يوما ما سوف أكون

يوما ما سأبدأ في الإقلاع عن التدخين, يوما ما سأشترك في معهد لأتعلم التحدث بالإنجليزية بمستوى محترف, يوما ما سأتمكن من التخلص من وزني الزائد, يوما ما سأكمل دراستي الجامعية وأحقق فرصا وظيفية أفضل, يوما ما سأمارس الرياضة بانتظام وأركز على تناول الطعام الصحي, يوما ما سأتغلب على عادة السهر وأعتاد النوم مبكرا لأذهب إلى عملي بنشاط أكبر, يوما ما سأتحكم في غضبي وأنجح في بناء علاقات أفضل, يوما ما سأدير علاقتي الزوجية بشكل أفضل.
ذات يوم يوشك هؤلاء المؤجلون على بلوغ نهاية الطريق, بعد حياة مفعمة بالأمنيات والندم ولا تشغل أذهانهم إلا جملة واحدة "يوما ما سأتغير " يتردد صداها في داخلهم إلى آخر العمر, إنهم يتأملون في حزن وأسى كل الفرص التي فاتتهم: "لو كنت استثمرت 10 في المائة من دخلي فقط في الشهر", "لو كنت اهتممت مبكرا بصحتي وأقلعت عن التدخين", "لو كنت انتهزت فترة انخفاض الأراضي واشتريت تلك القطعة".
إن الحسم هو أقوى أدواتك عندما تخطط للنجاح في حياتك, أما التأجيل فهو لص الزمان الذي يتربص بك مختفيا ليسلبك آمالك وأحلامك, ويا لبشاعة المماطلة, فهي تحمل في طياتها معاني سلبية كثيرة, مثل سلب القوة وانعدام الفاعلية, فأنت عندما تؤجل تقضي على مستقبلك وتصيبه بالجدب وتحرمه من النماء, وذلك أمر مؤلم.
إن عبارة "يوما ما" هي مصيدة قاتلة, والحياة أقصر من أن تقضيها في شيء غير استثمار أيامنا بها إلى أقصى حد, وإن التردد والشك في إمكاناتك يجعلانك حبيسا في عالم من الحسرة والندم, وليس هذا هو ما تريده لنفسك, لذلك، فمن الآن وصاعدا في كل مرة تجد نفسك فيها تجنح إلى التأجيل استحضر إلى ذهنك هذه الصورة المؤلمة للجدب والفقر حتى تحثك على العمل وتدفعك إلى أقصى الأداء .
إن عددا كبيرا من الأشخاص لا يقدمون على أي تغيير جذري في حياتهم لأن فكرة القيام بأي شيء مختلف تصيبهم بالرهبة, لكن الحقيقة التي يجب أن نستوعبها بعمق هي أن أكبر المكاسب توجد غالبا خارج النطاق الذي تعتقد أنك آمن بداخله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي