

كم عدد الحالات التي استقبلها مجمع الأمل في الرياض خلال العام المنصرم؟
استقبل قسم الإسعاف والطوارئ في المجمع خلال العام الماضي أكثر من ألف حالة منها حالات جديدة وأخرى حالات تكرار.

تشير الدراسات إلى زيادة عدد المدمنين والمرضى النفسيين، ما الأسباب من وجهة نظركم؟
لا توجد دراسات مسحية مجتمعية دقيقة تثبت زيادة عدد المدمنين والمرضى النفسيين، وما يبدو ظاهرياً كأنما هناك زيادة في عدد هذه الحالات قد يكون نتيجة للزيادة الطبيعية في عدد السكان عموماً مع عدم التوسع الكافي في الخدمات العلاجية لهذه الحالات لمواجهة الزيادة الطبيعية في عدد السكان. كذلك زيادة الوعي الصحي وسط المجتمع يؤدي إلى زيادة الإقبال على الخدمة الصحية العلاجية وهو ما قد يبدو أنه زيادة في عدد الحالات المذكورة. وقد تكون هناك زيادة حقيقية في حالات الإدمان نتيجة لانتشار وسهولة وسائل المواصلات والاتصال بين البلدان والمجتمعات المختلفة. أما الأمراض النفسية المعروفة فتكاد أن تكون نسبتها ثابتة في مختلف المجتمعات وإن كان الانتقال من حياة الريف والبداوة إلى حياة المدينة والحضر وظروف الحياة العصرية وما يصاحبها من ضغوط ومتطلبات اقتصادية قد تلعب دوراً في هذا الخصوص.

#2#

ما عدد الأسرة في المستشفى؟ وهل يرى سعادتكم أنها كافية؟
عدد الأسرة في المجمع هو 428 سريراً حيث تبلغ السعة السريرية لأقسام الصحة النفسية 192 سريراً، وأقسام الإدمان تبلغ سعتها السريرية 232 سريراً. وهناك خطط مستقبلية تشمل زيادة عدد الأسرة في المجمع حيث سيتم إضافة 249 سريرا منها ما يقارب 144 سريرا للمرضى النفسيين و60 سريرا لمرضى الإدمان، إضافة إلى إنشاء بيت منتصف الطريق لخدمة المرضى المتعافين من الإدمان بسعة سريريه تبلغ 45 سريرا لتصبح السعة السريرية الجديدة للمجمع 632 سريرا.

هل تتبعون آلية معينة لتطوير الكوادر الطبية والإدارية؟
ينفذ المجمع عديدا من الدورات التدريبية والندوات وورش العمل، ويستضيف عديدا من الخبرات العالمية لإلقاء المحاضرات وعمل النقاشات فيما يتعلق بآخر المستجدات في علاج الأمراض النفسية والإدمان، كما ينفذ المجمع برنامجا تعليميا مستمرا للأطباء والممرضين والإخصائيين والصيادلة.

الحملات التي نراها كثيرا في التوعية بأضرار المخدرات ومكافحتها، هل يرى سعادتكم أنها أسهمت في الحد من تعاطي السموم؟
لا أحد ينكر ما للحملات التوعوية التي تنفذها الجهات المعنية بالتصدي للمخدرات من دور في التعريف بأضرارها من خلال البرامج التوعوية المختلفة مع ضرورة تقنين هذه الحملات، والمجمع ينظم عديدا من البرامج والفعاليات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، كما يقوم المجمع بعمل رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام للتحذير من المخدرات وأضرارها وخاصة أيام الاختبارات، كذلك تنفيذ دورات لمرشدي الطلاب في المدارس على كيفية التعامل مع مشكلة المخدرات والاضطرابات النفسية لدى الطلاب وتم خلالها تدريب ما يقارب 700 مرشد طلابي.

يشتكي البعض من عدم قبول الحالات المرضية في المستشفى بحجة عدم وجود سرير شاغر ويكتفى بإعطاء المريض إبرا مهدئة سرعان ما يذهب مفعولها، ما تعليق سعادتكم؟
إن وزارة الصحة تسعى جاهدة لنشر المفاهيم الصحيحة عن الطب النفسي وإزالة الوصمة عن هذا الفرع من فروع الطب، وهذا أدى إلى الزيادة المطردة في أعداد المراجعين لعيادات الطب النفسي وبالتالي ازدياد عدد الحالات التي تحتاج إلى التنويم، ومن جهة أخرى, فإن النظرة السلبية تجاه الصحة العقلية تجعل ذوي المرضى يتجنبون المراجعة بهم مما يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية مما يعني الحاجة إلى معالجة الحالة لمدة أطول وهذا يؤدي إلى إشغال الأسرة وبالتالي الصعوبة في قبول حالات أخرى، إضافة إلى أن نسبة من الأهالي يعمدون إلى إبقاء المريض فترة أطول ويماطلون في تسلمه مع أن الرأي الطبي قد قضى بخروجه مما يحرم المرضى الآخرين والذين هم في بحاجة ماسة إلى مثل هذه الخدمة – أعني التنويم في المجمع - علاوة على ذلك فإن ضخامة القطاع السكاني الذي يغطيه المجمع يلعب دوراً في مسألة توافر الأسرة. ومما تجدر الإشارة إليه أن التنويم ليس شرطاً لكل حالة تراجع المجمع، فقد تتطلب حالة بعض المرضى العلاج الإسعافي ومن ثم الاستمرار في المتابعة في العيادات الخارجية، وعموماً فإن وجود المريض العقلي لدى الأسرة يشكل عبئاً عليهم وأن علاج هذه الحالات هو علاج تكاملي بين المجمع والأسرة والمريض.

هل يقوم المجمع ببحوث ودراسات تتعلق بالجانب العلاجي أو الوقائي لإدمان المخدرات؟
يشارك المجمع في عدد من البحوث والدراسات التي تتعلق بالمخدرات والتي يقوم بها الباحثون وطلبة العلم للتعرف على الأضرار الناتجة عن المخدرات كما تصدر عن المجمع إحصائيات بعدد متعاطي المخدرات الذين يراجعون المجمع ويستفيدون من الخدمات والبرامج المقدمة فيه، كما أن المجمع يقوم بتدريب عدد من طلبة الجامعات والكليات الصحية من أطباء وإخصائيين اجتماعيين وإخصائيين نفسيين وممرضين، واستضاف المجمع عديدا من الاجتماعات مع عدد من الجهات الرسمية والوطنية المعنية بالتصدي للمخدرات لمناقشة سبل التعاون في مواجهة هذا الخطر الكبير من ذلك الإدارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات ( وقاية ) وإدارات مكافحة المخدرات في عدد من القطاعات العسكرية كما أن المجمع يعد مقصدا لعدد من الجهات الخارجية التي ترغب الاطلاع على تجربة المملكة في علاج الإدمان.

ما الجهود التي يقوم بها المجمع لخفض قوائم الانتظار للمرضى؟
يوجد في المجمع عديد من الأقسام والبرامج التي تسهم بإذن في خفض قوائم الانتظار للمرضى من ذلك أن المجمع ينفذ عددا من الزيارات المنزلية للمرضى النفسيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية ولا يستطيعون الحضور للمجمع لظروف اقتصادية وتقدم الخدمة لهم في منازلهم من خلال فريق طبي متكامل يتكون من طبيب وإخصائي اجتماعي وممرض.

#3#

ويوجد في المجمع وحدة تسمى وحدة الرعاية اللاحقة وتعد إحدى أهم الركائز الأساسية في علاج الإدمان وتستقبل مرضى الإدمان الذين أنهوا فترة الأعراض الانسحابية أو أعراض التسمم ولا يعانون اضطرابات نفسية أو عضوية شديدة المصاحبة للإدمان، وكذلك المرضى المحولون من الطوارئ والذين لا يعانون أعراضا انسحابية نتيجة التعاطي.إضافة إلى عدد من البرامج الأخرى

ما الإجراءات التي يقوم بها المجمع لمنع حصول انتكاسة للمريض المتعافي من المخدرات؟
من الجهود التي يبذلها المجمع لمنع حصول انتكاسة المتعافي من الإدمان إنشاء بيت منتصف الطريق والذي له دور كبير في احتواء المتعافين من الإدمان والمساهمة في عودتهم للمجتمع، وكذلك إيجاد مجموعة جديدة في العيادات الخارجية تسمى مجموعة العيادة وتهدف إلى زيادة استبصار المرضى المدمنين المحولين من الطوارئ مباشرة أو المستمرين في المتابعة في العيادات الخارجية وتحسين مستوى دافعيتهم وتمكينهم من الالتحاق السريع ببرنامج الرعاية اللاحقة إضافة لإخضاع المتعافي إلى عديد من البرامج والجلسات العلاجية والإرشادية.

من وجهة نظر سعادتكم ما أبرز المشكلات التي تواجه المتعافين من الإدمان؟
أبرز المشكلات التي قد تواجه المتعافين من المخدرات هي احتمالية انتكاستهم وعودتهم للتعاطي نتيجة للظروف المحيطة بهم من وجود أصدقاء السوء الذين كانوا السبب في تعاطيهم، كذلك عدم وجود وظائف لهم بعد تعافيهم مما يجعلهم يعيشون في أزمة نفسية شديدة ، كما أن تقبل المجتمع للمتعافي لا يتم بالصورة التي قد تساعده على الاستمرار في تعافيه .

هل يوضح لنا سعادتكم المراحل التي يمر بها المدمن خلال فترة علاجه؟
علاج المدمن داخل المجمع يمر بمراحل متعددة تمثل سلسلة مترابطة من الخطط والبرامج العلاجية والتأهيلية تتمثل في: المرحلة الأولى التقييم في قسم الإسعاف والطوارئ أو في العيادات الخارجية وتشمل أخذ التاريخ المرضي والتقييم الطبي والنفسي والاجتماعي والمقابلة السريرية للمريض وإجراء التحاليل اللازمة للوصول إلى تشخيص الإدمان ثم تحديد ما إذا كانت حالة المريض تحتاج التنويم ( فق معايير محددة) أم يكون علاجها كحالة خارجية بالمتابعة ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي إزالة السموم ويمكن أن تتم هذه المرحلة داخل المستشفى أو خارجها وفق معايير محددة لكل حالة وتستغرق بين أسبوع وأسبوعين. وفي حالات قليلة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع. ويكون التركيز خلال هذه المرحلة على النواحي الطبية المرتبطة بالأعراض الانسحابية التي تحدث عند التوقف عن تعاطي بعض المواد الإدمانية مثل "الكحول والأفيونات ومركبات البنزو ديازبين" إلى جانب التقييم النفسي والاجتماعي. وتعد هذه المرحلة هي الخطوة الأولى فقط في علاج الإدمان، المرحلة الثالثة التأهيل وهي المرحلة الرئيسة لعلاج الإدمان وتبدأ بعد إزالة السموم سواء تم تنويم المريض أم لم يتم وهي ما تعرف بالرعاية اللاحقة وقد تبدأ متداخلة مع مرحلة إزالة السموم حال تحسن الأعراض الانسحابية وتشتمل على برامج توعوية وإرشادية وتدريبية في النواحي النفسية والسلوكية والاجتماعية والدينية وتعلم المهارات المختلفة التي تساعد المريض على كيفية التعامل مع الاشتياق والرغبة في معاودة التعاطي. وتستغرق هذه المرحلة كحد أدنى ثلاثة أشهر من المتابعة النظرية والعملية وفي بعض الحالات قد تستمر هذه المرحلة لعدة شهور وقد تصل لما يقارب العامين . وينصح المريض خلال هذه المرحلة بالانضمام إلى إحدى جماعات الدعم الذاتي مثل جماعة المسجد وبيوت الشباب وغيرها لمزيد من الدعم النفسي والاجتماعي كما يشجع المريض على تطوير وتنمية قدراته ومهاراته تمهيداً للحصول على عمل مناسب إذ إن معظم المرضى يكون قد فقد عمله . ويقوم قسم الرعاية اللاحقة بالمجمع بتطبيق هذه المرحلة .
المرحلة الرابعة وهي قيد الدراسة والتطبيق في المجمع بيت منتصف الطريق : ويعد مرحلة تأهيلية تكميلية يحتاج إليها بعض المرضى الذين يفتقدون الدعم الأسري والمأوى لفترة مؤقتة مابين ثلاثة وستة أشهر لحين حصولهم على عمل وخلال هذه الفترة يخضعون لضوابط سلوكية محددة، ويديرون شؤونهم بأنفسهم، وفي ذلك جوانب علاجية و تأهيلية كبيرة لهم
كما يوجد في المجمع وحدة للرعاية اللاحقة ويقصد بها تقديم الرعاية اللازمة للمريض للوصول به إلى التعافي ، وتعد هي المحك الحقيقي للمريض في التعافي من الإدمان وكذلك تعد من أهم مراحل العلاج لكونها الجسر الذي يعبر به المريض إلى بر الأمان بإذن الله تعالى.
ويعد مفهوم الرعاية اللاحقة في علاج اضطرابات الإدمان من المفاهيم الضرورية والحيوية والمهمة في عملية التعافي من مشكلة الإدمان بعد أن يكمل المريض مرحلة إزالة الأعراض الانسحابية الحادة واستقرار الحالة حيث يتم استقبال المراجعين من الطوارئ أو العيادات الخارجية أو من الأقسام الداخلية بعد الخروج, لأن النظرة الطبية الشاملة لمشكلة الإدمان تعتبر المشكلة الإدمانية ذات طابع طبي ونفسي واجتماعي وديني لذلك فإن التخلص منها في المقابل يستلزم التدخل العلاجي على جميع المستويات السابقة.
وتهدف الوحدة إلى مساعدة المرضى على منع الانتكاسة، وتطوير وعيهم بمشكلة الإدمان وكيفية العلاج منه، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض وأسرته، ومتابعة المريض من الناحية الطبية النفسية، إضافة إلى تقوية الجانب الديني عند المرضى . وكذلك مساعدة المرضى على تحسين مهاراتهم الاجتماعية وتقوية جوانب القوة والتغلب على جوانب الضعف في شخصياتهم، إضافة إلى تطوير مهارات الحياة ومهارات التكيف مع الظروف الحياتية المختلفة.

الأكثر قراءة